هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتواصل في محيط مدينة "عين عيسى"، شمال سوريا، معارك بين المعارضة المسلحة وما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل "الوحدات الكردية" عمودها الفقري.
وأفاد ناشطون ووسائل إعلام محلية بأن ما يعرف بـ"الفيلق الأول" في الجيش الوطني السوري، التابع للمعارضة، أعلن عن بدء عملية اقتحام البلدة فجر الأحد، بعد يومين من المعارك على أطرافها، والتمهيد بالقصف المدفعي.
— Mohamad Amir (@Ameer13251) December 20, 2020
بدورها، أفادت وسائل إعلام تركية، مساء الأحد، بأن المعارضة السورية، التي تدعمها أنقرة، تمكنت من السيطرة على ثلاث قرى، على الأقل، وباتت على مدخل عين عيسى.
وتقول تركيا والمعارضة المحسوبة عليها إن المدينة تشكل منطلقا للوحدات الكردية لتنفيذ هجمات أوقعت عشرات القتلى والجرحى في "المناطق المحررة"، شمال سوريا، على مدار الأشهر الماضية.
وفي المقابل، وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، شنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حملات اعتقال في الحسكة وريفها، اعتقلت خلالها نحو 100 شاب؛ بغية إلحاقهم بقواتها، في ظل التصعيد.
وأكد مدير موقع "الخابور" إبراهيم الحبش، في حديث لـ"عربي21"، أن "مليشيا "قسد" نفذت حملات اعتقال في أرياف الحسكة، واعتقلت ما يقارب 100 مدني، وساقتهم لمراكز التجنيد.
وبحسب الحبش، فإن من غير المستبعد أن تقوم "قسد" بزج الشباب على الجبهات، بالنظر إلى عدم تمتعهم بالخبرة القتالية.
اقرأ أيضا: اشتباكات بين المعارضة و"قسد" ومؤشرات لعملية تركية جديدة
بدوره، أكد الصحفي عبد العزيز الخليفة، من الحسكة، لـ"عربي21"، زيادة "قسد" لوتيرة التجنيد الإجباري، خلال الأيام الماضية.
وقال: "الواضح أن قسد وجدت في التصعيد بعين عيسى فرصة مواتية لفرض التجنيد الإجباري"، لكنه استبعد في الوقت ذاته أن يكون التجنيد مرتبطا بالتطورات في عين عيسى.
وفي الوقت الذي رفض فيه أكثر من مصدر من "الجيش الوطني" تقديم توضيحات لـ"عربي21" عن التطورات المرتقبة، قال القيادي في الجيش السوري الحر، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، إن التقدم الذي نفذه "الجيش الوطني" وجدية التهديدات التركية، والأهمية الاستراتيجية لعين عيسى، وغيرها من التطورات، تؤكد أن المدينة لن تبقى بيد "قسد"، وسوف تفقدها، إما بانسحابها وتسليمها لروسيا كاملة، أو بعملية عسكرية تركية.
وأضاف لـ"عربي21": "الأرجح أن تسيطر عليها قوات الجيش الوطني المدعومة من تركيا".
قسد: لا اتفاق مع النظام وروسيا
في غضون ذلك، نفى الناطق باسم "قسد"، كينو كبرئيل، تسليم بلدة عين عيسى إلى النظام وروسيا، مؤكدا التزام قواته بالدفاع عن المدينة، وقال إن "قواتهم ملتزمة بحق الدفاع المشروع، والرد على الهجمات التي تتعرض لها المنطقة".
وأضاف أن هناك رفضا كاملا من جانب الولايات المتحدة للهجمات على عين عيسى، مستدركا: "الموقف الرسمي للدول الضامنة يخضع لسياسة المصالح القائمة بين القوى الدولية وتركيا كقوة إقليمية، وهذا الأمر ليس بالغريب، وشاهدناه خلال مختلف سنوات الصراع، ويجب ألا ننتظر شيئا مختلفا".
من جانبها، وصفت ما تعرف بـ"الإدارة الذاتية" الوضع في مدينة عين عيسى بالمتدهور، وأضافت الأحد في بيان أن "الاعتداءات المستمرة ضد المدنيين ولّدت حالة من عدم الاستقرار في المنطقة وتفاقم الوضع الإنساني، ما أدى إلى حالات نزوح كبيرة، وخلق تحديات إنسانية هائلة لمنطقة ما زالت تعاني تبعات الاجتياح التركي الأخير للمنطقة".