هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استقدم النظام السوري تعزيزات عسكرية وصفت بـ"الضخمة" إلى مدينة عين عيسى شمال الرقة، حيث تشهد المنطقة المتاخمة لمنطقة عمليات "نبع السلام" اشتباكات متقطعة بين قوات الجيش الوطني المدعوم تركيا، وقوات سوريا الديمقراطية "قسد".
يأتي ذلك، بعد يومين من سيطرة قوات "الجيش الوطني" على قريتي المشيرفة والجهبل على مدخل عين عيسى.
وكانت مصادر إعلامية أكدت عدم التوصل إلى اتفاق واضح بين روسيا و"قسد" حول عين عيسى في اجتماع عُقد الخميس الماضي في مطار القامشلي، إذ تؤكد الأنباء أن "قسد" ما زالت ترفض الانسحاب من المدينة، والاكتفاء بمربع أمني بداخلها، كما تريد روسيا.
ويبدو أن "قسد" فشلت في اللعب على المتناقضات، كما يقول نائب رئيس "رابطة الكرد السوريين المستقلين"، رديف مصطفى، لـ"عربي21".
وأوضح مصطفى أن روسيا تحاول الاستفادة من الوضع هناك لمصلحة النظام، وتبتز "قسد" نتيجة الضغوطات التركية، و"قسد" فشلت فعلا في جمع التناقضات واللعب عليها.
وأضاف مصطفى أنه ليس هناك أي موقف فعلي واضح للولايات المتحدة من قضية عين عيسى، خصوصا أن "قسد" لم تلتزم بالاتفاقيات السابقة المتعلقة بالشريط الحدودي.
وبحسب رأيه، "ما زالت سياسة روسيا في كل سوريا موجهة لتمكين النظام من إعادة السيطرة، بمعزل عن أي حل سياسي".
قسد تتهم روسيا
من جانبها، حمّلت "قسد" مسؤولية الهجوم على عين عيسى لروسيا، متهمة إياها بالوقوف متفرجة على الهجوم التركي، حيث انتقد مسؤول في "الإدارة الذاتية" الكردية موقفها.
وقال نائب الرئاسة المشتركة في "الإدارة الذاتية" في تل أبيض، صبري نبو مصطفى، إن القوات الروسية لا تزال حتى هذه اللحظة "تقف موقف المتفرج" من القصف التركي على بلدة عين عيسى.
بدوره، حمّل مجلس سوريا الديمقراطية "مسد" روسيا مسؤولية العمليات العسكرية التي تجري في محيط مدينة عين عيسى، متهما إياها بمحاولة الضغط لتسليم المنطقة للنظام السوري.
وقالت الرئيسة المشتركة لـ"مسد"، أمينة عمر، في حديث لمواقع كردية، إن دولة روسيا مسؤولة عن الهجمات التركية على ناحية عين عيسى، وأضافت أن روسيا تحاول الضغط على "قسد" بهدف بسط سيطرتها على المنطقة، ومن ثمّ تسليمها لقوات النظام السوري المنتشرة هناك.
اقرأ أيضا: اشتباكات بين المعارضة و"قسد" ومؤشرات لعملية تركية جديدة
في الوقت ذاته، وصف مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية التابع لـ"قسد"، الدور الروسي بـ"التخريبي"، وأضاف أنه "منذ التدخل الروسي العسكري المباشر في سوريا، وبطلب من النظام، لم تعمل روسيا على إنهاء الأزمة، بل جعلت الملف السوري أكثر تعقيدا، على الرغم من نجاحها في السيطرة على مناطق واسعة من سوريا وتعويم النظام".
وفي هذا الصدد، قال الصحفي الكردي شيرزان علو لـ"عربي21": إن انتقاد روسيا يؤكد أن "قسد" ما زالت تعول على الدور الأمريكي، إذ تؤكد للولايات المتحدة أنها غير راضية عن وجود الروس والنظام في مناطقها.
وبما يخص روسيا، قال علو إن زيادة الضغط التركي سيدفع "قسد" إلى تسليم المناطق للنظام، وهذا التكتيك يخدم النظام والروس؛ لأن أي توسع للنظام والروس يضعف المعارضة، بمعنى أن سيطرة "قسد" والمعارضة وغيرهم على أجزاء كبيرة من الأراضي يضعف النظام وموقفه التفاوضي.