هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر خبير إسرائيلي من تحول الحوثيين في اليمن، إلى عدو جديد في استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، قائلا إن هجومهم الأخير على السعودية دعوة للاستيقاظ الإسرائيلي، وعدم الغفلة.
وأضاف مردخاي كيدار بمقاله في صحيفة "ميكور ريشون"، وترجمته "عربي21" أن "الانفجار العنيف الذي هز ميناء جدة السعودي على ساحل البحر الأحمر مؤخرا، تم دون أن يعلن أي تنظيم مسؤوليته عنه، لكنّ جميع المعلقين متفقون على أن الجهة التي تقف وراءه هي أنصار الله، الجناح العسكري لجماعة الحوثي في اليمن، لأنهم يعتقدون أن أي هدف سعودي مشروع بالنسبة لهم بسبب الحرب التي تشنها السعودية عليهم".
وأوضح كيدار، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية بالجامعات الإسرائيلية، أنه "بالنسبة لإسرائيل، فإن التطورات الأخيرة على الساحة البحرية السعودية لها خمس دلالات، أولها أن صديقتنا الجديدة، السعودية، تنكشف مرة أخرى في عري ضعفها العسكري، ولا يمكنها الدفاع عن مصالحها الحيوية، وهي منشآت نفطية، وعلى مدار ست سنوات، عجزت القوة العسكرية السعودية عن التصدي بفعالية لتهديد الحوثيين عليها".
وأشار إلى أن "الدلالة الثانية تتمثل في الجانب السياسي لهذه الهجمات، وتكتسب أهميتها مع دخول جو بايدن الرئيس الأمريكي الجديد إلى البيت الأبيض، لأن رغبة النظام الإيراني تتمثل في إضعاف المعارضة السعودية لرفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن إيران".
وذكر أن "الدلالة الثالثة التي يجب على إسرائيل استخلاصها من هجمات الحوثيين أن النقل البحري الإسرائيلي المار عبر البحر الأحمر باتجاه الهند والصين وكوريا وأستراليا قد يتضرر أيضًا من الحوثيين في أي سيناريو تدهور للوضع بين إسرائيل وإيران، في سوريا ولبنان أو أي مكان آخر في العالم".
وأكد أن "الدلالة الرابعة تتعلق بالتنظيم اللبناني المقابل للحوثيين، وهو حزب الله، الذي قد يتبنى أسلوب عمل الحوثيين ووسائله وأساليبه، من حيث العمل ضد منشآت الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط، خاصة مرافق الموانئ في حيفا وأسدود وأي مرسى آخر، لاسيما في منطقة عتليت، لأن لدى الحزب القدرة على استخدام هذه الهجمات ضد السفن التي تشق طريقها من وإلى إسرائيل في البحر المتوسط".
اقرأ أيضا: الحوثي: ندرس حماية موانئ السعودية بعد فشل أمريكا وبريطانيا
وأوضح أن "الدلالة الخامسة ترتبط بالمنظمات الفلسطينية الموازية للحوثيين بغزة، حماس والجهاد الإسلامي، ويمكنهما الإضرار بمصالح إسرائيل عبر البحر المتوسط، ولديهما صواريخ تضرب مطار بن غوريون، وتحوزان مئات الكيلوغرامات من المتفجرات لوضعها على قارب خشبي أو بلاستيكي، مع قاذفة وكاميرا وجهاز إرسال وجهاز ملاحة GPS، وإطلاقها نحو منشأة بحرية وسفينة شراعية وميناء إسرائيلي".
وأكد أن "هجمات الحوثيين على السعودية تتزامن مع اتهامات إيران لإسرائيل بالمسؤولية عن اغتيال رئيس برنامجها النووي العسكري محسن فخري زاده، ما يرجح أن أي هجوم إيراني على سفينة إسرائيلية بأي ساحة محتملة قد يكون ردا مناسبا، ولا ننسى أن السفن الإسرائيلية موجودة في العديد من الموانئ حول العالم، وإيران لديها القدرة على العمل في أي ميناء من خلال وكيل يمكنه حقن عبوة ناسفة في الميناء الذي يعمل فيه".
وأوضح أن "الهجمات الإيرانية البحرية ضد الأهداف الإسرائيلية قد تتمثل في وجود عبوة ناسفة متصلة بسفينة، أو إدخالها في سفينة تحت ستار حمولة بريئة، ما يجعلها تلحق أضرارا كبيرة بها لدرجة الغرق، وبالتالي فإن السمات المشتركة لكل الهجمات البحرية لأعداء إسرائيل أنها تحمل أهدافا عديدة ومتنوعة، ويمكن لها نثر الأهداف على مساحة كبيرة، خاصة مع الضعف الكبير لهذه الأهداف، والتركيز على المتعلقة بالغاز والنفط".
وختم بالقول إن "الأضرار الكبيرة التي ستلحق بالأهداف الإسرائيلية، مردها أنها تتسم بالسهولة التقنية لإتلافها والقدرة على تنفيذ الهجمات دون التوقيع على هوية المنفذين، والروتين الذي تعمل به هذه الأهداف الإسرائيلية، مع أن أهمية هذه الأهداف لإسرائيل تمنحها خطورة إضافية، وبالتالي فإن الأضرار التي ستلحق بإسرائيل طابعها عسكري ومدني، رغم أن أعداءها لا يميزون بين أهداف عسكرية ومدنية، وهي بالعشرات".