صحافة تركية

هل نجحت استراتيجية "تطويق إيران" بعد اغتيال قاسم سليماني؟

اغتالت الولايات المتحدة قاسم سليماني قبل عام في العاصمة العراقية بغداد- وكالة فارس
اغتالت الولايات المتحدة قاسم سليماني قبل عام في العاصمة العراقية بغداد- وكالة فارس

شهدت منطقة الشرق الأوسط، تحركات مكثفة بعد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني بالعاصمة العراقية بغداد في الثالث من كانون الثاني/ يناير 2020، غالبيتها تصب في مساعي تقويض إيران في المنطقة.

 

وفي 3 كانون الثاني/ يناير 2020، قتل كل من قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقية، أبي مهدي المهندس، في غارة جوية أمريكية استهدفت سيارة كانا يستقلانها قرب مطار بغداد.

 

وكان سليماني هو الاسم الأكثر تأثيرا لإيران في منطقة الشرق الأوسط، وساهم في توسيع نفوذ بلاده في المنطقة، لا سيما في تلك الأماكن التي تشهد صراعات دولية.

 

ولا يمكن إغفال دور سليماني، في رسم سياسة إيران في توحيد القوى المناهضة للولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي ضمن ما يسمى بـ"محور المقاومة"، والتي من خلالها استغل توسيع دائرة نفوذ بلاده في المنطقة لا سيما في العراق وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين.

 

ويعد اغتيال سليماني ذا مغزى للولايات المتحدة، وخطوة مهمة بالنسبة لها، ضمن مساعيها والاحتلال الإسرائيلي للحد من مناطق نفوذ إيران.

 

وفي تقييمه للجهود الإيرانية في المنطقة عقب اغتيال سليماني، قال الكاتب التركي، يوسف كاراتاش، في تقرير له على صحيفة "evrensel"، إنه على الرغم من التصريحات الإيرانية حول "رد عسكري مماثل" على اغتياله، فقد كانت الهجمات الصاروخية على القواعد العسكرية الأمريكية بالعراق، ذات تأثير محدود للغاية.

 

اقرأ أيضا: MEE: قاآني لم ينجح بملء فراغ سليماني في العراق
 

وأشار إلى أن "نظام الملالي" في إيران يمر بظروف صعبة اقتصاديا وسياسيا بسبب العبء الناجم عن العقوبات الأمريكية من جهة، بالإضافة إلى الثقل والعبء الذي حملته سياسة "التصدير الثوري" في المنطقة من جهة أخرى.

 

ولفت إلى أنه بالنظر إلى الأحداث المتسارعة خلال العام الماضي، فإن الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي قامتا بعدم تفويت الفرصة إزاء تقويض جهود إيران في المنطقة، وقلبها لصالحهما.

 

جهود ضد إيران في سوريا

 

وأوضح أن تلك الجهود تمحورت بخطوات أولها، زيادة الضغط على إيران لسحب قواتها من سوريا، كما أنه يمكن اعتبار عقوبات قيصر من الولايات المتحدة والتي تستهدف اقتصاد النظام السوري، وهجمات الاحتلال الإسرائيلي المستمر على المليشيات المدعومة من إيران، خطوات بهذا الاتجاه.

 

وأضاف أن هناك نقطة بارزة بهذا الصدد، هي دعم روسيا لفكرة انسحاب المليشيات المدعومة من إيران من سوريا خدمة لمصالحها التوسعية هناك.

 

واستدرك كاراتاش، بأن النهج الروسي يعتمد بالأساس، على رغبتها بإبقاء إيران تحت سيطرتها تماما في سوريا.

 

جهود ضد إيران في العراق

 

وكان من أبرز الأحداث التي شهدتها المنطقة، تعيين مصطفى الكاظمي الموالي للولايات المتحدة لرئاسة الحكومة العراقية في 7 أيار/ مايو 2020.

 

وذكر الكاتب التركي، أن الكاظمي وازن بين الولايات المتحدة وإيران في العراق، لكنه وقف في سياسته ضد النفوذ الإيراني في العراق، من خلال ممارسة الضغط على المليشيات الموالية لها (الحشد الشعبي) التي شنت هجمات على القواعد الأمريكية.

 

التطبيع بين الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي

 

ومما لا شك فيه، أن أهم الخطوات التي قامت بها الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي في العام الماضي، لتحويل التوازنات الإقليمية لصالحهما، كانت "التطبيع" بين الأنظمة العربية بالخليج مع الاحتلال الإسرائيلي.

 

وقال الكاتب التركي، إنه تم تحييد القضية الفلسطينية من كونها عائقا أمام عملية التطبيع، فبعد أسابيع من اغتيال سليماني، ظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمام الكاميرات، وأعلنا خطة الحد من الاعتراف بفلسطين كدولة، والتي كانت تحت اسم "صفقة القرن".

 

اقرأ أيضا: نصرالله بذكرى اغتيال سليماني: إيران ليست ضعيفة.. وسترد
 

وشهد عام 2020، حراكا متتاليا، كانت بدايته من الإمارات والبحرين، في توقيع اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، تلاه السودان والمغرب، وسط توقعات بسير دول أخرى لا سيما سلطنة عمان والسعودية في هذا الاتجاه.

 

وأشار كاراتاش إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، على الرغم من الحديث عن إمكانية توقيع اتفاقية جديدة مع إيران، سيواصل سياسة التعاون بين الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي ضمن الرؤية الأمريكية، الساعية لزيادة الضغط على إيران.

 

هل نجحت استراتيجية تطويق إيران؟ 

 

ورأى الكاتب التركي، أنه من السابق لأوانه، الحديث عن نتيجة أن "استراتيجية تطويق إيران" قد نجحت، وأن طهران قد تراجعت في ظل هذه الخطوات.

  

وأوضح أن إيران لم تفقد السيطرة على مضيق هرمز، الذي يعد النقطة الأكثر استراتيجية في العالم لنقل الطاقة عن طريق البحر، كما أنها لم تفقد نفوذها الحاسم في دول المنطقة مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن.

 

وتابع بأن إيران تعمل على تحسين علاقتها مع الصين التي وقعت معها اتفاقية تعاون شاملة مدتها 25 عاما، ومن ناحية أخرى تظل حليفا لروسيا لا يمكن التخلي عنها في جهودها بالمنطقة.

 

وختم بأنه بعد عام من اغتيال سليماني، لا يمكن الحديث عن أن المنطقة أصبحت أكثر أمانا، ولا عن نهاية حرب الانقسامات بالمنطقة، بل ولدت ديناميات صراعات جديدة.

التعليقات (2)
سوري
السبت، 09-01-2021 07:16 ص
ايران دافعت عن القضية الفلسطينية والعرب تخلوا عنها وتخاذلوا
ناصر فلسطين
الإثنين، 04-01-2021 09:45 ص
شو هالمقال المبدع هذا ، الذي يعتمد في كله على كاتب تركي، لماذا هذا الهجوم من قبل امريكا(الدولة التي لم يخلق مثلها في البلاد) وقاعدتها المتقدمة الكيان الصهيوني ، وكل العرب الخون الذين طبعوا خدمة للسيد الامريكي وداسوا اقدس قضية للامة قضية فلسطين والقدس الشريف،(نظام الملالي) طبعا الكاتب يقصد الاستخفاف والجهالة هو الذي واجهة العالم كله في مفاوضات قل نظيرها وحقق الاتفاق النووي نظام الملالي هو الذي جعل من ايران اقوى قوى المنطقة، نظام الملالي هو الذي يتشرف بالدفاع عن فلسطين كما خلقها الله ، لا فلسطين الممسوخة عند العرب والاتراك ، ولا فلسطين المداسة كما عند عرب الخيانة والتطبيع، ايران من خلال جيش من الفقراء تحاصر اسرائيل وتواجهة القوة الغاشمة الامريكية ومعها كل العرب المسكونين بالخضوع للامريكي ولو حلبهم وأذلهم