صحافة دولية

NYT: السعودية وحلفاؤها لم يحققوا شيئا من حصارهم لقطر

لحظة وصول طائرة أمير قطر للقمة الخليجية بالسعودية- جيتي
لحظة وصول طائرة أمير قطر للقمة الخليجية بالسعودية- جيتي

تساءلت صحيفة "نيويورك تايمز" عما أنجزه الحصار الذي فرضته السعودية مع حلفائها، على دولة قطر منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

ونقلت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" عن مسؤول أمريكي بارز في إدارة دونالد ترامب قوله، إن التحرك السعودي لفتح الحدود البحرية والجوية والبرية والذي أعلن عنه مساء الإثنين، هو جزء من فك العزلة عن الدوحة، وإن إعلان فتح الحدود هو مقدمة لاتفاق واسع ينهي عزلة قطر عن جيرانها بما فيها السعودية والإمارات والبحرين ومصر.

وسمح الإعلان باستئناف الرحلات التجارية بين قطر والسعودية لأول مرة منذ الحصار الذي أعلن في حزيران/يونيو 2017 بعد اتهام قطر بأنها تدعم الإرهاب والإسلاميين بالمنطقة وإقامة علاقات قريبة مع إيران.

وقالت الصحيفة: "أعلن ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي محمد بن سلمان، عن لم الصف الخليجي في قمة مجلس التعاون الخليجي التي عقدت الثلاثاء، ملمحا إلى مصالحات أوسع. وأشار إلى جبهة خليجية موحدة لمواجهة إيران. وحضر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني القمة التي انعقدت في العلا، وقال المسؤول البارز في إدارة ترامب ومسؤولون خليجيون لم تُذكر أسماؤهم إن القمة ستشهد مصالحات أخرى بين قطر وجارتيها البحرين والإمارات".

لكن الإتفاق النهائي لا يزال تحت النقاش منذ أشهر. وقالت الصحيفة إن القليل تغير منذ إعلان دول الحصار مقاطعة قطر عام 2017 مما يطرح أسئلة حول ما أنجزه، وفيما إن كان الحل الذي فشل في إنهاء الخلافات العالقة سيصمد طويلا.

وعندما بدأ الحصار قدمت المملكة وحلفاؤها قائمة من المطالب إلى قطر تشمل 13 مطلبا مثل إغلاق قناة الجزيرة وتخفيف العلاقة مع إيران وقطع علاقاتها مع الحركات الإسلامية، خاصة الإخوان المسلمين و"وقف دعم الإرهاب".

ورأت الصحيفة أن الأخبار عن المصالحة الخليجية، كانت سارة في واشنطن ووصلت في وقت تحضر فيه لنقل السلطة من إدارة جمهورية لديمقراطية. وعبرت عن تداخل نادر في المصالح بين إدارة ترامب التي ظلت تحث دول الخليج على التوقف عن الشجار وتشكيل صف موحد ضد إيران.

 

إقرأ أيضا: قادة الخليج يوقعون على بيان قمة العُلا.. مصالحة شاملة

فيما لم تكن إدارة جوزيف بايدن ترغب بتسلم أزمة في منطقة من المناطق الإستراتيجية في العالم. ونقلت الصحيفة عن الدكتور أتش إي هيللر، المحلل في المعهد الملكي للخدمات في لندن أنه في غياب التنازلات من قطر "فلا أعتقد أن السعوديين سيظهرون بمظهر من قاموا بتحرك مهم في السياسة الخارجية قبل عدة سنوات" و"لكنهم سيحصلون على الثناء في واشنطن لتراجعهم عنه الآن".

وقالت الصحيفة إن إدارة ترامب، كانت تأمل بحشر إيران قبل نهاية رئاسة ترامب، ولهذا ضغطت على دول الخليج وزار صهر ومستشار ترامب، جاريد كوشنر كلا من قطر والسعودية في كانون الأول/ديسمبر وحث المسؤولين الخليجيين على التفاوض في اتفاق كاد ينهار يوم الأحد، حسبما قال مسؤولون أمريكيون.

ولعبت الكويت دور الوسيط حيث أعلن وزير خارجيتها الشيخ أحمد بن ناصر الصباح في كلمة متلفزة عن "فتح صفحة جديدة في العلاقات الأخوية".

وبسبب الضغط المتزايد من واشنطن في الأشهر الأخيرة عبر الطرفان عن تقدم في المفاوضات. ويرى المحللون أن السعودية ترى في إصلاح الضرر طريقة لبدء علاقات جيدة مع إدارة بايدن، والتي هددت بتبني خط متشدد مع السعودية. لكن المحللين يرون ألا شيء يظهر تغيرا في السلوك القطري الذي أغضب جيرانها، فهي لن تحد من سلاحها الإعلامي لنشر رسالتها ومضايقة أعدائها، أي قناة الجزيرة، ولن تتخلى عن علاقاتها مع إيران.

وقال حسين إبيش من معهد دول الخليج العربي في واشنطن بمقال له في كانون الأول/ديسمبر إن محاولة دفع قطر لتغيير سياساتها هو مجرد تعلل بالأماني.

وقال إن المشاكل العالقة تعني خلافا آخر في المستقبل. إلا أن هيللر يعتقد بوجود فرصة تعيد فيها قطر النظر بعلاقاتها مع تركيا وإيران وتخفف من النبرة الإعلامية الهجومية مع عودة الدفء لعلاقاتها مع جاراتها في الخليج.

ومن ناحية واشنطن فالسماح للطيران القطري بالتحليق في خطوطه السابقة هو مكسب ويعني خسارة إيران 100 مليون دولار كرسوم على تحليق الطائرات القطرية فوق أجوائها.

التعليقات (0)