هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناولت صحف إسرائيلية الأربعاء، مصالحة قطر مع دول الخليج، والتي توجت بالتوقيع على "إعلان العلا"، عقب حضور جميع قادة الدول الخليجية بمن فيهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للقمة التي استضافتها المملكة العربية السعودية، إلى جانب تأثير هذه المصالحة على تل أبيب.
وقالت صحيفة "يديعوت
أحرونوت" العبرية في مقال للكاتبة سمدار بيري، إن "إسرائيل لن تخرج
خاسرة من هذه المصالحة"، معتبرة أن "المنتصر هو الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، ومستشاره جاريد كوشنر، حيث يرجح ترتيبهم لأعمال تجارية مستقبلية مع
الخليج".
وأشارت الصحيفة إلى أنه
"كان مشوقا متابعة اللقاء بين أمير قطر ومضيفه ولي العهد السعودي محمد بن
سلمان، فمنذ ثلاث سنوات لم تطأ قدم الشيخ تميم السعودية والبحرين والإمارات
ومصر"، معتقدة أنه "لكل واحد حساب طويل مع قطر، فالسيسي غاضب من الدعم
القطري للإخوان المسلمين، والصداقة القطرية التركية".
وتابعت: "أما الإمارات
فتتابع بسبعين عينا علاقات قطر مع إيران. والبحرين بدورها تسير مع السعودية التي
اضطرت أمس إلى أن تلقي بسلة مهملات التاريخ، قائمة الشروط التي اقترحتها على قطر
للمصالحة".
هدف تجاري
وتوقعت الصحيفة الإسرائيلية
أن يكون هدف المصالحة الخليجية من جانب ترامب وكوشنر، يرتكز على الاستفادة
التجارية عقب رحيلهما من البيت الأبيض، مؤكدة أن حلم السعودية بإغلاق قناة
الجزيرة، سقط.
واستدركت: "غير واضح
كم من الوقت ستصمد هذه المصالحة، لكن قطر ستدخل إلى العباءة السعودية، وإسرائيل لن
تخرج خاسرة"، بحسب تقدير الصحيفة الإسرائيلية.
من جهتها، رأت صحيفة
"هآرتس" العبرية، أن قطر نجحت في إنهاء حصارها من موقع قوة، وذلك بعد
فشل جميع محاولات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إخضاع الدوحة بالقوة وجعلها
دولة تابعة.
اقرأ أيضا: قراءة إسرائيلية في مصالحة دول الحصار لقطر
وذكرت الصحيفة في مقال للكاتب تسفي برئيل أن "قطر تصنع السلام من موقع قوة"، موضحة أن "القمة الخليجية التاريخية التي عقدت في السعودية، يمكن أن تجدد التحالف بين دول مجلس التعاون الخليجي".
وأشارت إلى أن السعودية
وافقت كخطوة أولى، على فتح الحدود البرية والمجال الجوي، أمام المواصلات الجوية
والبرية من قطر وإليها، مؤكدة أنه "ما زال من غير الواضح ما هي التنازلات
المتبادلة بين السعودية وقطر، والتي مكنت من التوصل لهذا الاتفاق الأولي، باستثناء
تنازل السعودية عن طلب إغلاق قناة الجزيرة، واستعداد قطر لإلغاء دعوات التعويض ضد
دول الحصار".
ولفتت إلى أن "مقاطعة
قطر كانت ضمن النشاطات الأولى لابن سلمان، الذي حظي في نفس الشهر بلقب ولي العهد،
وكان يعتقد أنه خلال فترة قصيرة سينجح في لي ذراع حاكم قطر، وعرض هذه المقاطعة
كعملية مشتركة لجميع دول الخليج، لكنه نجح في تجنيد البحرين والإمارات فقط".
نتائج عكسية
وأكدت الصحيفة أن شروط
السعودية الـ13 لإنهاء حصار قطر، هدفت إلى تحويل الدوحة إلى دولة تابعة مثل البحرين،
لكن الحصار والعقوبات وممارسة الضغوط الدولية على قطر، لم تردع أميرها، بل إنها حققت
عكس الطموح السعودي".
بالمقابل، تحولت السعودية
في السنوات الثلاث الماضية، وخلال فترة ولاية ابن سلمان، إلى دولة غير مرغوب فيها
بالولايات المتحدة وأوروبا، وخاصة بعد حادثة قتل الصحفي جمال خاشقجي، التي منحت
ولي العهد السعودي، الشخصية الوحشية والخطيرة، إلى جانب الدور السعودي في الحرب
اليمنية، بحسب "هآرتس".
وأشارت الصحيفة إلى أن
"أحد الأسئلة التي وقفت أمام ابن سلمان ووالده الملك: هل سيتم منح المصالحة لترامب
أو الانتظار حتى قدوم بايدن؟ وهنا لعب صهر ترامب، جاريد كوشنر، دورا حاسما عندما أقنع
ابن سلمان، بتسريع المصالحة كي يضع أمام بايدن كتلة موحدة من دول الخليج، لتصعب على
إدارة بايدن اللعب بين الدول".
وتابعت: "كوشنر ذكّر ابن
سلمان بدينه لترامب الذي دافع عنه طوال الفترة منذ قتل خاشقجي"، معتبرة أن "مصر لم تكن مسرورة من هذا الاتفاق، وأيضا
الإمارات، التي كانت المعارضة الأساسية للمصالحة".
وشددت الصحيفة على أن
"قطر الصغيرة والغنية، نجحت في أن تهز تحالفا عربيا اعتبر ثابتا ومتماسكا"،
مؤكدة أن "هذه القضية تظهر أن نظرية التكتلات في الشرق الأوسط، ليست بالضرورة
تناسب الواقع، أو تقدم أدوات لإدارة مستدامة واستراتيجية".
"لا علاقة لنا"
من جهتها نقلت صحيفة "جيروزالم بوست" العبرية الناطقة بالانجليزية عن محلل شؤون الشرق الأوسط شمريت مئير قوله إن "هذا ليس له تأثير فوري على إسرائيل".
وأكد شمريت أن "هذا لا يتعلق بنا. يتعلق الأمر بحرب إقليمية دامت ثلاث سنوات كانت واحدة من أهم صانعي الصورة الجيوسياسية في المنطقة. لها جذور أيديولوجية في قطر تمثل روح الإخوان المسلمين ، مقابل الأنظمة الأكثر تقليدية في الشرق الأوسط التي اعتبرت [تلك الروح] محاولة لإثارة الانقلابات أو الاضطرابات ... إنه نقاش عربي داخلي مكثف للغاية يعود إلى عقود ماضية".
كما تنقل الصحيفة عن الحاخام مارك شناير، رئيس مؤسسة التفاهم الأخلاقي ومستشار العديد من قادة الخليج في المسائل بين الأديان، إلى تغيير القيادة الأمريكية كعامل رئيسي في المصالحة.
وقال: "أعتقد أن هذا كله يتعلق بتصريحات الرئيس المنتخب بايدن بشأن المملكة العربية السعودية"،
مضيفا أن السعوديين يريدون "إظهار قيادة حقيقية لإدارة بايدن".
أما بالنسبة للتصور بأن إسرائيل متحالفة مع جانب من الخليج على الجانب الآخر ، قال شناير إن مثل هذا التحالف سيكون "خطأ كبيرا". وقال إن القدس والدوحة لديهما "علاقة فريدة" لأن قطر كانت الدولة الخليجية الوحيدة التي تعمل مع إسرائيل علناً بشأن المساعدات الإنسانية لغزة ، قبل سنوات من اتفاقات إبراهيم.
وقال: "الآن بعد أن لم يعد لدينا هذا التدخل في دول مجلس التعاون الخليجي ، أعتقد أننا سنشهد حقًا تأثير الدومينو لاتفاقات أبراهام، مع المزيد من الدول القادمة ... الزخم داخل دول مجلس التعاون الخليجي يعمل الآن على تطبيع العلاقات".
وتوقع شناير أن تكون عُمان الدولة الخليجية التالية التي تنضم إلى الاتفاقات، لكن المملكة العربية السعودية وقطر ستحتاجان إلى نوع من التقدم مع الفلسطينيين أولاً.
وقال مئير إن الاتفاق بين المملكة العربية السعودية وقطر يمكن أن يساعد في العمل على فتح العلاقات مع الدولتين بسبب قدرة قطر على "تحديد نغمة وشن هجوم" في وسائل الإعلام من خلال قناة الجزيرة ووسائل الإعلام الأخرى.