هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذّر دبلوماسي إسرائيلي من تجدد موجات الربيع العربي، رغم أنها تبدو بحكم المنتهية في ذكراها العاشرة.
وقال الدبلوماسي السابق ناداف تامير المستشار السياسي للرئيس شمعون بيريس، إن "التقارير الاستراتيجية الإسرائيلية التي صدرت مؤخرا بمناسبة مرور عقد على اندلاع ثورات الربيع العربي في الشرق الأوسط، تحدثت بصورة مجمع عليها عن أنها فاشلة، وقد بدت مستعجلة في ذلك، لأن مثل هذه التحركات التاريخية الأخرى التي نضجت بعد سنوات عديدة، تحمل فيها براعم النجاح".
وأضاف، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أن "الإعلام الإسرائيلي انشغل في الأسابيع الأخيرة بما وصفه فشل احتجاجات "الربيع العربي"، في الذكرى العاشرة لانطلاقها ضد السلطات الديكتاتورية في الشرق الأوسط، بزعم أنها تحولت إلى "شتاء إسلامي" للإسلاميين الذين استغلوا الفوضى لملء الفراغ الذي تركه الحكام العرب الذين تمت الإطاحة بهم".
وأشار تامير، المدير التنفيذي لمجموعة J Street الإسرائيلية، وعضو مجلس إدارة معهد ماتافيم للأبحاث، إلى أن "المعطيات الإسرائيلية التي توافرت آنذاك تحدثت عن أن المتظاهرين الإسلاميين كانوا بالفعل أكثر تنظيماً من نظرائهم الليبراليين، ولذلك نجحوا بالوصول إلى السلطة في انتخابات ما بعد الثورات".
وأكد أن "المتابعة الإسرائيلية لنتائج الثورات العربية بعد هذه السنوات كشفت أن الإسلاميين استفادوا منها، سواء في مصر حيث وصل الراحل محمد مرسي زعيم الإخوان المسلمين إلى كرسي الرئاسة قبل الانقلاب عليه، وفي تونس تولت حركة النهضة الحكم، فيما شهدت دول أخرى فوضى عارمة، وتورطت في حروب أهلية طاحنة كما حصل في سوريا واليمن وليبيا".
وأوضح أن "إسرائيل اعتمدت رواية مفادها أن الربيع العربي هو نتيجة لسياسة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، رغم أن الإدارة الأمريكية في الواقع فوجئت بهذه الثورات، وكذلك المنظمات الاستخبارية حول العالم، بما فيها الإسرائيلية، وظهر كم هو التأثير الأمريكي متواضع على التطورات الداخلية في البلدان العربية، واكتفى بالتعبير عن الدعم المعنوي لاتجاه الدمقرطة، لكنه لم يعمل على الترويج لها بالقوة".
وأشار إلى أن "الربيع العربي لم يحدث بسبب سياسات أوباما، ولكن بسبب ظهور الشبكات الاجتماعية التي سمحت لسكان الدول العربية بفهم مدى صعوبة وضعهم من حيث الحريات المدنية، وشكلت أدوات تنظيم لم تكن موجودة من قبل، واليوم بعد عشر سنوات هناك عدد غير قليل من الدلائل على أن الربيع العربي سيحقق نتائج إيجابية في النهاية، رغم الخشية من طول الطريق".
وأكد أن "المنظومة الاستخبارية الإسرائيلية يمكنها ملاحظة الكثير من التطورات في العديد من الدول العربية بعد مرور هذه السنوات العشر، ومن خلالها سنحكم بشكل مختلف على التغيير الذي أحدثه الربيع العربي، والتعرف على معناه الإيجابي، لأن العديد من التغييرات في التاريخ التي تعتبر إيجابية اليوم جاءت بعد فترات صعبة ودموية، لأن الانتقال من حالة توازن إلى أخرى يستلزم بطبيعة الحال فترة من الفوضى وعدم الاستقرار".
واستدرك بالقول إنه "في الوقت ذاته، فقد دفعت الثورات العربية بعدد من الحكام العرب للإدراك بأنهم يقفون على نفس الجانب مع إسرائيل، ضد الجماعات الإسلامية وإيران، ما قد يدفع الجانبين، الأنظمة العربية وإسرائيل لتبني رؤية جديدة للشرق الأوسط صاغها شمعون بيريس بعد اتفاقيات أوسلو، رغم أن ذلك سيحرم إسرائيل من الادعاء الدائم بأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط".
وختم بالقول إن "تزامن إحياء العشرية الأولى لثورات العربي مع توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية، على أمل أن تكون منطقتنا مليئة بالفرص، وليس بالتهديدات فقط، من خلال استنفاد الشعور بالتهديد من الدول المجاورة، وفي النهاية الاستفادة من الفرص المتاحة في المنطقة لصالح تسوية مع الفلسطينيين، لأن هذه التسوية ستغير وضع إسرائيل في المنطقة والعالم بشكل كبير".
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)