ملفات وتقارير

ما وراء اتهام بومبيو لإيران بإيواء القاعدة قبل رحيله؟

اتهامات لبومبيو بمحاولة تصعيب مهمة الإدارة المقبلة- جيتي
اتهامات لبومبيو بمحاولة تصعيب مهمة الإدارة المقبلة- جيتي

أثارت اتهامات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، لإيران، باحتضانها "المقر الجديد" لتنظيم القاعدة، تساؤلات حول دلالة هذه الاتهامات، في الوقت الذي تبقى فيه أيام على مغادرته منصبه مع رحيل إدارة دونالد ترامب عن السلطة.

وقال بومبيو إن إيران باتت مقرا جديدا لتنظيم القاعدة، لافتا إلى اغتيال القيادي في القاعدة أبو محمد المصري، الذي وصفه بالرجل الثاني في القاعدة، بطهران، لكنه لم يشر إلى مسؤولية إسرائيلية وراء الاغتيال. التي تحدثت تقارير عن وقوفها وراءها.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قالت، في تشرين الثاني/ نوفمبر، إن القيادي بالقاعدة أبو محمد المصري المتهم بالمساعدة في تدبير تفجير سفارتين أمريكيتين في أفريقيا عام 1998، قتله عملاء إسرائيليون بالرصاص في إيران.

وأشار بومبيو إلى أن وجوده في إيران لم يكن مفاجئا، وقال: "وجود المصري داخل إيران يشير إلى سبب وجودنا هنا اليوم.. القاعدة لديها مركز جديد، إنه الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وأشار مراقبون إلى أن اتهامات بومبيو لإيران بإيواء القاعدة، محاولة لـ"وضع عراقيل" أمام إدارة بايدن في علاقتها مع إيران.

وقالت صحيفة الغارديان، في تقرير ترجمته "عربي21" إن العقوبات والتصنيفات الإرهابية، التي ينشرها بومبيو، ينظر إليها على أنها محاولة لمنع إدارة بايدن من العودة للوضع السابق، وتصوير أي محاولة بأنها مكافأة لأعداء أمريكا، ولا يعرف إن كانت هذه ستنجح.

ونقلت الصحيفة عن مشرع ديمقراطي قوله: "ما يقوم بعمله هو خلق أيام صعبة للإدارة المقبلة، ولكن يمكن التعامل معها"، متوقعا أن المفخخات التي يزرعها بومبيو للإدارة المقبلة سيتم تفكيكها دون خسارة أي رأسمال سياسي. وقال: "الكثير من الضرر الذي تسبب به ترامب وبومبيو تم عبر القرارات التنفيذية، وسيتم محوه من خلال القرارات التنفيذية".

الكاتب والباحث سعد وفائي قال إن الحديث عن إيواء ودعم إيراني للقاعدة أمر صحيح، وهي استعملت كل الوسائل من أجل تحطيم طموحات الشعوب والنظام السياسية، عبر هذه الجماعات، لكن بالنسبة لأمريكا هذا خطاب شعبوي للأمريكان وإيران تغض الطرف عن القاعدة، وتريد بقاءها للحفاظ على التوازن".

 

 

اقرأ أيضا: تقدير أمريكي: إيران دخلت "لعبة الدجاج الخطرة"


وقال وفائي لـ"عربي21"، إن أمريكا لم تتبع سياسة واحدة تؤثر بقوة على ايران، وصرحوا سابقا بأنهم لا يريدون إنهاء النظام السياسي، وما قامت به إيران في العراق أنها غضت الطرف عن بعض الجماعات المصنفة على السنة مثل القاعدة وغيرها، لإنهاك أمريكا والتسلل للسيطرة على المشهد في وقت لاحق عبر مليشيات وجماعات قامت بصناعتها".

وشدد على أن "الإدارات الأمريكية المتلاحقة لم تأت بجديد مع إيران، سواء الاتفاق النووي أو الانسحاب منه، وما يجري مد وجزر وبث للروح الطائفية لبقاء التوازن ومنع أي قوة صاعدة في المنطقة، ويريدون للجميع أن يبقوا في حالة معينة من الضعف، لتبقى اللعبة مستمرة، وتبقى لهم الهيمنة".

من جانبه، قال الباحث والمختص في شؤون الجماعات الإسلامية، مروان شحادة، إن الحديث عن محاولة بومبيو عرقلة الإدارة الأمريكية المقبلة، عبر اتهام إيران بإيواء القاعدة، لمنعها من تخفيف الضغوط عنها "غير واقعي".

وقال شحادة، لـ"عربي21"، إن "الإدارة الأمريكية المتعاقبة كل منها تملك سياسة خاصة بها، وطرح مسألة القاعدة وارتباط إيران بها، لم يمنع إدارة بايدن من اتخاذ أي خطوات يراها مع إيران، سواء بتخفيف الضغوط ومن عدمه".

وأضاف: "وشدد على أن حديثه نوع من الضغوط النفسية، التي لا يمكن أن تغير، ما رشح أن بايدن في طريقه لتخفيف الضغط عن إيران وإنهاء نقاط التوتر".

وتابع شحادة: "إيران كانت ترى أنه يمكن الاستفادة من القاعدة في إبقاء الصراع مع الولايات المتحدة متواصلا، من أجل إشغالها في أفغانستان واستنزافها".

ورأى أنها قدمت سابقا السلاح لفرع القاعدة في العراق، الذي أسسه أبو مصعب الزرقاوي، بطريقة غير مباشرة، عبر تجار سلاح وأطراف بعيدة، لكن كان هناك علاقة ضمنية مسكوت عنها.

التعليقات (0)