ملفات وتقارير

توسع أحداث العنف بالمحافظات التونسية ودعوات للتحقيق

هل تتوقف الاحتجاجات قريبا في تونس - عربي21
هل تتوقف الاحتجاجات قريبا في تونس - عربي21

يسود هدوء حذر المحافظات التونسية الاثنين، بعد ليلة من المواجهات العنيفة بين الوحدات الأمنية وعدد من الشبان بعد أحداث شغب تخللها اعتداء على مرافق عامة وخاصة ما أحدث حالة من الفوضى في البلاد.

وفي آخر حصيلة لوزارة الداخلية التونسية صباح الاثنين فقد تم إيقاف 630 شخصا في المواجهات الليلية.

وضع أمني دقيق تمر به تونس ما اضطر قوات الجيش للانتشار بعدد من المحافظات تحسبا لأي طارئ وفق ما أكده لـ"عربي21" الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني محمد زكري.

وعلى الرغم من تأكيد السلطات الأمنية المستمر أن ما يحصل هو "شغب وفوضى" اعتبرها آخرون احتجاجات شعبية تعبر عن رفض للوضع الاقتصادي المتردي بالبلاد والملل من وعود السياسيين.

تسارع في الأحداث

يعتبر المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي في قراءة تحليلية لـ"عربي21" ما يحدث اليوم تراكما لما سبق من أزمة سياسية وخاصة استفحال الوضع الاقتصادي والاجتماعي، والذي باتت تأثيراته سيئة وواسعة على المواطنين.

وينبه الجورشي من الوضع بالقول: "فاتورة ما يجري الخوف كل الخوف من أن يخرج الصراع وحالة الغضب من التأطير السياسي والمدني للمنظمات الكبرى وينتقل إلى مستوى ردود فعل الشارع بما يعني انخراط المهمشين وما يسمى بالعصابات المنظمة وغير المنظمة ومن شأن ذلك أن يحدث حالة من الخوف عند الناس وإرباك السلطة السياسية ويرهق المؤسسة الأمنية وأن يدفع بمزيد من الاعتماد على الجيش وبالتالي خلق مناخ سياسي بعيد عن الإصلاح والتعقل".

 




وحذر الجورشي: "يخشى من توظيف الأحداث بطريقة سيئة من الأطراف المتخاصمة داخل البرلمان وخارجه ما يزيد من حالة المغالطة وعدم الفهم وعدم التوحد للخروج من المأزق وإرساء حوار جدي في وسائله ونتائجه".

وعن فرضية خروج الوضع عن السيطرة قال: "السلطة في حالة تدرج للسيطرة على الوضع ولكن ذلك ليس مضمونا وليس متوقعا عودة الهدوء بالكامل، قد تقع السيطرة على جهة ولكن تفتح واجهة في مناطق أخرى".

وطالب "بضرورة أن تعرف الحكومة كيف توجه خطاباها لأنه على غاية من الدقة لإقناع المواطنين وإعادة الثقة وأيضا على رئيس الجمهورية أن يلعب دورا هاما وهو سيكون من الخاسرين في حال توسعت الفوضى وأصبحت البلاد غير محكوم فيها بشكل جدي، فعلا الوضع دقيق للغاية".

في مقابل هذا الرأي يقول الأكاديمي والمحلل السياسي طارق الكحلاوي لـ"عربي21" إن ما يحصل "حاجة دورية حصلت من قبل وتحصل بتكرار في الشتاء وبالأحياء الشعبية الفقيرة ويشارك بها شبان مرتبطين بتشجيع الملاعب الرياضية".

 




وعن حدة الفوضى أجاب الكحلاوي: "ما زاد الأوضاع حدة هو الحجر الشامل الذي اتخذته الحكومة لمدة أربعة أيام، هناك تنسيق بين الشبان".

وعن خروج الوضع عن السيطرة يعتبر الكحلاوي أنه على الرغم من أن الأمن تحت ضغط كبير إلا أن "هناك توسعا بعدد من الجهات للاحتجاجات وفي حال تواصل الحجر في الأيام القادمة من الممكن الخروج عن السيطرة".

من يقف وراء الأحداث؟

اعتبر النائب عن حركة النهضة ناجي الجمل في تصريح لـ"عربي21" أن ما يحصل من أحداث بالبلاد أكثر من أحداث شغب وتحولت لنهب وسطو، داعيا القوات الأمنية للتصدي لما يحدث بالقانون والقوة كجزء من القانون.

وشدد الجمل على أن التحركات غير عفوية وهو عبث بالممتلكات الخاصة والعامة، ومن يقف وراء ذلك وله مصلحة هو غير مسؤول ويبحث عن الخراب ولا وطنية له بالمرة.

وتابع: "من أراد أن يبلغ رأيا فعليه الخروج بالنهار لا ليلا ويبعث بأطفال صغار وفي حظر تجول، لسنا دولة إن لم نتصد بكل قوة لما يحصل ونرفض أي تبرير لما يقع".

بدوره دعا رئيس كتلة "قلب تونس" أسامة الخليفي في تصريح لـ"عربي21" لتطبيق القانون وفتح تحقيق لمعرفة من يقف وراء أحداث الشغب، مشيرا إلى أن هناك عبثا يحاك ضد الدولة.

من جانبه قال النائب عن الكتلة الوطنية عماد أولاد جبريل لـ"عربي21": "لا أحد يمكنه إنكار أن تونس تمر بأزمة كبيرة والبطالة والتهميش في تزايد".

وتابع بأن "هناك مشكلة كبيرة والحديث عن عمليات تخريب موجود ولكن لا يمكن تجاهل المشاكل الحقيقية، نرفض التخريب وهناك من يقف وراءه وهذه حقيقة، لكن لا بد من تفهم الشباب وإيجاد حلول لمشاكلهم".

رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي بدورها قالت في تصريح صحفي إثر ندوة صحفية بالبرلمان: "نحن أمام وضع أمني كارثي، هناك تشتيت ممنهج للمجهود الأمني، نطالب بتقديم معطيات واضحة لما يحصل ومن يقف وراء الأحداث والزج بأطفال وخطط للفوضى والبلبلة فهي عمليات منظمة وليست فردية ومعزولة".

 

النهضة تدعو للوحدة

 

دعت حركة "النهضة"، الإثنين، الشعب التونسي إلى التوحد في مواجهة الأعمال التخريبية الراهنة، وحثت الكتل البرلمانية على وضع حد للتجاذبات والمناكفات، مراعاة للظروف التي تمر بها البلاد.

ومنذ الخميس، شهدت العاصمة تونس ومحافظات أخرى، احتجاجات ليلية، تخللتها صدامات مع رجال الأمن، على خلفية رفض حظر التجوال المفروض ضمن تدابير مكافحة فيروس "كورونا".

وعبّر مجلس شورى "النهضة"، في بيان، عن انشغاله للأحداث التي تمر بها البلاد ليليا منذ أيام، وتشهد "اعتداءات على الأملاك الخاصة والعامة ونهب وتخريب لمؤسسات إدارية وتجارية".

التعليقات (0)