هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا تزال الخطوة التي أقدمت عليها منصة القاهرة للمعارضة السورية، باستبدال ممثلها في "هيئة التفاوض" و"اللجنة الدستورية"، محل جدل داخل "هيئة التفاوض"، وما زالت الخلافات تأخذ منحى تصاعديا بين مكوناتها، حتى وصلت إلى المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير يبدرسون.
وفي التفاصيل، طالبت "هيئة التنسيق" و"منصة موسكو" وجزء من "منصة القاهرة"، بيدرسون بعدم قبول أي قرار استبدال قبل الوصول إلى توافق ضمن مكونات "هيئة التفوض"، داعية إياه إلى بذل الجهود لدعم التوافق داخل الهيئة.
وجاء في الرسالة الموجهة للمبعوث الأممي، أن عليه (على بيدرسون) التصرف بشكل سريع للحفاظ على وحدة اللجنة الدستورية واستمرارها، وأضافت أن "ثمة طرفا معطلا يسيطر على الهيئة، وأن هذا الطرف يعقد اجتماعاته على مدى عام كامل متجاوزا حضور "هيئة التنسيق" و"منصة موسكو" و"منصة القاهرة" خلافا للقرار الأممي 2254".
وتابعت الرسالة التي اطلعت عليها "عربي21"، أنه تم تمرير باجتماع لهيئة التفاوض السورية، لم تحضره أي من الأطراف الموقعة على هذه الرسالة، قرارا بإنهاء عضوية قاسم الخطيب في كل من اللجنة الدستورية وهيئة التفاوض السورية، وبشكل غير قانوني.
اقرأ أيضا: بيدرسون يُغضب المعارضة السورية بسبب "العدالة التصالحية"
الرسالة الأخيرة، تأتي اعتراضا على كتاب سابق كان منسق "منصة القاهرة" فراس الخالدي، قد أرسله إلى رئيس "هيئة التفاوض" أنس العبدة، طالب فيه باستبدال ممثل المنصة قاسم الخطيب عضو "هيئة التفاوض" و"اللجنة الدستورية"، وأن يعيّن مكانه نضال محمود الحسن عضوا في "هيئة التفاوض"، وتليد صائب عضوا في "اللجنة الدستورية".
انقسامات داخل "منصة القاهرة"
ويعود أساس الخلاف الحاصل بين مكونات "هيئة التفاوض" إلى خلاف طارئ داخل "منصة القاهرة"، وذلك بعد خلاف على إعادة خالد المحاميد إلى المنصة.
وفي مطلع كانون الأول/ديسمبر الماضي، عقدت شخصيات منهم أعضاء في "منصة القاهرة" اجتماعا، طالبوا فيه بتوسعة المنصة، من خلال إضافة المحاميد وغيره.
ورد أعضاء في "منصة القاهرة" في بيان، بأن الاجتماع لا يمثل المنصة، وأكدوا على رفضهم محاولات حرف المنصة عن مسارها الوطني.
وفي تعليقه على ذلك، قال مصدر من "منصة القاهرة" إن هدف الرسالة الأخيرة، هو دفع المبعوث الدولي لعدم اعتماد قرار هيئة التفاوض باستبدال قاسم الخطيب في "اللجنة الدستورية" بشكل خاص، مؤكدا أن الرسالة حملت اعتراضات وحججا واهية تشكك بقانونية عملية الاستبدال.
وأضاف لـ"عربي21" طالباً عدم الكشف عن اسمه، أن قرار "منصة القاهرة" باستبدال ممثلها، هو استحقاق تنظيمي حيث فشل قاسم الخطيب في كل المهام الموكلة إليه، وعملية الاستبدال تمت في اجتماع قانوني مكتمل النصاب والاستبدال كان له موجبات واضحة، وكان قرارا لا رجعة عنه.
وتساءل المصدر، لماذا تستميت هذه الأطراف من أجل تعطيل "هيئة التفاوض"؟ وأضاف: "ستكشف الأيام المقبلة أنه كان هناك حصان طروادة داخل الهيئة مهمته إعطاء الدول المتذبذبة والنظام حجة وقوة وإظهار المعارضة قوى متناحرة وضعيفة".
ولم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق من "هيئة التنسيق" بعد أن امتنع عضو فيها عن التعليق، عازيا ذلك إلى "حرص الهيئة على عدم تأزيم الموقف".
الخلافات مستمرة
ويرى، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، درويش خليفة، أن ما حصل مؤخرا من خلافات داخل "منصة القاهرة"، وتدخل مكونات أخرى داخل "هيئة التفاوض"، لن يكون نهاية مطاف صراعات المعارضة السياسية.
اقرأ أيضا: رئيس الائتلاف السوري: النظام وحلفاؤه يصرون على مهاجمة إدلب
وأضاف لـ"عربي21" أنه "يبدو أن وضع المعارضة مؤسف نتيجة الخلافات والتناقضات والصراعات على التمثيل واحتكاره لفئات تعمل لمصالحها الضيقة وتتجاهل المطالب الحقة للثورة السورية"، على حد قوله.
وحسب خليفة: "لم تستطع مؤسسات المعارضة إعطاء نموذج ديمقراطي بديل، ويجب أن تدرك بأن الحرية لم تعد مطلبا مجردا، بل حاجة ملحة تماثل الحاجة للخبز والماء والمأوى".
وأكمل قائلا: "قد نشهد إعادة ترتيب لبيت المعارضة السورية الداخلي بعد المصالحة الخليجية، ولكن على أن تكون وفق معايير وطنية بعيدا عن التمثيل النسبي والتحاصص الحزبي"، وأنهى بقوله: "السوريون يحتاجون لأن تتغلب المعارضة السورية على مصالحها وأن تذهب باتجاه الخيار الوطني مراعية بذلك وضع السوريين والعمل على تخليصهم من الأوضاع المأساوية التي يعيشونها، لا سيما وأننا أمام تغير في المواقف الدولية وتراجع في المواقف الإقليمية".
و"هيئة التفاوض"، تتكون من ممثلي الائتلاف الوطني السوري، والفصائل العسكرية، وهيئة التنسيق الوطنية (معارضة الداخل السوري)، ومنصتي "موسكو" و"القاهرة"، بالإضافة إلى مستقلين، ويشكل الائتلاف نواتها الصلبة، وتنحصر مهامها بالتفاوض مع النظام السوري، تحت مظلة الأمم المتحدة.
الواضح أن الخلافات داخل مكونات "هيئة التفاوض" تصب في صالح النظام السوري، الذي يروّج لفكرة عدم وجود معارضة موحدة، ومن غير المستبعد أن يكون له يد بتحريكها -وفق مصادر معارضة-، خصوصا من خلال "منصة موسكو" المحسوبة على روسيا، حليفه الأبرز.