هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال موقع "VOX" الأمريكي إن تنصيب جو بايدن
كشف عن مجموعة من الرابحين والخاسرين، خاصة مع سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس،
لتصبح لدى الرئيس الجديد قدرة على عكس "أبشع مسارات" ترامب السياسية،
التي انتهجها خلال السنوات الماضية.
وقدم الموقع، في تقرير ترجمته
"عربي21"، نظرة عن الفائزين والخاسرين في حفل تنصيب جو بايدن، وقال إنهم
أربعة رابحين و3 خاسرين.
الفائز الأول: جو بايدن
لطالما أراد أن يكون بايدن رئيسا، لقد تقدم لرئاسة البيت الأبيض في
عامي 1988 و2008، حتى وصل أخيرا إلى ذلك في عام 2020.
ومع أن بايدن كان متقدما في استطلاعات الرأي
في معظم الانتخابات التمهيدية، إلا أنه تعثر في السباقات المبكرة، ولم يتغير الأمر
إلا بعد الإدلاء بالأصوات في ساوث كارولينا. واستطاع بايدن أن يمتلك اللحظة بطريقة
لا أحد يمكن أن يفعلها مثله. حياته السياسية كانت تلفها هويته كرجل طيب ومحترم،
ومتعاطف، ويمكن أن يشعر بآلام الناس؛ لأنه شعر بها أساسا.
وقال الموقع: رغم أن لديه سجلا حافلا،
وبالتأكيد لديه عيوبه، ويواجه تحديات هائلة في الأسابيع والشهور المقبلة، سيتعين
عليه تغيير مشهد الصحة العامة والاقتصاد، كما سيتعين عليه التعامل مع القوى
السياسية اليمينة -التي أحبطت الكثير من أجندة الرئيس باراك أوباما- ومواجهة
التصدع داخل حزبه، بين التقدميين الذين يحثونه على التقدم بقوة والمعتدلين الذين
يحثونه على سلك مسار تقليدي، كل ذلك سيقوم به وهو يبلغ من العمر 78 عاما.
كان بايدن قد قال في خطابه الافتتاحي:
"قلة من الناس في تاريخ أمتنا واجهوا تحديات، أو وجدوا في أوقات عصيبة مثل
وقتنا الذي نحن فيه الآن".
وأضاف لاحقا: "روحي كلها تتوق لجمع
أمريكا معا، وتوحيد شعبنا وأمتنا، وأطلب من كل أمريكي أن ينضم إلي في ذلك".
الخاسر: دونالد ترامب
خلال مسيرته المهنية ورئاسته، سعى دونالد
ترامب لجعل نفسه أيقونة، أراد أن يكون شيئا عظيما، لكن خروجه من البيت الأبيض جعله
يبدو صغيرا للغاية.
خسر ترامب الانتخابات الرئاسية لعام 2020
بملايين الأصوات، ولم يعترف بها تماما، أصر لأسابيع أن خسارته كانت نتيجة للتزوير
والغش الجماعي للناخبين، على الرغم من عدم وجود دليل يدعمه.
وبعد الانتخابات روج لنظرية المؤامرة
والأكاذيب، ورفع العشرات من الدعاوي القضائية التافهة إلى حد كبير.
وبلغت هذه التكتيكات ذروتها في حادثة مبنى
الكابيتول، بعدها تمت محاكمة ترامب للمرة الثانية في فترة ولايته التي استمرت أربع
سنوات.
منذ ذلك الحين، اختفى ترامب عن المجال العام
إلى حد كبير. وفي ظهوره الأخير وخطبه التي ألقاها قبل رحيله، بدا ترامب متعبا
ومجهدا.
ورفض ترامب حضور تنصيب خليفته، مخالفا بذلك
تقاليد استمرت لعقود، وبدلا من ذلك خرج في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء.
قبل خروجه بيوم أصدر خطابا وداعيا لمدة 20 دقيقة، ركز فيه على إنجازاته، وتجاهل
فيها عيوبه، وأعاد صياغة إرثه باعتباره إرثا ناجحا.
وتساءل الموقع: "ما الذي سيفعله ترامب
لاحقا؟ ما زال أمرا غير واضح". قال يوم الأربعاء: "وداعا، نحن نحبكم،
سنعود بشكل ما.. أتمنى لكم حياة طيبة، نراكم قريبا".
الخاسر: أوامر ترامب التنفيذية
منذ تولي ترامب رئاسته، سارع في اتخاذ عدد من
الأوامر التنفيذية تراجع فيها عن أعمال إدارة أوباما، كان من ضمنها
حظر السفر على سبع دول ذات أغلبية مسلمة، ومحاولة إلغاء برنامج Obamacare، والبدء في بناء جدار
حدودي لإلغاء حماية أوباما للأفراد المثليين، وخفض اللوائح البيئية.
حينها سجل ترامب رقما قياسيا لتوقيعه معظم
الأوامر التنفيذية خلال أول 100 يوم من توليه الرئاسة.
واليوم وبعد تولي بايدن لمنصبه، ستختفي العديد
من الإجراءات التنفيذية لترامب.
أجندة بايدن كانت صارمة بخصوص ما يتعلق
بالأوامر التنفيذية لترامب، حيث أشار إلى أنه سيتراجع عن العديد من إجراءات ترامب
في يومه الأول، بالإضافة إلى فرض إجراءات تنفيذية تعزز من أجندة بايدن، معظمها
يرتبط بأزمة فيروس كورونا في أمريكا، ومحاولة جعلها تحت السيطرة.
ومن بين أوامر بايدن التنفيذية الجديدة التي
تلغي أجندة ترامب: إنهاء حظر السفر إلى الدول ذات الأغلبية المسلمة، والعودة إلى
اتفاقية باريس للمناخ بعد أن انسحب ترامب منها، والانضمام إلى منظمة الصحة
العالمية، ووقف بناء الجدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وأشار مساعدو بايدن إلى أنه سيكون هناك المزيد
من الإجراءات التنفيذية المقبلة، بالإضافة إلى الأجندة التشريعية للرئيس الجديد.
الفائز: أوباما كير
انتهت رئاسة دونالد ترامب رسميا، ولا يزال
برنامج Obamacare موجود وعلى قيد الحياة.
ترامب الذي وعد في عام 2016 أنه سيقدم
"رعاية صحية رائعة وبتكلفة بسيطة، وأن الأمر سيكون سهلا"، سرعان ما
تدارك خطأه، حيث استغرقت محاولات الكونغرس الجمهوري لإلغاء واستبدال قانون الرعاية
الميسر معظم سنته الأولى في منصبه.
فشلت حملة الإلغاء بشكل كارثي، وعلى الرغم من
أن الجمهوريين حاولوا القيام بمحاولة ثانية في الخريف، إلا أنها سرعان ما تعثرت.
لم يتمكن ترامب والجمهوريون من التوصل إلى خطة
للوفاء بالوعود العظيمة التي قطعوها على أنفسهم.
وبدلا من تغطية جميع الأمريكيين، كان الملايين
من الناس سيفقدون تأمينهم الصحي بموجب خطط الإلغاء.
لكن الرئيس الجديد وبعد بالبدء من حيث توقف
باراك أوباما، كما لو أن إدارة ترامب لم تحدث أبدا.
الفائز: كمالا هاريس
سيكون عمل هاريس كقائد فصل
محوري في مجلس الشيوخ ومستشار مقرب من بايدن.
وسترأس مجلس الشيوخ، وسيكون لها تصويت رئيسي
على كل شيء تقريبا، وسيكون لها صوت مهم في مجموعة واسعة من قضايا السياسة، بينما
يتعامل البيت الأبيض مع الصحة العامة والأزمات الاقتصادية المستمرة.
هاريس لديها خبرة واسعة النطاق ومجموعة من
التجارب الحية كموظفة حكومية قديمة، وابنة مهاجرين. والآن هي أعلى امرأة في
الحكومة الأمريكية.
الخاسر: التداول السلمي للسلطة
لقد حدث كما كان من المفترض
أن يحدث، أدى جو بايدن اليمين الدستورية، وأصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات
المتحدة. ولكن قبل أسبوعين فقط، تم حصار مبنى الكابيتول من قبل الغوغائيين، معبرين
عن غضبهم من نظريات المؤامرة حول الانتخابات المسروقة.
تحدث بايدن في خطاب تنصيبه عن انقسامات البلاد
التي وصفها "بالحرب غير المدنية"، ووصف اللحظة التاريخية للأزمة الحالية
من الوباء، ومن عدم المساواة الاقتصادية، ومن المعلومات المضللة، ومن الإرهاب
المحلي، وتفوق البيض.
ولقد تعلمنا مرة أخرى أن الديموقراطية ثمينة.
وقال بايدن يوم الأربعاء: "في هذه الساعة يا أصدقائي سادت الديمقراطية".
الفائز: الحقيقة
اتسمت سنوات ترامب
بالمعلومات المضللة والأكاذيب، وطمس الحقائق، والخيال. في خطابه الافتتاحي وعد
بايدن بالابتعاد عن ذلك، والتركيز على الحقيقة، حتى مع وجود حقائق يصعب الاعتراف
بها.
وكان جزء من دعوة بايدن للوحدة هو فهم السياق
الذي يتولى فيه منصبه - سياق مفكك ومقسم حتى بشأن الاتفاق الأساسي للحقائق، وقد
وصلت تلك الانقسامات إلى مستوى خطير.
وقال بايدن: "يجب ألّا تكون السياسة نارا
مستعرة، تدمر كل ما في طريقها"، "كل خلاف يجب ألّا يكون حربا شاملة، يجب
أن نرفض ثقافة التلاعب بالحقائق، علينا أن نكون مختلفين".
ومع أن بايدن لم يذكر اسم الرئيس السابق ترامب
بالاسم، إلا أنه يعرف بدوره، وأشار إلى أنه سيكون مختلفا.
وقال: "ما هي الأشياء
المشتركة التي نحبها كأمريكيين، والتي تحدد هويتنا؟ أعتقد أننا جميعا نعرفها،
الفرص والأمن والحرية والكرامة والاحترام والشرف، وأخيرا الحقيقة.. لقد علمتنا
الأسابيع والأشهر الأخيرة درسا مؤلما. كل واحد منا عليه واجب ومسؤولية كأمريكي
للدفاع عن الحقيقة ودحر الكذب".
وقال الموقع إن تسلم بايدن للبيت الأبيض، يعد
لحظة العودة إلى الحقيقة والصدق، إدارة لن تبدأ كما فعلت سابقتها بأكاذيب واضحة
حول حجم الجماهير عند تنصيبه، على سبيل المثال لا الحصر.