هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، تيريزا ماي، مقالا بصحيفة "ديلي ميل"، شنّت فيه هجوما على خليفتها، بوريس جونسون، عشية تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، الأربعاء.
وسارع جونسون إلى الدفاع عن نفسه، خلال جلسة برلمانية، في اليوم التالي، وسط تساؤلات حول تأثيرات رحيل الإدارة الجمهورية لدونالد ترامب، وقدوم رئيس ديمقراطي، على المشهد السياسي البريطاني، بما في ذلك داخل البيت المحافظ، الذي ينتمي إليه كلا الزعيمين، الحالي والسابقة.
واتهمت ماي جونسون بالتخلي عن "موقع بريطانيا من القيادة الأخلاقية العالمية"، معتبرة أن قراره خفض ميزانية المساعدات الخارجية، إلى أقل من نسبة الـ0.7 بالمئة من الدخل القومي - المتوافق عليها أوروبيا -، قلل من "مصداقية" المملكة المتحدة على الساحة الدولية.
وأضافت ماي أن جونسون، الذي عمل وزيرا لخارجية حكومتها، "فشِل في احترام القيم البريطانية"، من خلال تهديده المتكرر بخرق القانون الدولي في المحادثات التجارية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما في قراره التخلي عن الالتزام بالحد السنوي الأدنى للمساعدات المخصّصة للدول الفقيرة والتنمية الدولية، الذي ينص عليه اتفاق أوروبي كانت المملكة المتحدة طرفا في التوقيع عليه.
ودافع جونسون عن سياسته خلال استجواب من قبل النواب بشأن تلك المزاعم.
وأخبر جونسون مجلس العموم أنه "عندما يتعلق الأمر بالقيادة العالمية على المسرح العالمي، فإن هذا البلد يشرع في عام استثنائي للغاية".
اقرأ أيضا: FP: الديمقراطية الأمريكية بالداخل تختلف عن نشرها في الخارج
وأضاف أن لندن تشارك بفاعلية في مجموعة الدول السبع الكبرى وقمة المناخ، وفي الجهود الدولية لدعم تطوير ونشر لقاحات فيروس كورونا المستجد.
ونقلت صحيفة "إكسبرس" المحلية عن متحدث باسم جونسون تأكيده أن الحكومة ستواصل جهودها على الساحة الدولية، وستحافظ على مكانتها القيادية، بحسبه.
لكن ماي، في مقالها، لم تخف أنها تحاول انتهاز فرصة قدوم بايدن إلى الحكم في واشنطن، لتدشين حملة لإسقاط جونسون، الأقرب إلى نهج ترامب الشعبوي، إعلاميا على الأقل، مع إبقاء مفاتيح رئاسة الحكومة بيد المحافظين.
واعتبرت ماي، في مقالها، صراحة، أن انتخاب بايدن يوفر "فرصة ذهبية" لبريطانيا "للعب دور رئيسي في جعل العالم أكثر أمانا"، مشيرة إلى أن جونسون لن يتمكن من فهم ذلك لانخراطه في دبلوماسية "العضلات المفتولة".
وأضافت: "2021 يمكن أن يكون عاما تتولى فيه المملكة المتحدة دورا قياديا على الساحة الدولية، وتصبح بريطانيا العالمية حقا.. من الضروري أن يكون هناك تغيير في السياسة العالمية، ويتعين على قادة العالم أن يتصرفوا بشكل مختلف بما في ذلك السيد جونسون الذي لم يفعل ذلك لا في محادثات بريكست، ولا في موضوع المساعدات الخارجية".
وستكون ماي بحاجة لإقناع حزبها بنزع الثقة عن جونسون في حال مضت بالفعل في هذا المسار، إذ إن الرجل يمكنه البقاء في الحكم حتى عام 2024 على الأقل، موعد الانتخابات العامة المقبلة.