هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ذا كونفرسيشن" تقريرا تحدث فيه عن الخطاب المعادي للإسلام، مشيرا إلى أنه قائم على افتراضات زائفة.
وأوضح التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أنه على الرغم من أن المشاعر المعادية للمسلمين موجودة قبل عام 2001 بفترة طويلة، إلا أن هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر وما حدث بعدها كثفت تلك المشاعر، ولا سيما تلك التي وصفت الإسلام بأنه دين عنيف بطبيعته، وأن المسلمين لديهم ميل للإرهاب.
ومنذ ذلك الحين، عملت عدة أطراف على تحويل الإسلاموفوبيا إلى صناعة، واستخدموا المسلمين كبش فداء لتعزيز أجندتهم الخاصة، بحسب التقرير.
ومثل أي شكل من أشكال التعصب، يمكن تقييم الإسلاموفوبيا بشكل موضوعي، وهذا يعني أن الدراسات التجريبية هي وسيلة فعالة لفضح التحيز، من كلا جانبي الأطياف السياسية.
ويقول التقرير: "يعتبر خطاب الكاتب الكندي المحافظ مارك ستاين نموذجا للتطريف اليميني للإسلاموفوبيا، حيث يدعي ستاين أن معظم المسلمين إما يرغبون أو لا يكترثون بموت أفراد المجتمع الذي يعيشون داخله".
وبالمثل، يشير السياسي الهولندي الشعبي اليميني غيرت فيلدرز إلى أن القرآن هو "مصدر إلهام للكراهية والعنف والإرهاب في العالم وأوروبا وأمريكا"، فيما يشير المعلق السياسي البريطاني المحافظ دوغلاس موراي إلى أنه للحد من الإرهاب، فإنه يجب على المملكة المتحدة "تقليل عدد المسلمين".
وتابع تقرير "ذا كونفرسيشن": "يساهم المعلقون اليساريون البارزون بنفس الصور النمطية لإثارة الخوف مثل نظرائهم المحافظين (المسلمين). فعلى سبيل المثال يؤكد عالم الأعصاب والملحد سام هاريس أن هناك صلة مباشرة بين عقيدة الإسلام والإرهاب الإسلامي".
اقرأ أيضا: تعرف إلى البنود غير المعلنة في قانون "الانفصالية" بفرنسا
ويعتقد الممثل الكوميدي والمنتج التلفزيوني الأمريكي بيل ماهر، أن هناك "نسيجا يربط" التعصب والوحشية لـ1.6 مليار مسلم بالجماعات الإرهابية مثل تنظيم الدولة، فيما تقول الناشطة والكاتبة الأمريكية المولودة بالصومال إيان هيرسي علي أن "العنف متأصل في عقيدة الإسلام".
ومع ذلك فإن تلك التوصيفات والعبارات غير كافية من وجهة نظر العلماء، وهي تميل إلى المبالغة والانتقاص من القضية الرئيسية: وذلك من خلال تصوير المسلمين على أنهم متطرفون وعنيفون، هو أمر مضلل.
وعلى الصعيد العالمي، وفق التقرير، "يرفض المسلمون بشدة التفجيرات الانتحارية وأشكال العنف الأخرى ضد المدنيين التي ترتكب باسم الدفاع عن الإسلام. ووجدت الدراسات أن المسلمين ينظرون إلى مثل هذا التطرف على أنه أمر نادر الحدوث أو غير مبرر، وكانت الأرقام كالتالي 96 بالمئة في أذربيجان، و95 بالمئة في كازاخستان، و92 بالمئة في أندونيسيا، و91 بالمئة في العراق"، وهي دول إسلامية كبرى.
ووجد تقرير عام 2016، ويعد أكبر بحث تم إجراؤه على المسلمين البريطانيين، أن تسعة من أصل عشرة من المسلمين البريطانيين يرفضون الإرهاب بالكلية، وعندما تم سؤالهم "إلى أي مدى تتعاطف أو تدين الأشخاص الذين يرتكبون أعمالا إرهابية كشكل من أشكال الاحتاجات السياسية"، أدان 90 بالمئة تلك الأعمال، و5 بالمئة لم يستطيعوا الإجابة، و3 بالمئة فقط لم يدينوا أو يؤيدوا الأعمال الإرهابية.
وبالتالي، فإن هذه النتائج لا تشير إلى "معظم المسلمين" كما يزعم ستاين.
وعندما تم إجراء مسح عالمي عن ما إذا كانت "الهجمات على المدنيين مبررة أخلاقيا"، كانت النتائج متماثلة عند مقارنة المسلمين بغيرهم من عامة الناس في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.
وفي أمريكا الشمالية كانت النتائج متشابهة بشكل لافت للنظر.
وفي استطلاع أجراه معهد "Environics" عام 2016، أيد 1 بالمئة فقط من المسلميين الكنديين عبارة أن "معظم" المسلمين في كندا يدعمون التطرف العنيف.
اقرأ أيضا: رئيس أساقفة اليونان يثير غضبا تركيا بإساءته للإسلام.. ويتراجع
وعندما تم سؤالهم عن ما إذا كان قتل المدنيين لأسباب سياسية أو اجتماعية أو دينية يمكن تبريره، وجد استطلاع أجراه مركز "بيو" للأبحاث في عام 2017 أن 84 بالمئة من المسلمين الأمريكيين أكدوا أنه "لا يمكن تبرير هذا العنف على الإطلاق".
ولأن 12 بالمئة من المسلمين الأمريكيين أجابوا بأن العنف ضد المدنيين يمكن تبريره "أحيانا"، يجادل النشطاء المناهضون للمسلمين بأنه ما زال هناك مئات الآلاف من المسلميين المتطرفين.
وردود الفعل النوعية للمسلمين تكشف عن العنف المسموح به إذا تعرضوا للهجوم كأفراد أو كأمة، وبعبارة أخرى "دفاعا عن النفس".
وعلى عكس اعتقاد "ماهر" بأن مسلمي العالم يدعمون المنظمات الإرهابية مثل تنظيم الدولة، فإن معظم الناس في البلدان التي فيها عدد كبير من السكان المسلمين لديهم نظرة سلبية للغاية تجاه التنظيم، بما في ذلك: 100 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع من لبنان، 94 بالمئة من الأردن، و84 بالمئة في الأراضي الفلسطينية.
والإسلاموفوبيا هو مصطلح يناسب الافتراضات غير الدقيقة والمتعلقة بالمسلمين والإسلام، ويشير إيلي ماسي وناثان روبنسون، إلى أن وظيفة التحيز "تقودنا إلى الاعتقاد بأن تعميماتنا تستند إلى العقل والأدلة، حتى عندما يكون السبب والأدلة واقعيين في اتجاه مختلف تماما".
ويشدد التقرير على أن الجزم بأن المسلمين يدعمون العنف المتطرف بشكل كبير هو أمر لا أساس له من الصحة.
ويختم تقرير "ذا كونفرسيشن" بالقول إنه نظرا لأن الإسلاموفوبيا تشوه التصور الغربي للمسلمين، فإن الدراسات العملية تعمل بمثابة تصحيح لهذه الصورة من ناحيتين؛ الأولى عن طريق فضح المواقف المعادية للإسلام التي سادت في الغرب منذ أحداث 11 سبتمبر، والثانية من خلال المساعدة في تقليل انتشار النقد اللاذع للإسلام والمسلمين وتوفير مساحة للنقاش العقلاني.