ملفات وتقارير

هل تحولت ثورة يناير لثورة مناف وثورة مهاجرين؟

جاءت الذكرى العاشرة لثورة يناير هذا العام دون توجيه أي دعوة للتظاهر بالداخل على غير العادة- جيتي
جاءت الذكرى العاشرة لثورة يناير هذا العام دون توجيه أي دعوة للتظاهر بالداخل على غير العادة- جيتي

جاءت الذكرى العاشرة لثورة يناير هذا العام دون توجيه أي دعوة للتظاهر بالداخل على غير العادة، والاكتفاء بإحيائها بعدد من العواصم بالخارج من بينها باريس وفينا وكيب تاون وسيدني، سواء بالفعاليات الميدانية أو بالندوات والمؤتمرات، وهوا لأمر الذي يطرح عدة تساؤلات بشأن جدوى حراك الخارج، وهل تحولت ثورة يناير إلى ثورة منافي وثورة مهاجرة؟

"الثورة داخل الوطن"

وفي سياق تعليقه على ذلك، أكد الناشط السياسي وأحد الداعين لاصطفاف أبناء يناير، قطب العربي، أن "الثورة لا تكون إلا داخل الوطن، وكل ما يحدث من تحركات خارجية ميدانية أو سياسية أو إعلامية أو حقوقية، إنما هو لخدمة الثورة في الداخل المصري، صحيح أنه لا يوجد حراك داخل مصر في العام العاشر للثورة، ولكن ذلك لا يعني نهاية الثورة ولا فشلها، وإنما هو مجرد انتكاسة مؤقتة؛ لأن الثورات عادة تظل بين المد والجزر لفترات طويلة حتى تستقر.

وحول عدم توجيه الدعوة للتظاهر في الداخل، قال العربي لـ"عربي٢١": بالتأكيد هذا يعود إلى القمع الأمني الشديد الذي لا يسمح بأي حراك، وهذا لا يعني موت الشارع تماما، فقد ظهرت موجات ثورية في سبتمبر من العام الماضي والذي سبقه"، مؤكدا على أن كل ما يحدث في الخارج من جهد إعلامي أو حقوقي أو حراك ميداني، إنما يساعد في الحفاظ على ما تبقي من روح الثورة، وكل هذا لن يغني عن الحراك في الداخل".

"لن تكون ثورة مناف"

ويتفق منسق عام جبهة "حماة الثورة" أحمد فراج مع ما ذهب إليه قطب العربي، مؤكدا أن "الداخل يبقى هو عامل الحسم في النهاية مهما كان جهد الخارج، الذي يظل مجرد حفاظ على روح الثورة وجذوتها وتفاعل المجتمع الدولي معها ومع أبنائها ومطالبهم، لكن كل هذا دون حراك داخلي يبقي مجرد أداة معنوية لا أكثر".

وأضاف فراج في حديثه لـ"عربي٢١" أن ثورة يناير "لم تكن ولن تكون ثورة مناف؛ لأنها انطلقت من قلب مصر، ودفع فيها ثمنا باهظا من دماء أبنائها، ولكن هذا ليس معناه التقليل من أي جهد بالخارج، بالعكس ما يجرى شيء مهم ومكمل لحراك الداخل، ولكن لا يجب الركون إليه والاكتفاء به"، لافتا إلى ضرورة "توحيد صفوف أبناء يناير أولا، لأن هذا هو الذي سيترجم أي جهد ثوري على الأرض، سواء بالداخل أو الخارج؛ لأنه طالما هناك تفرق فأي محاولة لا تجدي نفعا في إزالة نظام انقلابي مستبد".

"علامة نضج"

أما القيادي الإخواني والبرلماني السابق جمال حشمت، فيرى أن فاعليات الخارج لإحياء ذكرى الثورة هي "علامة نضج في نهج التعامل مع هذه الذكرى، فهناك أولويات منها الاحتياج إلى وعي كامل بما حدث ومراجعته، وكذلك إيجاد وعي بما يجب أن يكون، وما هي المطالب وأولوياتها، كل هذا يحتاج أن يرسخ عبر فاعليات وحملة توعية، سواء بالداخل أو الخارج، وبما أن الوضع بالداخل لم يعد يسمح بذلك فكان طبيعي أن يتم التحرك من الخارج بشكل أو بآخر.

وأضاف حشمت لـ"عربي٢١ ": "هناك حاجة لإرادة حقيقية للتغيير يجب التأكد منها أولا، والعمل على تطويرها وتجذيرها في وجدان الشعب، بصرف النظر عن الآلية أو الجغرافيا، أيضا هناك حاجة لإدارة واعية للمشهد بشكل حقيقي ينزع الخوف ويدعم الرغبة الحقيقية لمقاومة الظلم والفساد والاستبداد الذي زاد عن حده، وهذا هو الطريق الوحيد لكي يتم تحقيق نتيجة، بحيث إذا خرج الشعب فلا يعود حتى تتطهر مصر من أدرانها وتسترد ثورتها".

 

اقرأ أيضا: بلومبيرغ: الربيع العربي أثبت ضعف الأنظمة الاستبدادية وخوفها

التعليقات (0)