هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شكك كاتب إسرائيلي في قدرة الاحتلال الإسرائيلي التعامل عسكريا مع المشروع النووي الإيراني، مؤكدا أن هجوم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على الاتفاق النووي "باء بفشل ذريع".
وذكر ناحوم برنياع في مقال نشر
بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن رئيس الأركان أفيف كوخافي، "أمضى بضع سنوات
من حياته في الدراسة في أفضل الجامعات الأمريكية، وهو يعرف جيدا السياسة الأمريكية،
وهنا ثمة شيء ما غريب، غير مقبول، في قراره مهاجمة النية الأمريكية للعودة إلى الاتفاق
النووي مع إيران".
ورأى أن "الكلمات قيلت
على لسان الرجل غير الصحيح في التوقيت غير الصحيح، وفي أفضل الأحوال كوخافي لم يفهم
تداعيات أقواله على علاقات إسرائيل مع الإدارة الجديدة"؛ برئاسة جو بايدن.
ونوه برنياع إلى أن "بايدن
الذي دخل البيت الأبيض قبل تسعة أيام فقط، وخلال هذا الزمن القصير، استغله لتعيين كبار
المسؤولين في إدارته، وعزل مسؤولين كبار ممن تبقوا من عهد سلفه، وإلغاء رزمة كبيرة
من القرارات التي اتخذها دونالد ترامب".
وقال: "لقد تعاطى الرؤساء
في الماضي باحترام تجاه قرارات أسلافهم، حتى لو كان هؤلاء ينتمون إلى الحزب الخصم،
فجاء ترامب فكسر هذه التقاليد، وقام بإلغاء قرارات أوباما فقط لأنها كانت قرارات أوباما،
وكان الخازوق أهم له من المضمون، وبايدن يسير حاليا في ذات الطريق، فهو يستجيب لتوقعات
زملائه في الحزب الديمقراطي، فالمقت تجاه ترامب وإرثه هو الخيط الذي يربطهم معا".
وأشار إلى أنه "حتى قبل
الانتخابات، أعلن بايدن أنه يعتزم إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق مع إيران، كما
أن وزير الخارجية الجديد، أنطوني بلينكن سار على خطاه، فالتقدم في المشروع النووي يقلقهما،
وهما يسعيان لإيقافه، ومقتنعان بأنهما يعملان في صالح أمن إسرائيل".
اقرأ أيضا: وسائل إعلام إيرانية: انطلاق صفارات إنذار غرب طهران (شاهد)
وأكد الكاتب أن هجوم رئيس الحكومة
بنيامين نتنياهو، على الاتفاق "باء بفشل ذريع، والخطاب في الكونغرس كان مبهرا،
ولكنه لم يمنع التوقيع على الاتفاق، والعقوبات التي فرضها ترامب لم تدفع النظام الإيراني
إلى الانهيار، وفي ختام أربع سنوات ترامب، باتت إيران أقرب إلى القنبلة".
ولفت إلى أن "نتنياهو الآن
يواجه رئيسا تعلم من تجربته، إدارة متماسكة ومصممة، وأغلبية ديمقراطية في الكونغرس،
ورئيس وزراء إسرائيل لن يدير البيت الأبيض ولن يركله، لقد هزلت الخيارات على نحو عجيب"،
موضحة أن "كوخافي يعيد الآن إلى الطاولة الخيار العسكري".
وتساءل: "هل يوجد لإسرائيل
خيار عسكري؟؛ ليس مؤكدا، هل نتنياهو قادر على أن يقرر عملية عسكرية؟؛ تجربة الماضي
تقول: لا، هل يمكن لإسرائيل أن تهاجم عسكريا اتفاقا وقعت عليه الدول الست الأهم في
العالم؟ ليس معقولا"، مضيفا: "هذا من شأنه أن ينتهي مثلما في المرة السابقة،
بتبذير 11 مليار شيكل، مع انتصار سياسي إيراني وأزمة ثقة مع واشنطن".
وتابع: "مهما يكن من أمر،
التصدي لإدارة بايدن ليس من صلاحية رئيس الأركان، ومن أجل هذا يوجد رئيس وزراء، ووزير
حرب ووزير خارجية"، منوها أن "رئيس الأركان الذكي يجب أن يتذكر حدود قوته،
وفي حال نسي يذكرونه، والحمام البارد الذي تلقاه (كوخافي) هذا الأسبوع من كل صوب، تذكير
مناسب".