هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "سياسة الانتحار التي انتهجها وزير الحرب بيني غانتس أدت إلى تفاقم الأزمات الصحية والاقتصادية والسياسية الخطيرة، ولذلك آن الأوان لأن يغادر الساحة السياسية نهائيا، لأنه بدا في الحملة الانتخابية الأخيرة بصورة مثيرة للشفقة، وبات نائبا لرئيس الوزراء في حكومة فقدت منذ إنشائها القدرة على القيادة".
وأضاف رون بمقاله على موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، ترجمته "عربي21"، أن "غانتس وحزبه حازوا القدرة على نسف الوظيفة الحكومية، وهو ما تجلى في عام الأزمة الصحية والاقتصادية الشديدة، حيث لم تكن حكومة حقيقية في إسرائيل".
وأشار إلى أنه "ليس من الواضح لماذا استسلم نتنياهو لابتزاز غانتس، ووافق على دفع ثمن باهظ مقابل وضع العصي في عجلات حكومته، رغم أنه يرى أن وزراء أزرق-أبيض يتبعون معه سياسة الأرض المحروقة، وألحقوا أضرارا بالغة بثقة الجمهور الإسرائيلي في مؤسسات الدولة، فيما هم يعيشون شعور جنون العظمة".
وأوضح أن "غانتس ووزير خارجيته غابي أشكنازي فشلا بفرض القانون الإسرائيلي على المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وغور الأردن، وبالتالي فقدوا فرصة تاريخية لأجيال مديدة، حتى تخيل للمرء أن اليسار الإسرائيلي سيطر على الحكومة اليمينية، وحتى الآن ليس واضحا لماذا سمح نتنياهو لوزراء أزرق- أبيض بالعمل بشكل مستقل في واشنطن، والتسبب في إحباط تنفيذ هذه الخطة التاريخية".
وأضاف أنه "طوال فترة الحكومة الحالية، عمل غانتس ووزراؤه كمعارضة داخل الحكومة، وأحبطوا كل خطوة حاولت الحكومة اتخاذها للتعامل مع أزمة كورونا، بل إنهم استدرجوا الحكومة باستمرار إلى مناقشات عقيمة، ولا نهاية لها، وهذه ظاهرة تكررت كل بضعة أيام، مما منع الحكومة من الانخراط في قضايا مهمة أخرى، مما أدى إلى ارتباك عام، وزيادة معدلات الإصابة بالمرض، والوفيات بسببه".
وأشار إلى أن "غانتس قام باستمرار بتقصير كل إغلاق فرضته الحكومة من أسبوعين إلى أسبوع، و من سبعة أيام إلى أربعة فقط، وبالتالي ضاعف وقت الحكومة، وأهدر مقدرتها على أهوائه السياسية، ودافع بشدة عن حق المتظاهرين الإسرائيليين ضد رئيس الحكومة".
وأضاف أنه "طوال فترة الحكومة الحالية، قدم غانتس ووزراؤه أنفسهم كمدافعين عن الديمقراطية وسيادة القانون، بينما فرضوا رأيهم وهم الأقلية بـ19 عضو كنيست فقط على ما يقرب من ستين نائبًا، مما يمكن وصفه بـ"طغيان الأقلية"، واستغلوا ضائقة رئيس الوزراء السياسية والقانونية، وضاعفوا صعوباته على طول الطريق".
وختم بالقول أن "سياسة الانتحار التي انتهجها غانتس أدت إلى تفاقم الأزمة الصحية والاقتصادية والسياسية الخطيرة، وأدى سلوكه العبثي إلى تدهور حزبه، ووصوله إلى حافة الهاوية، وأدت نزواته إلى الشروع في الانتخابات الرابعة، وربما الذهاب إلى انتخابات خامسة".