هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حظيت العملة المشفرة الأكبر في العالم "بتكوين" منذ بداية العام الجاري باهتمام واسع، بعد تحقيق طفرات سعرية تاريخية متتالية، لتقترب خلال تعاملات، الثلاثاء، من مستوى 50 ألف دولار، بحسب موقع كوين ماركت كاب "Coin Market Cap" المتخصص في سوق العملات المشفرة.
ولم تجذب العملات المشفرة اهتمام الأفراد الحالمين بالثراء السريع فقط، بل أصبحت محل اهتمام واسع من قبل العديد من كبار المستثمرين والشركات والمؤسسات الدولية، خاصة بعد إعلان شركة "تسلا" الأمريكية استثمار 1.5 مليار دولار تقريبا في العملة المشفرة الشهر الماضي.
وقالت الشركة المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية، الاثنين: "استثمرنا ما قيمته 1.5 مليار دولار في عملة بتكوين، وبموجب تلك السياسة سنزيد حيازتنا من الأصول الرقمية من وقت لآخر على المدى الطويل".
وأضافت الشركة: "نتوقع قبول الدفع باستخدام بتكوين لمنتجاتنا في المدى القريب، مطبقين القوانين المخصصة، وسيكون الأمر على قاعدة محدودة في بداية الأمر".
وفي ظل تحول العملات المشفرة، إلى أحد الأدوات الاستثمارية الحديثة، خاصة في ظل حالة الضبابية وعدم اليقين التي تشهدها الأسواق الدولية بعد تفشي وباء كورونا، تثار العديد من التساؤلات حول مخاطر العملات المشفرة، وآثارها الاقتصادية المحتملة، وتداعياتها على العملات الوطنية.
وفي هذا الإطار، قدم الباحث الاقتصادي، ورئيس قسم الاقتصاد بصحيفة "عربي21" إبراهيم الطاهر، بحثا خلال المؤتمر الدولي الثالث للأكاديمية الأوروبية للتمويل والاقتصاد الإسلامي (إيفي)، دعا فيه اﻟﺪول والمؤسسات المالية إلى ﺿﺮورة ﻣﻮاﻛﺒﺔ ظاهرة العملات المشفرة، ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻗﺘﺼﺎدﻫﺎ وتحقيق اﻻﺳﺘﻘﺮار المالي، وﻣﻨﻊ ﻣﻮاﻃﻨﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻻﻧﺰﻻق في مخاطر العملات المشفرة غير القانونية.
وطالب الطاهر، البنوك المركزية التي تسعى حاليا لإصدار عملات رقمية لمواجهة مخاطر انتشار العملات المشفرة، بأن تحدد ﺑﺪﻗﺔ أوﻟﻮياتها وﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺎتها، ﻗﺒﻞ اتخاذ ﻗﺮار إصدار ﻋﻤﻠﺔ رﻗﻤﻴﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ.
وشدد على ﺿﺮورة قيام اﻟﺒﻨﻮك المركزية بتوفير ﻧﻈﺎم إلكتروني وطني ﻟﻠﻤﺪﻓﻮﻋﺎت ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ التعافي اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﺴﺮﻳﻊ ﻣﻦ اﻷزﻣﺎت وﻳﺘﻴﺢ ﻟﻸﻓﺮاد اﻻﺣﺘﻔﺎظ باﻷﺻﻮل المالية ﺑﺸﻜﻞ آﻣﻦ وأﻛﺜﺮ ﻛﻔﺎءة.
وقال الطاهر، إن اﻟﻌﻤﻼت المشفرة ﻳﺰداد قبولها ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم، وﻗﺪ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﺧﻼل الفترة المقبلة ﻗﺒﻮﻻ أوﺳﻊ في المعاملات المالية، ﻗﺪ ﻳﻜﺴﺮ ﻫﻴﻤﻨﺔ اﻟﻌﻤﻼت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، وﻳﻔﻘﺪ اﻟﺒﻨﻮك المركزية ﺳﻴﻄﺮتها ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻢ اﻟﺴﻴﻮﻟﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ، وﻳﺴﻠﺒﻬﺎ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ المحافظة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﻨﻘﺪي، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻠﻮل ﻋﺎﺟﻠﺔ لمواجهة ﺗﻠﻚ المخاطر.