صحافة دولية

هل يحالف الحظ الحكومة الليبية الجديدة وتتمكن من توحيد البلاد؟

عبد الحميد الدبيبة
عبد الحميد الدبيبة

سلطت مجلة "إيكونوميست" الضوء على التحديات التي تواجه الحكومة الليبية الجديدة، وخصوصا إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في كانون الأول/ ديسمبر.


وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21"، أن مهمات أخرى تواجه الحكومة الجديدة، منها فتح الطريق الساحلي الذي يربط طرابلس وبنغازي، والذي يتعذر المرور منه، حيث تتمركز بالقرب من منتصفه خارج سرت مليشيات ومرتزقة نشروا الصخور والألغام الأرضية على طول الطريق.


وشدد على أن بعض القوى الأجنبية النافذة في ليبيا، لا تريد للإدارة الجديدة النجاح، لكن كان هناك ما يدعو للأمل في الأشهر الستة الماضية، حيث صمد وقف إطلاق النار الذي تفاوضت عليه الأمم المتحدة في تشرين الأول/ أكتوبر إلى حد كبير، وتم تبادل الأسرى.


وفي أيلول/ سبتمبر، رفع اللواء حفتر الحصار المفروض على صادرات النفط، مصدر الدخل الرئيسي للبلاد. واتفقت حكومة منفصلة في الشرق (حكومة الثني) على سعر صرف الدينار الليبي واستئناف الرحلات الجوية بين الشرق والغرب. كما أن الدول تعيد فتح سفاراتها في طرابلس.


وشددت على أن الأمم المتحدة كانت أكثر شفافية عند إنشاء الإدارة الجديدة، حيث تم بث وقائع المنتدى المكون من 75 عضوا على الهواء مباشرة على موقع الأمم المتحدة، وكذلك المقابلات مع المرشحين لمجلس الرئاسة ورئيس الوزراء، الذين شاركوا في قوائم من أربعة أشخاص (والذين وافقوا على عدم الترشح لمنصب في كانون الأول/ ديسمبر).

 

اقرأ أيضا: بدء مشاورات تشكيل الحكومة بليبيا.. وهذه نتائج اجتماع الغردقة

ولفتت إلى أن اختيار السلطة الجديدة فاجأ المراقبين، حيث رفضت لجنة "75" قائمة من السياسيين الأقوياء من الشرق والغرب لصالح أشخاص لم يتقلدوا مناصب رفيعة قط، حيث ترأس المجلس الرئاسي محمد المنفي، وهو دبلوماسي سابق، في حين أن رئيس الوزراء الجديد هو أحد أغنى رجال البلاد، عبد الحميد الدبيبة، والذي كان في عهد القذافي، يدير الشركة الليبية للاستثمار والتنمية المملوكة للدولة والمسؤولة عن بعض أكبر مشاريع الأشغال العامة في البلاد.


وقالت المجلة إن الدبيبة يشبهه كثيرون برفيق الحريري، رجل الأعمال الذي قاد لبنان وأعاد بناءها بعد حربها الأهلية الطويلة، والذي تلاحقه أيضا مزاعم الفساد.


وعن التدخل الأجنبي قالت المجلة، إن الدول الأجنبية التي تتشدق بالعملية السياسية، تجاهلت الموعد النهائي للأمم المتحدة في 23 كانون الثاني/ يناير لانسحاب المرتزقة من البلاد، فروسيا مثلا تريد الحفاظ على موطئ قدم واستخدام القواعد الجوية والموانئ التي تواجه سواحل الناتو.

 

وأرسلت المزيد من المرتزقة إلى ليبيا بعد فترة وجيزة من التصويت على الحكومة الجديدة. وتواصل مساعدة اللواء حفتر في حفر "خط ماجينو"، وهو خندق محصّن يمتد من سرت إلى الصحراء. وهذا لن يجعل مهمة الحكومة الجديدة أسهل.

التعليقات (0)