هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أمهل مجلس محافظة حلب، التابع للنظام السوري، الأهالي في حي صلاح الدين شرقي حلب حتى الثاني من آذار/ مارس المقبل، لنقل رفات الموتى من الحدائق داخل الحي.
ولجأ أهالي أحياء حلب الشرقية إلى دفن الموتى، وغالبيتهم من ضحايا القصف في الحدائق؛ بسبب حصار قوات النظام لتلك الأحياء، وشدة القصف.
وحسب مواقع إخبارية تابعة للنظام، فإنه في حال تخلف المعنيين بالأمر عن التواجد، فإن "دائرة الدفن" ستنقل رفات الموتى دون الرجوع إلى أصحاب العلاقة.
وتتهم أوساط معارضة النظام بالانتقام من أهالي هذه الأحياء وحتى الموتى، بذريعة إعادة تأهيل الحدائق، وسط حديث عن سعي النظام لإخفاء معالم جرائمه والمجازر التي خلفتها هجماته على أحياء حلب الشرقية، قبل استعادته السيطرة الكاملة على المدينة في أواخر العام 2016.
وتطالب هذه الأوساط، المنظمات الدولية بالضغط على النظام، لمنعه من نقل المقابر العشوائية، وتأجيل ذلك إلى حين تمكن أهالي الموتى من الحضور والإشراف على عمليات النقل؛ خشية ضياع جثامين الموتى، في حين يمضي النظام في تنفيذ مخططه بشكل تدريجي بالانتقال من حي إلى آخر.
وسبق أن ناشدت "هيئة الطبابة الشرعية" في مجلس "محافظة حلب" الذي شكلته المعارضة، هيئات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان عدم السماح بنقل هذه القبور إلا تحت إشراف هيئات ومنظمات حقوقية محايدة.
وفي هذا الصدد، اتهم أمين سر "نقابة المحامين الأحرار في حلب"، المحامي عبد العزيز درويش، النظام بمحاولة طمس الأدلة على المجازر التي ارتكبها في مدينة حلب، في سبيل استعادة السيطرة عليها، مشيرا كذلك إلى دوافع انتقامية من سكان هذه الأحياء التي كانت خارجة عن سيطرته.
وقال درويش لـ"عربي21"، إن القوانين والأعراف الإنسانية توجب على النظام تحييد هذه المقابر العشوائية، وعدم نقلها إلا في حال حضور أهالي الموتى.
وما يثير شكوك المحامي هو إصرار النظام على نقل المقابر، بدلا من إزالة الأنقاض التي ما زالت تنتشر في شوارع أحياء حلب الشرقية منذ العام 2016.
وبحسب درويش، فإن المطلوب التريث حتى استقرار البلاد، وذلك حتى يتمكن الأهالي، وتحديدا الذين أجبروا على النزوح، من العودة، وقيامهم شخصيا بعمليات النقل.
من جانبه، وصف رئيس مجلس مدينة حلب التابع للمعارضة، شادي دالاتي، في حديثه لـ"عربي21"، عمليات نقل المقابر العشوائية من جانب النظام، بـ"الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان".
وقال: "النظام يخطط لنقل المقابر دون الرجوع لذوي المتوفين، مع العلم أن أغلب هذه القبور دفنت أيام الحصار الخانق من قبل قوات النظام لمدينة حلب، وهم من المدنيين الذين قضوا بسبب قصف النظام الهمجي للأحياء".
وحسب دالاتي، فإن مقبرة صلاح الدين تضم نحو 300 قبر لوحدها، مؤكدا أن غالبية أهالي الحي تم تهجيرهم، بعد فرض النظام سيطرته على الحي وبقية أحياء حلب.
وكان مجلس المحافظة التابع للنظام قام بنقل عدد من مقابر الأحياء الشرقية، ومن بينها مقبرة ميسلون، من دون توثيق، ولا يعرف أين تم دفنها، في حين تقول مصادر النظام إن عمليات الدفن تتم في مقابر إسلامية جديدة على مقربة من المدينة الصناعية بالشيخ نجار، عند الأطراف الشمالية لمدينة حلب.
يذكر أن النظام كان قد استعاد السيطرة على كامل مدينة حلب في أواخر العام 2016، بعد تدمير الأحياء التي كانت خارجة عن سيطرته، ما أرغم الأهالي على مغادرتها بالقوة، بعد موت المئات جراء المجازر التي شاركت فيها الطائرات الروسية.
اقرأ أيضا: NYT تكشف تفاصيل لقاء الأسد بصحفيين.. "طلب إلغاء برامج طعام"