هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لمراسلها جون شارمان، قال فيه؛ إن منظمة خيرية حذرت من أن "الحرب الأهلية السورية تُنسى وتُتجاهل"، وفق تعبيرها، حيث نشرت بيانات تشير إلى أن أقل من ثلثي البريطانيين يعرفون أن الصراع لا يزال مستمرا.
وقالت منظمة إغاثة سوريا (Syria Relief)، إن الأشخاص العالقين في الحرب: "لا يمكنهم التعامل مع هذه الذكرى على أنها درس في التاريخ"، لأن الملايين هناك لا يزالون يفتقرون إلى الطعام والمأوى الكافي.
وتم نشر بيانات الاستطلاع، التي جمعتها مؤسسة "YouGov"، بمناسبة مرور 10 سنوات على اندلاع الصراع.
وقال 58 في المئة فقط من البريطانيين الذين شملهم الاستطلاع؛ إنهم يعرفون أن الحرب لا تزال مستعرة بعد عقد من الزمان، بينما يعتقد 4 في المئة أنها انتهت، و38 في المئة غير متأكدين.
واستطلعت مؤسسة "YouGov" آراء 1753 بالغا بين 16 و 17 شباط/ فبراير.
اقرأ أيضا: اللجنة الدستورية السورية تراوح مكانها.. ما أبرز العراقيل؟
وقالت منظمة إغاثة سوريا؛ إن الوعي كان أعلى بكثير قبل عام ونصف العام فقط، حيث أجاب 77 في المئة بالإيجاب في استطلاع في آب/ أغسطس 2019.
وقال عثمان مقبل، الرئيس التنفيذي لإغاثة سوريا؛ إن حقيقة عقد من الحرب "يُضاعف أثرها بسبب حقيقة أنه في المملكة المتحدة وفي جميع أنحاء الغرب، يتم نسيان معاناة الشعب السوري وتجاهلها".
وأضاف: "يعيش داخل سوريا الآن أكثر من 80 في المئة من السكان في فقر، ويعاني 9.3 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، وهناك 2.2 مليون آخرين على حافة أن يصبحوا يعانون من انعدام الأمن الغذائي".
وتابع: "يفتقر [حوالي] 15.5 مليون سوري إلى توفر المياه النظيفة والصحية، وهو أمر نأخذه كأمر مسلم به. لقد أصيب نظام الرعاية الصحية بالشلل، قبل فترة طويلة من ظهور كوفيد-19، وأصبح 2.4 مليون طفل خارج نظام التعليم. ويرجع كل هذا في الغالب إلى القصف المتعمد والعشوائي للحياة المدنية؛ المنازل والمدارس والمستشفيات والأسواق والبنية التحتية الحيوية".
وزاد الوباء العالمي من تفاقم البؤس والمعاناة. ويواجه السوريون أيضا تضخما متصاعدا وبطالة متزايدة، و"أصبحت الأسعار خارج استطاعة الناس توفير المواد الأساسية".
وقال: "بينما لا يزال هناك 6.2 مليون شخص نازحين داخليا في سوريا، فإن هناك 5.6 مليون لاجئ سوري في بلدان الجوار، نصفهم تقريبا من الأطفال. ويضطر الكثيرون للعيش في خيام وأكواخ مؤقتة، حتى في أثناء انخفاض درجات الحرارة في الشتاء".
وأضاف: "لا يستطيع السوريون أن يتعاملوا مع هذه الذكرى على أنها درس في التاريخ، وإلا فإن معاناتهم ستستمر لعشر سنوات أخرى أو أكثر".
وخطر آخر يواجهه السوريين هو التطرف، حيث تشير التقارير الأخيرة إلى أن الأطفال في مخيم الهول للاجئين في شمال شرق البلاد، معرضون لخطر التطرف من عناصر تنظيم الدولة، حيث وصف أحد الباحثين الموقع بأنه "الرحم الذي سينجب أجيالا جديدة من المتطرفين".
وفي الشهر الماضي، حث مسؤول مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة على إعادة 27000 طفل يعيشون في الهول، واصفا ظروفهم بأنها "وضع مروع" وقضيتهم بأنها "واحدة من أكثر القضايا إلحاحا في العالم اليوم".
ومعظم سكان مخيم الهول البالغ عددهم 62000 عراقيون أو سوريون.
اقرأ أيضا: اختيار سوريا لعضوية لجنة "إنهاء الاستعمار" الأممية وتنديد
وبدأت الثورة السورية في عام 2011، في أعقاب الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في مدينة درعا، التي جاءت في الوقت الذي هزت فيه مظاهرات الربيع العربي دولا أخرى في المنطقة. عندما سحق نظام بشار الأسد المعارضين الذين نظموا "يوم غضب" في 15 آذار/ مارس، تدفق المزيد من الناس إلى الشوارع مطالبين باستقالته.
وقُتل ما يقرب من 400000 شخص على الأقل، وفر أكثر من خمسة ملايين سوري من البلاد بسبب الصراع.