هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبير إسرائيلي، إن التلوث البيئي الذي ضرب شواطئ الأراضي الفلسطينية المحتلة، والهجوم على سفينة إسرائيلية في خليج عمان، يشير إلى فشل إسرائيلي على الساحة البحرية.
وأوضح ألون بن دافيد في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "التلوث النفطي الذي ضرب شواطئ إسرائيل يؤكد أنه ليس لديها استراتيجية بحرية، والهجوم على سفينة الشحن "هيليوس راي" يشير إلى أنها بحاجة لصياغة مثل تلك الاستراتيجية قريبا، فنحن أمام هجومين بحريين في أسبوع واحد: البقعة النفطية التي ضربت شواطئنا من الغرب، والألغام التي أصابت سفينة إسرائيلية في الشرق، ما أغرقنا مرة أخرى بقضية مركزية لإسرائيل، وهي الساحة البحرية".
وأضاف أنه "رغم عدم وجود دليل على أن التلوث النفطي هجوم مخطط، فإن الأضرار المروعة التي لحقت بشواطئ إسرائيل كشفت عن عجزها كدولة في التعامل مع الكوارث البيئية القادمة من البحر، رغم أنها كدولة تعيش على شاطئ طويل، و99% من استهلاكها يأتي من البحر، ولا يمكن لها الاستمرار في إهمال هذه الساحة".
وأشار بن دافيد، المعلق العسكري للقناة 13، ويمتلك علاقات مع المؤسسة العسكرية، إلى أن "حقيقة عدم وجود متخصصين من البحرية في إسرائيل، ومجتمع المخابرات في كل مراحل التحقيق بالتلوث النفطي، يلقي بظلاله على الاستنتاجات الحاسمة، فقد تكون الناقلة التي خرجت من إيران مسؤولة عن التلوث، ولكن لتحديد ذلك على وجه اليقين، فإن على المرء أن يقارن نوع الزيت الموجود على الشاطئ بمخلفات الزيت في بطن الخزان".
وأوضح أنه "بعد أن عادت الناقلة إلى إيران، فقد فات الأوان، ومنذ ذلك الحين تمت إعادة فرض العقوبات الاقتصادية عليها، حيث يتم نقل الشحنة إلى سفينة أخرى في وسط البحر، وتستمر بتفريغها في ميناء الوصول، ويحتمل أن يكون هناك عطل أثناء نقل النفط من سفينة لأخرى تسبب في حدوث التلوث، لأن عددا قليلا من الناقلات الإيرانية تعرضت لأضرار في البحر الأحمر، أما السفينة وطاقمها، فقد اضطرت للتوقف".
اقرأ أيضا: وزيرة إسرائيلية تحمّل إيران مسؤولية تلوث الشواطئ
وأكد أن "الأضرار التي لحقت بسفينة هيليوس راي التجارية في خليج عمان جاءت انتقاما إيرانيا، حيث تم إرفاق ألغام بكل جوانبها، ربما قبل تفريغ الحمولة في أحد الموانئ، رغم أن السفينة الإسرائيلية أبحرت تحت علم جزر البهاما، ولم يكن أي من طاقمها يتحدث العبرية، ولكن لم يكن الأمر صعبًا بالنسبة لإيران، التي علمت أن عنوان مالكها مسجل في تل أبيب، ما جعله هدفا للحرس الثوري".
وأشار إلى أنه "رغم موقعها الاستراتيجي بين بحرين وثلاث قارات، فليس لدى إسرائيل أسطول تجاري، اليوم هناك ست سفن فقط تبحر تحت علمها، وعلى متنها أقل من مائة بحار، لكن هناك عشرات السفن المملوكة لشركات إسرائيلية، كل منها قد يكون هدفا، ولا تملك إسرائيل القدرة على حماية أي سفينة مملوكة لإسرائيل تسافر حول العالم، ولا حتى في الخليج العربي".
وأكد أنه "بعد استهداف السفينة الإسرائيلية بوقت قصير، هاجمت إسرائيل أهدافا إيرانية في دمشق، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الهجوم على السفينة إشارة إيرانية واحدة، أم فتح جبهة جديدة، لأنه في العقد الماضي أعادت إسرائيل اكتشاف أهمية البحر الأحمر، وتحتفظ البحرية بسلسلة من الأنشطة العملياتية في هذا المجال، حيث توجد القاعدة البحرية الصغيرة في إيلات، وفيها يمكنك أن ترى حضورًا أكبر للسفن البحرية".
وأوضح أن "انتقال إسرائيل إلى القيادة المركزية الأمريكية سيمهد الطريق للتعاون مع الأسطول الخامس، المسؤول عن الخليج العربي والبحر الأحمر، أما الروس الذين يعملون بجانبهم في شرق البحر المتوسط، فقد اكتشفوا أيضًا البحر الأحمر، وهذا الأسبوع لأول مرة رست سفينة حربية روسية في ميناء بورتسودان الاستراتيجي بجانب سفينة تابعة للبحرية الأمريكية".
وأضاف أن "الوصول إلى ميناء البحر الأحمر، سيشكل دعما لوجستياً، والاحتكاك الإسرائيلي مع الروس نوع من التحدي، هم ليسوا عدوًا، ولكن ليسوا أصدقاء، ويحافظ أسطولهما على احترام بعضهما، ويتجنبان الاتصال الوثيق، ولكن يحدث الاحتكاك غالبا على الطيف الكهرومغناطيسي، حيث يستخدم الروس إجراءات تعطيل حادة، وتتعلم مجموعة متنوعة من أسلحة الجيش الإسرائيلي التصرف بهذه الاضطرابات، ويعتبر البحر الأحمر بوابة لحصة متزايدة من التجارة الإسرائيلية".
وأكد أنه "إذا تم تنفيذ اتفاقية نقل النفط من الإمارات في الخليج عبر خط إيلات-عسقلان، فإن هذا الحجم سيزداد، لأن السؤال سيطرح عمن سيؤمن الناقلات التي ستفرغ في خليج إيلات، ومن الذي سيحمي البيئة البحرية من التلوث الذي ستجلبه هذه التجارة، هذان مجرد سؤالين يوضحان عدم وجود استراتيجية بحرية لإسرائيل، لأنه رغم اعتمادنا الكامل على البحر لوجودنا، فإن إسرائيل تعاني من "العمى في المجال البحري".
ونقل عن الجنرال شاؤول حوريف رئيس مركز السياسات والبحوث البحرية في جامعة حيفا، أن "الاحتلال الإسرائيلي للبحر والكنوز والمخاطر الكامنة فيه منقسم اليوم بين عدة وزارات حكومية، ويفتقر إلى نهج منهجي، وقد أعدت البحرية نفسها بشكل جيد لدفع أي تهديد عسكري ينبثق بين الأمواج، ولكن من سيوقف بقعة النفط القادمة نحونا؟".