ملفات وتقارير

ماذا وراء الإفراج عن صحفيين مصريين.. وما علاقة بايدن؟

الإفراج عن الصحفيين جاء مع تصاعد الانتقاد الدولي لملف حقوق الإنسان في مصر- صفحة السيسي
الإفراج عن الصحفيين جاء مع تصاعد الانتقاد الدولي لملف حقوق الإنسان في مصر- صفحة السيسي

أخلت سلطات الانقلاب في مصر سبيل 3 من الصحفيين المصريين الأحد، بتدابير احترازية، وذلك بعد اعتقالهم لسنوات ووضعهم رهن الحبس الاحتياطي.


تلك الخطوة من النظام المصري تأتي في ظل انتقادات أمريكية وأوروبية وحقوقية محلية ودولية لملف حقوق الإنسان في مصر، ما يدفع للتساؤل حول مدى اعتبار خطوة النظام رسالة موجهة للخارج وبخاصة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.


والصحفيون الذين تأكد إخلاء سبيلهم هم مصطفى صقر، وحسن القباني، وخالد داوود، وإسلام الكلحي، فيما يثار الحديث عن إخلاء سبيل السياسي والصحفي المعارض خالد داود، والصحفي عامر عبد المنعم.


صحفيون معارضون وصفوا الخطوة بالجيدة، مؤكدين أنه يلزمها خطوات أخرى لإطلاق سراح باقي السجناء الإعلاميين، وعددهم ٧٧ بينهم ١٣ عضوا بنقابة الصحفيين، ومنهم عدد من كبار السن والمرضى، وفق "المرصد العربي لحرية الإعلام".


"الملعب الخطأ"


وفي رؤيته لدلالات إخلاء النظام سبيل 4 صحفيين، ومدى اعتبار الخطوة رسالة من السيسي إلى الرئيس الأمريكي، الذي تنتقد إدارته ملف القاهرة الحقوقي، قال السياسي المصري الدكتور أشرف عبد الغفار، إن "أكبر خطأ أن نظل ننتظر بشغف ماذا سيفعل بايدن بشعبنا وأمتنا ومعتقلينا".

 

اقرأ أيضا: إطلاق سراح 3 صحفيين مصريين بعد اعتقال لعامين

وفي حديثه لـ"عربي21"، يعتقد عبد الغفار، أن إدارة بايدن ستكتفي بمن تم الإفراج عنه وتغض الطرف عن السياسيين المعتقلين وآلاف الإخوان بالسجون، موضحا أن "بايدن اختار مؤخرا بإدارته رجالا سبق أن عملوا بالشرق الأوسط لإصلاح الوضع؛ ولكن إصلاح وفق نظرهم ليس كما نرجوا".


وتوقع ألا يقتصر أمر الإفراج هذا على هذا العدد من الصحفيين مستبعدا احتمالات أن يشمل الأمر بعض السياسيين، لافتا إلى أنه "قد يتم الإفراج عن صحفيين علمانيين وليبراليين أو حتى القليل من الإسلاميين أو الذين اتهموا باتهامات وليس لهم صلة بالإسلامين وجماعة الإخوان المسلمين".


وجزم بأن "ضعف المعارضة وبينها الإسلامية، والصمت الذي أصاب الحركة الإسلامية يجعل بايدن متراخيا لأنه لا يجد بالمنطقة أطرافا للمعادلة، بل طرف واحد هو النظام يستخدمه كيف شاء وإذا اقتضت ظروف أمريكا وليست ظروف مصر، يغيره، أو يضغط عليه بملف حقوق الإنسان ".


وختم حديثه بالقول إننا كمعارضة مصرية "نلعب في الملعب الخطأ، وهو انتظار الفرج من بايدن".


"غير كافية"


وفي رؤية حقوقية، قالت مديرة "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات" هبة حسن: "جميعنا سعداء بالإفراج عن الزملاء الصحفيين وحصولهم على حريتهم المستحقة، ونتمنى أن يلحق بهم كل معتقل ظلما من ضمن آلاف المعتقلين في السجون ومقرات الاحتجاز المصرية".


الحقوقية المصرية، أوضحت في حديثها لـ"عربي21"، أن "خروج هؤلاء الصحفيين خطوة إيجابية؛ ولكنها في اعتقادها ما زالت غير كافية ليثبت بها النظام المصري براءته من الظلم والاستبداد المتمثل في انتهاك لكامل المجتمع وكل فئاته".


وتعتقد أن "هذه الخطوة قد تكون في نظر النظام محاولة بالفعل لتخفيف الضغط الحاصل عليه في مرحلة الإدارة الأمريكية الجديدة، ورغبة منه في غض طرف بايدن عن باقي ما وصله من واقع الانتهاكات وأعداد المعتقلين بالسجون".


واستدركت قائلة: "ولكن لأن النظام لم يفعل ذلك إحقاقا لحق هؤلاء وغيرهم في الحرية أو العدالة في المحاكمات، فهو يفرج عن عدد ليعتقل أضعافه؛ وهو ما نراه يتم في الشهور الأخيرة بشكل هستيري غير مفهوم".


وأكدت الحقوقية المصرية توثيقهم لـ"عدد ضخم من الاعتقالات خلال الثلاثة شهور الأخيرة بكل المحافظات ولشرائح وفئات مختلفة الانتماء أو الأعمار، ولكن القاسم المشترك كالعادة هو عدم وجود أسباب منطقية للاعتقال".

 

اقرأ أيضا: ناشطون: فكهاني السيسي مشهد مكرر من الستينيات (شاهد)

وأضافت: "فضلا عن واقع التدوير الذي أصبح الظاهرة الأغلب التي يتعرض لها المعتقلون إثر حصولهم على إخلاء سبيل أو براءة وربما لتخطيهم فترة الحبس الاحتياطي القانونية".


وتعتقد حسن، أنه "ومع كل هذا الواقع يظل دورنا استمرار التواصل والضغط على إدارة بايدن، وغيرها من الأنظمة الأوروبية والمنظمات الدولية لمزيد من الضغط على النظام المصري، أو على الأقل رفع الدعم الدولي عنه، والذي يزيد من تعسفه وممارساته في المجتمع".


"لعبة في الصحفيين"


وفي الوقت الذي يرى فيه صحفيون أن الأمر فيه "تلميع" ودعم لنقيب الصحفيين ضياء رشوان، لأنه جاء متزامنا مع إجراء انتخابات التجديد النصفي التي تجرى إعادتها الجمعة المقبلة، يرى صحفي مصري مطلع عكس ذلك.


الصحفي الذي رفض ذكر اسمه بسبب مخاوف أمنية، قال لـ"عربي21": "ليس الأمر في الأساس تلميعا لرشوان بانتخابات الصحفيين؛ لأن السلطة في الواقع لا تراهن عليه بقدر ما تراهن الآن على رفعت رشاد، المرشح المنافس".


وأكد أن "رشاد، مرشح السلطة للفوز بالمنصب هذه المرة؛ لكنها لا تعلن ذلك كي تدلل بعد فوزه على وجود الديمقراطية في مصر، وأن الصحفيين أسقطوا مرشحها واختاروا بحرية من يمثلهم".


ويعتقد أن "ترشح اليساري كارم يحيى، على منصب النقيب أثار مخاوف لدى السلطة، من أن يحصل على المنصب فعلا؛ خاصة وأنه معارض بشدة للنظام الحالي، ومتضامن ومشارك قديم بجميع قضايا الحريات، ونجاحه قد يترك أثرا تحرريا ليس على نقابة الصحفيين فحسب ولكن يمتد للوطن بأسره".


وعن قرار الإفراج عن صحفيين معتقلين خاصة من التيارات اليسارية والعلمانية، أكد الصحفي المصري أنه "جاء بناء على مطالب أمريكية لذر الرماد بالعيون، ولكي يظهر بايدن بوصفه مناصرا للديمقراطية في مصر؛ ولا يعنيه أن يتحقق المزيد من الإفراجات". حسب قوله.


خبر إخلاء سبيل الصحفيين الأربعة أثار الجدل بين متابعي مواقع التواصل الاجتماعي، بين مثمن للخطوة ومطالب بخطوات أكبر، وبين معتبر أنها رسالة فقط لإدارة بايدن.


هل ينتهي العبث؟


السياسي المصري الدكتور محمد البرادعي، خص الصحفي خالد داوود، أحد المخلي سبيلهم بالحديث عبر تويتر، مشيرا إلى أنه "اعتقل لمدة عام ونصف بتهم مضحكة ثم أفرج عنه دون محاكمة".


وأعرب البرادعي عن أمله أن "يكون الإفراج عن خالد، بداية للإفراج عن كل سجناء الرأي ونهاية لهذا العبث المدمر".

 

 


الصحفي والناشط محمد مرسي، علق بقوله: "كما هو متوقع، يتواصل الإفراج عن الصحفيين (كل الصحفيين)، وربما تمتد عمليات الإفراج لتشمل النشطاء والسياسيين (غير الإسلاميين)، إكراما للأخ بايدن".

 


التعليقات (1)
ابوعمر
الثلاثاء، 09-03-2021 06:54 ص
أكيدعصا(بايدن) آلمت مؤخرة السيسي وأدمتها جدا...السيسي أصبح لايقدر على الجلوس لأن مؤخرته دكدكها سيده بايدن وأسال دمها مسفوحا...أعزكم الله