هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر وزير الطاقة
اللبناني ريمون غجر، من دخول لبنان في "عتمة شاملة"، نهاية الشهر
الحالي، في حال لم يتوفر المال اللازم لشراء وقود محطات توليد الكهرباء.
ويعاني لبنان من أسوأ
الأزمات الاقتصادية منذ عقود، وخاصة في قطاع الكهرباء، وأجريت ساعات تقنين طويلة
تتخطى 12 ساعة وأجبر اللبنانيون على دفع فاتورتين واحدة للدولة وأخرى لأصحاب
المولدات الخاصة.
وقال غجر بعد لقائه
رئيس الجمهورية ميشال عون، وفق تصريحات نقلتها الوكالة الوطنية للإعلام:
"لبنان قد يذهب إلى العتمة الشاملة في نهاية الشهر الجاري في حال عدم منح
مؤسسة كهرباء لبنان مساهمة مالية لشراء الفيول".
وأضاف: "المشكلة
اليوم تتلخص بعدم توافر الأموال اللازمة لشراء الفيول بعدما كان يتم الاعتماد حتى
الآن على الأموال المرصودة في موازنة العام 2020". ولم يقر لبنان بعد موازنة
العام 2021 على وقع الانهيار المتمادي وشح السيولة وتضاؤل احتياطي مصرف لبنان
بالدولار.
وطلبت وزارة الطاقة
منحها سلفة بقيمة 200 مليار ليرة من احتياطي الموازنة لتوفير الحاجة الملحة لمؤسسة
كهرباء لبنان من إجمالي 1500 مليار تحتاجها لتأمين الكهرباء.
ودعا رئيس البرلمان
نبيه بري اللجان النيابية المعنية إلى جلسة يوم الثلاثاء لدرس بندين، أحدهما
اقتراح قانون معجل مكرر لمنح كهرباء لبنان هذه السلفة.
اقرأ أيضا: قائد الجيش بلبنان يوبخ السياسيين.. وأزمة كهرباء تلوح بالأفق
ويجري لبنان مفاوضات
مع السلطات العراقية لتزويده بـ500 ألف طن من الفيول أويل الثقيل، مقابل حصول
العراق على أدوية وسلع لبنانية. إلا أنه لم يتم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق
نهائي، خصوصا أن النفط العراقي غير مطابق للمواصفات ويعتزم لبنان مبادلته بنفط
مطابق.
وحذّر غجر من
"عواقب كارثية" على كافة القطاعات. وقال: "تخيّل حياتك بلا كهرباء
بلا إنترنت بلا تلفون بلا مستشفى بلا لقاح.. أنا شخصيا أشعر أن ذلك سوريالي ليس
طبيعيا أن تعيش في القرن الـ21 بلا كهرباء".
إلى ذلك اتهم وزير الخارجية
الفرنسي، جان إيف لودريان، السياسيين اللبنانيين، بـ"عدم تقديم المساعدة
لبلدهم"، في وقت يواجه فيه لبنان "خطر الانهيار".
وقال لودريان
للصحافيين: "قد أميل للقول بأن المسؤولين السياسيين اللبنانيين لا يساعدون
بلدًا يواجه مخاطر، جميعهم أيا كانوا"، مستنكرًا تقاعس الطبقة السياسية، وحذر
من أن الأمر يعود إلى السلطات اللبنانية للإمساك بمصير البلاد علما أن المجموعة
الدولية تراقب بقلق الوضع المتدهور، في تعبير جديد عن الضغوط التي تحاول
فرنسا ممارستها منذ أشهر على القادة السياسيين اللبنانيين لكي يشكلوا حكومة لكن
بدون نجاح حتى الآن.
وحذر لودريان من أنه
"إذا انهار لبنان فستكون كارثة على اللبنانيين وعلى اللاجئين الفلسطينيين
والسوريين والمنطقة بأسرها. لا يزال هناك وقت للتحرك لأنه في الغد سيكون قد فات
الأوان".
وخلال الأسابيع
الماضية، عادت موجات الاحتجاج وإغلاق الطرق إلى لبنان، على وقع التدهور الحاد في
سعر صرف الليرة أمام الدولار الأمريكي، وتردي الأوضاع المعيشية التي فاقمها تفشي
فيروس كورونا.
وما تزال الحالة
السياسية متعثرة في لبنان، على وقع الفشل في إخراج الحكومة التي كلف سعد الحريري بتشكيلها،
وسط تحذيرات من رئيس حكومة تصريف الأعمال برفع يده في حال استمرت الأزمة.