ملفات وتقارير

انفلات أمني في بنغازي.. اعتداءات لقوات حفتر والقبائل تهدد

مسلحون مجهولون يعتقد أنهم يتبعون حفتر يقومون باعتداءات وخطف في بنغازي- تويتر
مسلحون مجهولون يعتقد أنهم يتبعون حفتر يقومون باعتداءات وخطف في بنغازي- تويتر

لا زالت حالة الانفلات الأمني تسيطر على الشارع في الشرق الليبي، خصوصا في مدينة بنغازي التي تعتبر أكبر معاقل قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.


وتعاني المدينة من عمليات خطف وإخفاء قسري لأبناء بعض القبائل، إذ يقوم مسلحون مجهولون يستخدمون سيارات عسكرية مجهولة؛ بعمليات دهم وملاحقة لناشطين في المدينة التي تُحكم قوات حفتر قبضتها عليها.


وتعرض ناشط موال لحفتر، يدعى أسامة بوحلاق لتهديدات بالقتل، بسبب انتقاده لأفعال القيادي في قوات حفتر، المطلوب للجنائية الدولية، محمود الورفلي.


وظهر بوحلاق وهو من قبيلة "العواقير" في تسجيل مصور أمام منزله وهو يحمل رشاشا، ويهدد باستهداف من يحاول النيل منه.

 

 

 

 

وكان الورفلي ظهر قبل أيام في تسجيل مصور، وهو يحطم مقر وكالة شركة سيارات في مدينة بنغازي شرقي البلاد، بعد أن اقتحمه رفقة قوة عسكرية تابعة له.


وعبر المقطع، وجه الورفلي، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب، رسالة إلى صاحب الشركة (لم يذكر اسمه)، مهددا إياه بـ"القتل" حال عودته إلى ليبيا، إذ يقيم في الخارج.


وقال إن "هذا هو مصير التجار المستغلين"، متهما إياه ببيع "قطع غيار للجيش (مليشيا حفتر) بأسعار مرتفعة جدا".


بدورها، حذرت قبائل برقة (الشرق) في بنغازي، من استمرار التعدي على المواطنين من "طرف السيارات المعتمة وعناصر ملثمة لا تعلن عن هويتها". 


وجاء في بيان مصور للقبائل "أن تلك السيارات التي تعتدي على المواطنين بالقتل والخطف والإخفاء القسري، وعلى الممتلكات العامة والخاصة، ستكون هدفا مشروعا لهم للدفاع عن أنفسهم بحسب قولهم".


وأمهل البيان من سماهم جهات الاختصاص أسبوعا للقبض على تلك السيارات والكشف عن المسؤول عن حالات الاعتداء والبحث في مصير المختطفين، قبل أن يتولى أبناء قبائل برقة حماية أنفسهم بأنفسهم.


وقال بيان القبائل إنه "لا يحق لأي جهة تابعة لحفتر استدعاء أو القبض على أي مواطن مدني، وإن ذلك لا يتم إلا عن طريق الأجهزة الشرطية، سواء أمن داخلي أو بحث جنائي".

الكاتب الصحفي، على أبو زيد قال إن انهيار الوضع الأمني في بنغازي ليس جديداً، بل كان مصاحبا لـ"عملية الكرامة" منذ انطلاقها (2014)، لكن الجرائم التي يقوم بها عناصر المليشيات التابعة لحفتر كان يتم التستر عليها ضمن حالة الحرب التي كان يدعيها حفتر في بنغازي.


ورأى أبو زيد في حديث خاص لـ"عربي21" أن تفاقم الوضع الأمني الآن وارتفاع وتيرة الجرائم التي ترتكبها المليشيات المنضوية تحت قوات حفتر يرجع لأمرين أساسيين، الأول: رجوع كثير من عناصر المليشيات إلى بنغازي بعد أن كانوا في الجبهات في طرابلس، وأغلب هؤلاء العناصر من الخارجين عن القانون وأصحاب سجلات إجرامية، ويستغلون كونهم ضمن قوات حفتر في ابتزاز المواطنين واغتصاب ممتلكاتهم في وقت يبدو أن حفتر يعاني فيه من شح التمويل.

 

اقرأ أيضا: الورفلي يظهر ببنغازي وهو يحطم مقر شركة سيارات (فيديو)

أما السبب الثاني بحسب الكاتب الصحفي فيعود إلى "ارتخاء قبضة حفتر وسيطرته على قواته خاصة بعد الخسارة التي لحقته في جنوب طرابلس، وعدم سيطرته على مرتزقة فاغنر في سرت والجفرة، إضافة إلى تحركات أبنائه العشوائية داخل بنغازي واعتدائهم على مقربين من أبيهم وإذلالهم، ومظاهر الترف والبذخ التي لا يخفونها مما يجعل كثيرا من مؤيدي حفتر يصابون بخيبة أمل تجاهه".


واعتبر أبو زيد أن إعلان القبائل عزمها على حماية نفسها مؤشر واضح على تراجع مشروع حفتر وبداية لخسارته حاضنته الاجتماعية، خاصة بعد بروز شخصيات سياسية في المنطقة الشرقية أكثر نفوذا منه وفي مقدمتهم عقيلة صالح رئيس البرلمان ومحمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي.

التعليقات (1)
صراع الضباع
الخميس، 11-03-2021 11:20 م
كافة القبائل التى أيدت حفتر فى شرق ليبيا تدفع اليوم ثمن الكلفة الاقتصادية الباهظة لحملته العسكرية الفاشلة من أجل بسط سيطرته على ربوع البلاد على مدى السنوات الــ 7 الماضية ! فقبائل بنغازى إنضمت مبكرا إلى " عملية الكرامة " التى شنها حفتر فى مايو / آيار عام 2014 م ضد (أنصار الشريعة) فى بنغازى - الذين أسسوا لاحق (مجلس شورى ثوار بنغازى) - و ذلك طوال 3 سنوات متوالية ، حيث قاتلوا أنصار الشريعة فى تحالف عسكرى ضم فرنسا و الإمارات و مصر و الأردن إلى جانب أيتام القذافى بتيار " السلفية المدخلية " ! فارتكب ذلك التحالف الإجرامى الفظائع بحق الأبرياء فى بنغازى ، من قصف همجى مكثف على الأحياء السكنية ، و إعدامات ميدانية بحق أنصار الشريعة على يد مجرمى التيار المدخلى ، و لم يسلم الشهداء من جرائمهم ، فنبش المداخلة قبورهم ، و مثلوا بجثثهم ، و طافوا بها على أسطح السيارات وسط تهليل سكان بنغازى ، و تأييد قبائلها ، و ذلك بالطبع فى إطار ما يسمى بالحرب على (الإرهاب) ! و اليوم حين تتصاعد الخلافات و العداوات بين أولئك المجرمين ، فإن المولى - عز و جل - ينتقم للشهيدين (جلال مخزوم) ، و (وسام بن حميد) و سائر إخوانهم - رحمهم الله - أجمعين ، و يجعل كيد الظالمين فى نحرهم ، و ما ربك بظلام للعباد ! إقرأوا تعليقى على خبر نشره موقع عربى 21 بعنوان : ( انشقاق كتيبة مدخلية سلفية عن حفتر.. أكدت دعم رئيس البرلمان ) .