هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي بارز إن "التحدي الرئيسي الذي تراه إسرائيل في الانتخابات الفلسطينية، هو رغبة حركة حماس في السيطرة على الضفة الغربية مع تصاعد فرص فوزها.
وأضاف كميل أبو ركن، المنسق الإسرائيلي التابع لوزارة الحرب في الأراضي الفلسطينية، في حوار مع صحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمته "عربي21"، أن "التقديرات التي تعطي حماس 40% من الأصوات، وفتح 60% تذكرنا بذات التقديرات الخاطئة في الانتخابات التشريعية 2006، ولذلك ففي هذه المرة ستكون هناك مفاجأة".
وأشار إلى أنه "في ظل نفور الجمهور الفلسطيني عن السلطة الفلسطينية، وانقسامات فتح والأجهزة الأمنية، فإن ذلك يمنح حركة حماس أغلبية بين الفلسطينيين، فضلا عن كونها حركة منظمة، ولديها أهداف واضحة".
وأوضح أن "أبا مازن الذي يبلغ 86 عامًا، رغم إدراكه لهذه الحقائق، فإنه لا يريد أن يذكر أنه خسر غزة، فهو منشغل بإرثه، ويريد إرضاء الإدارة الأمريكية الجديدة التي تدعم العمليات الديمقراطية، فضلا عن كونه غير متصل بالأحداث الميدانية، ويذكرني بما حدث لحسني مبارك قبل الربيع العربي، ومن يجلبون له التقارير يعيشون حالة الاغتراب بينهم وبين الفلسطينيين".
وأكد أنه "إذا فازت حماس في الانتخابات، فإن إسرائيل تستعد لأي سيناريو، بما في ذلك احتمال زيادة الهجمات المسلحة في الضفة الغربية، ورغم أننا لا نتدخل حاليا في الأوضاع الداخلية الفلسطينية، فإننا لا نرى وضعا نستمر فيه بالالتزام بالاتفاقات مع السلطة الفلسطينية في حال سيطرت عليها حماس، وإذا حدث ذلك، فلن يكون هناك تنسيق أمني".
اقرأ أيضا: كيف سيؤثر انقسام فتح وقائمة القدوة على فرص عودة دحلان؟
وأشار إلى أنه "حذر صناع القرار في إسرائيل من أن تطبيق خطة الضم في الضفة الغربية سيؤدي لإلغاء اتفاق أوسلو، ووقوع صدامات عميقة، والسلطة الفلسطينية ستضع المفاتيح، وقد كانت على استعداد للذهاب إلى نهاية الطريق، حتى إنهم لم يتلقوا أي أموال طيلة سبعة أشهر، وتراكمت ديونهم للبنوك تسعة مليارات شيكل، أي نصف ميزانية السلطة، ثم نزلوا أخيرًا عن الشجرة، وجددوا العلاقات مع إسرائيل، وقبل كل شيء التنسيق الأمني".
وأوضح أنه "رافق الوضع الفلسطيني على مدى 42 عامًا، منذ اتفاق كامب ديفيد، ومحاولة إيجاد بديل لمنظمة التحرير من خلال روابط القرى، ثم الانتفاضة الأولى، واتفاقيات السلام، والانتفاضة الثانية، وانتفاضة القدس، لكن السنوات القليلة الماضية كانت أكثر تعقيدًا وإشكالية من أي شيء أتذكره من الماضي، لأن الفصل بين غزة والضفة، وانفصال السلطة عن إسرائيل والولايات المتحدة، وجائحة كورونا زاد من حدة الصعوبات".
وأشار إلى أن "المثير للدهشة أن معالجة حماس لكورونا في غزة جيدة جدا، لا توجد وفيات تقريبًا، والمرض في مستوى منخفض للغاية، والحركة تطبق القانون بصرامة، وكل من يدخل معبر رفح يتم عزله، في حين أن الفلسطينيين في الضفة الغربية يتصرفون كما إسرائيل، وفي حين أن هناك انضباطا صارما في غزة، فإن الجائحة موجودة عند مستويات منخفضة للغاية".
وأشار إلى أنه "رغم إمكانية استغلال الوضع الصحي في غزة لصالح إبرام صفقة تبادل أسرى من أجل نقل لقاحات، فإن هذه مسألة حساسة للغاية، وحماس لا توافق على الربط بين الأمرين، مع العلم أن انخراط إسرائيل في إيجاد حلول لمشاكل سكان غزة في قضايا الكهرباء والمياه والصرف الصحي والغذاء والصحة، يساعدها في حفظ أمنها، ومن واجبها أن تدع مستوطنات غلاف غزة تعيش بسلام".
وأوضح أن "الحديث عن رغبة حماس في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد مع إسرائيل لا أعتقد أنه مطروح على الطاولة قبل حل مشكلة الأسرى والمفقودين، ولذلك فإن هذا لن يحدث، لأن حماس مدفوعة بفكر إسلامي، وهدفها الرئيسي في الوقت الحالي السيطرة على الضفة الغربية".
وختم بالقول إن "الحديث عمن سيخلف أبو مازن يدفعني للمراهنة على ناصر القدوة، ابن شقيقة ياسر عرفات، السفير الفلسطيني السابق في الأمم المتحدة، ووزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، أما محمد دحلان، فلا أرى له فرصة لذلك".