قال خبير عسكري
إسرائيلي إن دعوات صدرت من أجل تهدئة الساحة
البحرية في مواجهة
إيران، وصدرت توصيات
من جهات شاركت في النقاشات العسكرية الأخيرة بأن التوتر على الجبهة البحرية يتطلب
الامتناع عن الرد على تصرفات طهران، على خلفية تبادل الاتهامات بين الدول بشن
هجمات على سفن شحن في الخليج والبحر المتوسط.
وأضاف أمير بوخبوط في تقريره على موقع
ويللا، وترجمته "عربي21"، أن "رئيس الأركان أفيف
كوخافي يؤيد نهجا يسعى لتهدئة التوترات التي قد تتدهور، لأنه في الوقت الذي توجد
فيه إدارة أمريكية جديدة تصوغ السياسات، وتتفاوض مع طهران بشأن الاتفاق النووي،
فليس من الصواب التصرف بقوة ضدها، وحان الوقت للتهدئة بهذه المرحلة، رغم أنهم
يعملون في فضاء مدني، وهذا أمر خطير للغاية من وجهة النظر الإسرائيلية".
وأوضح أن "الطريق
البحري من آسيا إلى إسرائيل حساس بشكل خاص في منطقة هرمز، التي تفصل الخليج العربي
عن خليج عمان، وتُعرَّف بأنها منطقة حدثت فيها ردود فعل إيرانية في العقد الماضي،
ويمكن أن يتدهور هذا الواقع بسهولة. وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن كوخافي
يؤيد نهجا يسعى لتهدئة التوتر البحري المتنامي في المنطقة".
وأكد أن
"المناقشات العسكرية تجري في المؤسسة الحربية والأمنية، وحصل خلال الأسبوعين
الماضيين تبادل للاتهامات بين الدول بشأن هجمات على سفن الشحن في الخليج والبحر
المتوسط، مع اتهام إسرائيل بمسؤوليتها عن الهجوم على السفينة الإيرانية أثناء تواجدها في مياه
البحر المتوسط في طريقها إلى أوروبا، رغم أنها لم تعلق على الحادث".
وأشار إلى أن
"إسرائيل تقاتل طهران على جبهة بحرية سرية منذ 2019، وهاجمت 12 سفينة
إيرانية، بما فيها قرب لبنان، أو نقلت النفط أو الأسلحة من إيران إلى سوريا
متجاوزة العقوبات الأمريكية، فيما أعلن وزير الحرب بيني غانتس أن إسرائيل تعمل على
إحباط تحركات إيران في البحر، دون التعليق على الحادث الأخير، وتعطيل عمليات نقل
الأسلحة من إيران، والأمور المتعلقة بالأسلحة والقدرات العسكرية في الجو والبحر
والبر".
روني دانيئيل الخبير
العسكري الإسرائيلي قال إن "العقوبات الأمريكية على إيران، ومحاولتها منع
تحويل الأموال إلى سوريا وحزب الله، دفعت الأخيرة للتحايل عليها، لكن إسرائيل علمت
بذلك منذ فترة طويلة، ما جعلها تسعى لإبطائها، وإلحاق الضرر بها".
وأضاف في مقاله على
القناة 12، وترجمته "عربي21"، أن "الجهات الاستخبارية الإسرائيلية
تراقب عن كثب سلوك العديد من المنظمات المسلحة، بما فيها حركة حماس وحزب الله، للحصول
على الأموال والميزانيات التي تتدفق عليها، خاصة في ظل ما تعانيه من صعوبات
اقتصادية، فيما يبحث الإيرانيون، الذين لهم مصلحة واضحة في تعزيزهما، عن طرق
"إبداعية لدعمهما مالياً".
وأشار إلى أن
"المعلومات المتوفرة لأجهزة الأمن الإسرائيلية تتحدث عن أن إيران عثرت على عدة
طرق لنقل الأسلحة إلى حركة حماس وحزب الله، سواء في الطائرات أو على الطرق الصحراوية
بين السودان وسيناء وقطاع غزة. وقد قطع الجيش الإسرائيلي إلى حد كبير هذه الطرق..
طبعا لا توجد نجاحات مطلقة، وهنا تظهر في الصورة سفن النفط التي تضررت في البحرين
الأحمر والمتوسط".
ونقل عن "رئيس
هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي، حين تولى جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، أن
الحرب الاقتصادية التي تخوضها إسرائيل ضد تقليص قدرات حركة حماس وحزب الله، استمرار
لحروب أخرى، ولذلك فإن إصابة ناقلة النفط الإيرانية الأخيرة، تسبب في عدم وصولها
إلى وجهتها، ولعله ميناء طرطوس في سوريا، وبالتالي فإن أي سفينة من هذا القبيل لا
يمكن أن تستمر في رحلتها".
وأكد أن "إسرائيل
تقاتل الإيرانيين وحزب الله في سلسلة من الأعمال العنيفة والهادئة، وصحيح أن أياً
من أساليب العمل هذه لا تحقق نجاحًا بنسبة 100%، لكنها تؤدي جميعها بشكل تراكمي
إلى إبطاء وتيرة إعادة تأهيل حزب الله، وهذا أيضًا له قيمة كبيرة، ومن المحتمل أن
تنطلق أي سفينة متضررة لعدة أشهر من التعافي، قبل أن تتمكن من العودة إلى هذه الرحلات
البحرية الخاصة بها".