هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انتقادات واسعة واستياء كبير وجه لرئيس الحكومة التونسية السابق ورئيس حزب حركة " تحيا تونس" يوسف الشاهد، على خلفية مشاركته في القمة العالمية حول العالم ما بعد "كورونا" بدبي، يحضرها مسؤولون إسرائيليون.
ويشارك في المؤتمر المزمع عقده في دبي، نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإسرائيلي السابق سيلفان شالوم، ونائب رئيس بلدية القدس المحتلة فلور حسن ناحوم .
عدد لافت من النشطاء والسياسيين اعتبروا أن المشاركة "تطبيع مفضوح وصفعة لتونس"، إلا أن الشاهد اعتبر أن حضوره شخصي وتشريف له، وكل ما زاد عن ذلك مجرد مزايدات.
وأوضحت الناطقة الرسمية باسم حركة " تحيا تونس" هالة عمران، في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "الموضوع أخذ أكثر من حجمه، ومشاركة السيد يوسف الشاهد هي بصفته الشخصية وبصفته رئيس حكومة سابق لتونس، تمت دعوته لهذه الندوة الدولية التي ستشارك فيها شخصيات علمية رؤساء حكومات وزراء "، على حد قولها.
وقالت هالة عمران إن حلقة تدخل يوسف الشاهد "سيشارك فيها وزير دفاع سابق من اليابان، ووزير الدفاع من تايوان، سيريلانكا، ولا وجود لأي طرف من الكيان الصهيوني، ولن يجلس أو يتناقش معهم".
بدوره، نشر يوسف الشاهد ردا على صفحته الرسمية بخصوص مشاركته في الندوة "موازين القوى الدولية في عالم ما بعد الوباء" بدولة الإمارات، وقال إن مشاركته شخصية وتشريف له، واعتراف بأهمية رؤية تونسية لعالم ما بعد الوباء".
استياء
وأفاد رئيس جمعية أنصار فلسطين في تونس، مراد اليعقوبي، في تعليق لـ"عربي21" بخصوص المشاركة المرتقبة ليوسف الشاهد، بأن "الموقف مما يعتزم القيام به يعني أنه ممن يشتركون في إنكار القضايا الكبرى لدولهم، وأهمها قضية فلسطين، وقد عبر رئيس الحكومة السابق مهدي جمعة عن ذلك صراحة: دعونا من هذه القضايا الكبرى، ثم سار الشاهد على نهجه في تعيين روني الطرابلسي وزيرا للسياحة، رغم أن الجميع يعلم زياراته لإسرائيل للتعزية بمقتل مجرميها".
وأوضح رئيس جمعية أنصار فلسطين أن "الحقيقة أن مثل هذه السلوكات ليست غريبة على مثل هؤلاء ولا على المنظومات المهزومة التي تعتمدهم في التسيير خضوعا لإملاءات المستعمر القديم/ الجديد، وما هذه المظاهر إلا ما بدا من جبل الجليد، لأن جل الحكومات العربية أو كلها تسير قدما باتجاه التطبيع والخضوع لشروط العدو، وضغوط حماته من المجتمع الدولي الذي قنن وشرعن افتكاك الأرض لأصحابها بكل أسلحة الهيمنة والعنف".
وتوجه اليعقوبي بالدعوة إلى أن "الواجب والالتزام بقضايانا يحتم علينا اليوم منع أمثال هؤلاء من التمادي في التعامل مع العدو، وتنبيه الدول المطبعة الى أن ذلك يعد اعتداء على دولتنا وشعبنا وثورتنا التي يخشون انتشارها الى شعوبهم".
وأكد الأمين العام للحزب الجمهوري، عصام الشابي، أن مشاركة يوسف الشاهد، جنبا إلى جنب مع نائب رئيس وزراء الاحتلال السابق "سالفيان شالوم"، مرفوض بكل المقاييس الوطنية، وفيه خروج عن المواقف الثابتة للشعب التونسي من القضية الفلسطينية.
وأوضح أن "انعقاد هذه القمة يدخل في إطار تشجيع التطبيع العربي والتسويق له، وحلقة من حلقات مشروع صفقة القرن الذي رعته الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس ترامب، وهي بهذا المقياس طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني المكافح من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
فيما علق الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة)، سامي الطاهري، على المشاركة المرتقبة، واعتبر أنها "نوع من التطبيع، وستنهيه سياسيا، باعتباره خرق الإجماع التونسي، وأن الإمارات تهدف إلى جر البلدان إلى مستنقع التطبيع ".