هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انطلقت الثلاثاء انتخابات الكنيست الإسرائيلي الـ24، وهي الرابعة في أقل من عامين، وسط مخاوف من الذهاب إلى انتخابات خامسة وتبادل الاتهامات بين رؤساء الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة بشراسة من أجل الحصول على أصوات الناخب الإسرائيلي.
وفي سباق محموم مع فتح مراكز الاقتراع، حاولت الأحزاب "كسب دعم الناخبين ولا سيما المترددين، وهو ما يعرف بالأصوات العائمة"، بحسب قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية.
وزار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مستوطنة "رفافا"، وتعهد بمواصلة البناء في الضفة الغربية المحتلة، متهما منافسه رئيس حزب "أزرق أبيض" رئيس الوزراء بالتناوب بيني غانتس، بأنه "هو الذي حال دون إضفاء صبغة الشرعية على نقاط استيطانية عشوائية".
وجابت جرافة لنشطاء من "القائمة المشتركة" التي تضم 3 أحزاب عربية، هي الحركة العربية للتغيير "تاعل" والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة "حداش" والتجمع الوطني الديمقراطي "بلد"، شوارع تل أبيب، وأطلقوا هتافات تقول إن "هذه الجرافة لا تهدم منازل بل تبني مستقبلا مشتركا".
وذكر موقع "i24" الإسرائيلي، أن قوات الشرطة الإسرائيلية، تجري استعداداتها قبيل نشر نتائج الانتخابات، التي لا يتوقع لها الصدور بصورة نهائية قبل يوم الجمعة، وقال رئيس قسم العمليات في الشرطة: "نستعد أيضا لأعمال شغب أمام رموز السلطة وخلافات حول النتائج".
ويُجمع المراقبون الإسرائيليون على أنه
ما لم يتمكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من تشكيل حكومة جديدة، فإن من المرجح
عودة الإسرائيليين لصناديق الاقتراع بعد عدة أشهر.
وكانت انتخابات جرت في نيسان/ أبريل 2019 قد انتهت دون تمكن نتنياهو من تشكيل حكومة، فجَرت انتخابات أخرى في
سبتمبر/أيلول من ذات العام وانتهت الى نفس النتيجة.
ونتج عن الانتخابات الثالثة التي جرت
في آذار/مارس 2020، حكومة تناوب بين نتنياهو وزعيم حزب "أزرق أبيض" بيني
غانتس، غير أن هذه الحكومة سقطت قبل أن تبدأ ولاية غانتس، وتم حل الكنيست.
وفي خضم المعركة الانتخابية، تواصل التراشق الكلامي بين رئيس حزب "أمل جديد" غدعون ساعر ورئيس حزب "يمينا" نفتالي بينيت، وأوضح ساعر أنه لا يستبعد أن يخدم في حكومة برئاسة زعيم المعارضة مائير لابيد رئيس حزب "يوجد مستقبل".
وذكر ساعر المنشق عن حزب "الليكود" أنه لا يريد أن يقيد نفسه، ويتعهد بما لن يفي به، مؤكدا أن "بينيت ارتكب خطأ عندما أوضح أنه في جيب نتنياهو، وأنا لا أستعبد أيضا التناوب مع بينيت على رئاسة الحكومة".
اقرأ أيضا: 13 حزبا تنافس في الكنيست.. واحتدام المعارك الانتخابية
وعقب نتنياهو على تصريحات ساعر بقوله: "ذاب الثلج وبان المرج، وما أخفاه بينيت وساعر حتى الآن بات واضحا"، منوها إلى أن "التصويت لصالح أحدهما، سيجلبنا إلى انتخابات خامسة أو حكومة برئاسة لابيد".
أما رئيس القائمة العربية الموحدة "راعم"، منصور عباس الذي يخوض الانتخابات منفردا بعيدا عن "القائمة المشتركة"، فقدر أن حزبه سيشكل "بيضة القبان" في الانتخابات، بحيث يمكن أن يقرر من سيكون رئيس الوزراء القادم، مشترطا التوصية على "هذا المرشح أو ذاك، بإنجاز التسوية (الاعتراف بعدد من القرى غير المعترف بها من قبل الاحتلال) لسكان النقب البدو ومنحهم حقوقهم".
وتصاعدت حدة المنافسة بين الأحزاب والتي وصلت إلى حد قيام إسرائيلي يقيم في منطقة "بيت شميش" بالاشتباه فيه بتهديد رئيس حزب "يوجد مستقبل" يائير لابيد بالقتل، حيث جرى اعتقاله من قبل قوات شرطة الاحتلال، بحسب قناة "كان".
وفي سياق متصل، تستعد لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية لانتخابات 2021 بصورة "أكبر من أي وقت مضى، لمحاولات جهات سياسية التشكيك بالنتائج".
وبحسب القناة، فوجئت اللجنة من كمية الهجمات المرتبطة بمصداقية اللجنة، التي تؤكد أنها تواجه "هجمة غير مسبوقة"، حيث خططت اللجنة "لوضع مراقب مع كاميرا في كل مركز اقتراع، ولكن على ضوء انتشار مراكز الاقتراع الواسع والاستجابة المنخفضة، الصناديق في المناطق التي تعرف بأنها "حساسة" سيتم تزويدها هذه المرة باثنين من أمناء الاقتراع ومفتش واحد مع كاميرا، وفي حالات معينة سيتجول المفتش مع الكاميرا بين مركزي اقتراع".
وقدرت أنه "بسبب كثرة الأحزاب التي تقترب من نسبه الحسم؛ فإن احتساب عدد الأصوات سيستمر حتى يوم الجمعة المقبل.
وذكرت مديرة اللجنة المركزية للانتخابات أورلي عداس، أن "الأمر المركزي بنظرها حاليا، هو المحاولة لوصم نتائج الانتخابات والتشكيك بها".
وأضافت: "نشعر جميعنا بهذا في الأيام الأخيرة، ما يحدث في شبكات التواصل الاجتماعي، لا يمكننا تجاهل هذه الأمور، وآمل أن يكون الجمهور ذكيا بقدر كاف، وأن ينظر إلى الأمور كما هي، وعدم الانجرار خلف أمور لا يوجد أساس لها من الصحة".
ويخوض 13 حزبا انتخابات الكنيست الإسرائيلي الـ 24 وهي: "الليكود"، و"العمل"، و"أمل جديد"، و"هناك مستقبل"، و"يمينا"، و"شاس"، و"إسرائيل بيتنا"، و"أزرق أبيض"، "ويهدوت هاتوراة"، و"سموتريش"، إضافة إلى "القائمة المشتركة" العربية التي تضم 3 أحزاب عربية وحزب "القائمة العربية الموحدة" (راعم).
وحسب نتائج استطلاعات الرأي العام الإسرائيلية فإن نتنياهو سيواجه صعوبة في الوصول إلى 61 صوتا، المطلوبة لتشكيل حكومة.
ولكنّ الاستطلاعات ذاتها، تتوقع أن المعسكر الرافض لاستمرار نتنياهو برئاسة الحكومة، سيواجه أيضا صعوبات في تشكيل حكومة بديلة.
ويقول المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عميحاي أتالي، إن الانتخابات هي "حول شخص نتنياهو".
وكتب أتالي الأحد: "إنه إما محبوب أو مكروه، ولكنه دائمًا ما يثير مشاعر قوية"، وأضاف إن المعسكر الآخر "يشترك على أجندة واحدة: أي شخص ما عدا نتنياهو، سيفعلون أي شيء لضمان عدم إعادة انتخابه لفترة ولاية أخرى".
ولكن المعسكر المعارض لبقاء نتنياهو غير متجانس سياسيا، فهو خليط من أقصى اليمين مرورا بالوسط، إلى أقصى اليسار.
ويتقدم هذا المعسكر حزب "هناك مستقبل" الوسطي برئاسة يائير لابيد، ويضم أحزاب "يمينا" و"إسرائيل بيتنا" و"أمل جديد" ومن الوسط "أزرق أبيض" و"العمل"، ومن اليسار "ميرتس" إضافة إلى القائمة العربية الموحدة، وبالمقابل، فإن معسكر نتنياهو متجانس بالكامل بمواقفه اليمينية.
ويرجّح مراقبون إسرائيليون أن نتنياهو سيسعى لاستمالة حزب "يمينا" برئاسة نفتالي بينيت، إلى معسكره بمقابل إغراءات مثل حقيبة الدفاع أو الخارجية.
وإذا لم يكن "يمينا" كافيا، فإن نتنياهو قد يحاول استمالة "أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر، الذي ترعرع في حزب "الليكود" قبل ان ينفصل عنه مؤخرا، بسبب خلافاته الشخصية مع نتنياهو.
وعمليا، فإن بينيت وساعر لا يختلفان سياسيا مع نتنياهو، وخاصة فيما يتعلق بالملف الفلسطيني أو الإيراني، ولكنهما يعتقدان أن عليه تبرئة نفسه أولا من تهم الفساد.