هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "التايمز"، إن الثورة السورية التي انطلقت في البداية للاحتجاج على اعتقال وتعذيب ناشطين؛ غيرت ميزان القوة في الشرق الأوسط لأكثر من جيل.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها ترجمته "عربي21" أنه بعد عقد من الزمان، فإن هذه الثورة انتشرت في كل المنطقة وحطمت التحالفات القديمة، فيما أسست لتحالفات جديدة قد تستمر لجيل أو أكثر.
وفي التفاصيل ذكرت "التايمز" أن بغداد والقاهرة وبيروت ودمشق التي كانت قلب الحياة السياسية والثقافية للمنطقة، أصبحت في مراكز خلفية ونائية، حيث انتقلت عملية صناعة القرار إلى دول أربع هي: إيران والسعودية وتركيا وإسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن الخبير في المعهد الملكي للدراسات المتحدة بلندن، مايكل ستيفنز قوله، إن "رئيس النظام بشار الأسد لا يزال في قصره، مع أنه أضعف لدرجة أنه أصبح مجرد تابع لموسكو وطهران، وكل شيء تغير، فيما تركيا التي كان ينظر إليها كنموذج للديمقراطية الإسلامية في المنطقة وخرجت من عقود من الديكتاتورية العسكرية، رمت نفسها خلف المعارضة السورية، لكنها غيرت مسارها عندما شاهدت صعود تنظيم الدولة والأكراد السوريين".
وتابع: "إن تركيا وضعت قدمها بشكل دائم في الشرق الأوسط والسبب وجودها في سوريا. وهذا يعني أنها ستستثمر طويلا هناك. وهي الآن جزء من لعبة الشرق الأوسط".
أما السعودية التي دعمت في البداية الثورة السورية، فقد قامت بإصلاحات محلية، وإن كانت تجميلية، مثل السماح للمرأة بقيادة السيارات. وعلى المستوى الآخر فهي ديكتاتورية أكثر من أي وقت مضى. حيث وطد ولي العهد محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي سلطته عبر سلسلة من تهميش وملاحقة منافسيه. بحسب الصحيفة.
اقرأ أيضا: إندبندنت: هكذا أسهمت روسيا في تضليل العالم حول الحرب بسوريا
ورغم الخريطة العسكرية التي تنذر بالخطر على المنطقة، إلا أن إسرائيل ربما كانت الرابح الحقيقي من حرب سوريا فقبل عقد كانت فلسطين هي القضية المركزية في العالم العربي، حيث وقفت إسرائيل على جانب والبقية على الجانب الآخر، لكن حرب سوريا وصعود إيران أدى لتغير خطوط الصدع ليصبح النزاع بين السنة، والشيعة، وبخاصة من خلال التنافس السعودي- الإيراني، بدلا من النزاع العربي- الإسرائيلي.
واستطردت بالقول: "أدى ذلك إلى التقارب بين دول الخليج وإسرائيل باعتبار أن إيران هي العدو المشترك الآن. واتخذت إسرائيل خطوات لتحسين موقفها بين المعارضة لنظام الأسد من خلال توفير العناية الصحية لمقاتلي المعارضة والمدنيين الذين يعيشون قريبا من حدودها ومساعدة 98 من المتطوعين في الخوذ البيضاء وعائلاتهم على الفرار من سوريا".
ونقلت الصحيفة عن كارميت فالنسي، المؤلفة المشاركة في كتاب "قداس سوري" قولها، إن "النزاع في سوريا أسهم وبوضوح في اعتراف دول عربية، وبخاصة دول الخليج بالحاجة لمحور جديد يتكون من دول مستقرة وبراغماتية ويمكن أن يجلب الإزدهار للمنطقة وتلعب فيه إسرائيل دورا".
وختمت بالقول: "أصبح النهج قويا في المنطقة مع اكتشاف أن الولايات المتحدة لا تخطط للبقاء في الشرق الأوسط أو خوض حروب الآخرين". و"بالنسبة لإسرائيل يجب أن يكون التطبيع نقطة انطلاق لمبادرات جديدة، مع لبنان مثلا وتقوية العلاقات مع المجتمعات المحلية في سوريا وأبعد".