هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال موقع "جي زيرو" إن مصادر في البيت
الأبيض، أبلغته بأن الرئيس جو بايدن، يعتزم الاعتراف بما يسمى بأحداث عام 1915،
والتي يزعم الأرمن تعرضهم فيها لـ"الإبادة" على يد الدولة العثمانية.
وأشار الموقع في تقرير ترجمته
"عربي21"، إلى أن الفرنسيين فعلوا ذلك قبل نحو 20 عاما، والكنديون كذلك،
وبايدن وعد خلال حملته الانتخابية باتخاذ هذه الخطوة، في حال وصوله للبيت الأبيض.
ولفت إلى أن نائبة الرئيس كامالا هاريس، كانت
راعية لقرار مجلس الشيوخ إبان وجودها في كاليفورنيا، والذي صدر عام 2019، ومع وجود
توني بلينكن الآن في الخارجية، من الواضع أن أجندة الخارجية لبايدن، أكبر بكثير مما
كانت في عهد أوباما. وحتى عهد ترامب.
ورأى الموقع أن الرئيس السابق باراك أوباما،
كان تعهد بالاعتراف بما يسمى "إبادة الأرمن"، لكنه لم يفعل، ومستشاراه
السابقان مثل سامنثا باور، والنائب السابق لمستشار الأمن القومي بن رودس، "اعتذرا"
عن عدم فعل ذلك، وقالا إنه كان خطأ، ولم يكونا يريدان إزعاج الرئيس التركي رجب
طيب أردوغان.
وأضاف: "يدرك بايدن كل هذه المعطيات، عندما
قدم تعهده الخاص في المسألة، لكن من الواضح أنه لا يهتم كثيرا بتنفير الحكومة
التركية، خاصة أنه لم يحدد للحظة موعدا للمكالمة مع أردوغان، ومر شهران حتى الآن
رغم الإشعارات المتكررة".
وتابع الموقع: "المزاج يسوء، لقد سمعت
بالفعل في اليومين الماضيين من كل مسؤولي البيت الأبيض، ووزارة الخارجية، أن بايدن
كان غاضبا عندما صرح الرئيس التركي علنا، بانتقاد وصف الرئيس الأمريكي لبوتين بأنه
قاتل، وأن هذا الحديث غير مقبول".
وأشار إلى أنه ردا على خطاب من الحزبين بمجلس
الشيوخ، حول "الإبادة الجماعية"، قالت الإدارة الأمريكية إنها
"ملتزمة بتعزيز احترام حقوق الإنسان وضمان عدم تكرار مثل هذه الفظائع وجزء
حاسم من ذلك هو الاعتراف بالتاريخ".
وقال الموقع إن بلينكن، سيذهب هذا الأسبوع
إلى اجتماع وزاري لحلف شمال الأطلسي في أوروبا، وسيشمل اللقاء نظيره التركي وجها
لوجه، ومن الواضح أن واشنطن لا تريد "تفجير الملف" قبل ذلك اللقاء مباشرة،
لكن من الواضح أن هناك نية.
ونقل عن مستشار في البيت الأبيض قوله، ردا
على سؤال حول الاعتراف بـ"الإبادة": "هذا ما تعهد به كمرشح
وهذه هي السياسة التي تمضي قدما". كما نقل عن مسؤول ثان بالبيت الأبيض عن
احتمالية إصدار الاعتراف في الـ24 من نيسان/ أبريل، في موعد الذكرى السنوية، لأن
"بايدن رجل يلتزم بكلمته" وفق وصفه.
وقال إنه سيكون أول رئيس أمريكي يعترف بذلك،
ومن الواضح أن الرئيس التركي سيكون غاضبا جدا، للرد على ذلك.
اقرأ أيضا: تركيا تنتقد قرارا لمجلس نواب هولندا يتهمها بـ"إبادة الأرمن"
من جانبه استبعد المحلل السياسي والمحاضر في
جامعة ابن خلدون التركية برهان كورأوغلو، "إقدام الإدارة الأمريكية على اتخاذ
مثل هكذا خطوة".
وأوضح كورأوغلو، لـ"عربي21" أن مثل
هكذا اعتراف يعني الإساءة للعلاقة التركية الأمريكية، والتي هي ليست جيدة بالأساس،
بسبب الدعم الأمريكي لمنظمات تعتبرها أنقرة إرهابية، فضلا عن الضغوطات الممارسة بسبب
شراء منظومة أس 400 الروسية.
ولفت المحلل السياسي التركي، إلى أن "أي
دولة تتحرك بحرية أكبر في المنطقة، تستخدم ضدها أوراق ضغط، مثل مزاعم إبادة
الأرمن، والرؤساء الأمريكيون قبل بايدن لم يفعلوا هذا الأمر، بسبب تقديرهم
للعلاقات مع تركيا لكن هذا الرئيس سبق أن تعهد به قبل انتخابه، وكانت له مواقف
تتمنى نجاح الانقلاب العسكري عام 2016 للتخلص من أردوغان، هذا إضافة للوبي الأرمني
الناشط في الولايات المتحدة".
وعلى الصعيد التركي قال كورأوغلو، إن أردوغان،
تصرف بنوع من "اللامبالاة مع الاستفزازات الأمريكية في المنطقة، وبعض
التدخلات في سوريا وشمال العراق وإسرائيل، لكن رد الفعل التركي في حال الإقدام على
أي خطوة تجاه ملف المزاعم الأرمنية سيلحقه رد فعل تركي قوي وربما يصل لحد القطيعة
في العلاقات".
وشدد على أن "تركيا ثاني قوة في حلف
شمال الأطلسي، وأخطأت أمريكا معها حين تعاونت مع منظمات إرهابية بذريعة قتال داعش،
وأنقرة لديها الكثير من أوراق القوة والضغط التي يمكن أن تلعب معها في عدة مناطق،
وإذا كانت واشنطن حكيمة فلن تلجأ لهذه المسألة لأن ذلك يعني اقتراب تركيا أكثر من
روسيا، وهذا السيناريو لا يريده البيت الأبيض أبدا".
وكانت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، طالبت
الجمعة، الرئيس، جو بايدن، بالاعتراف بأن ما جرى للأرمن في العام 1915 هو
"إبادة عرقية".
لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، قالت إن
38 عضوا في المجلس بقيادة السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز، والجمهوري جون كورنين،
وقعوا على هذه الرسالة التي بعثت إلى بايدن.
الرسالة التي تضمنت أسماء أعضاء بمجلس الشيوخ
من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، أشارت إلى الخطاب الذي ألقاه بايدن العام
الماضي، وقال فيها الموقعون: "نكتب إليكم لتوجيه دعوة قوية للاعتراف رسميًا
بواقع الإبادة العرقية للأرمن".
وألمحت الرسالة إلى مشروعي قرارين مماثلين
دعيا للاعتراف بنفس الشيء، وتم إقرارهما في غرفتي الكونغرس، الشيوخ والنواب، عام
2019، مشددة على ضرورة انضمام إدارة بايدن للكونغرس من خلال الاعتراف بتلك الأحداث
على أنها "إبادة عرقية".
كما أن الرسالة التي ذكرت أن الإدارات السابقة
لم تتخذ خطوة رسمية في هذا الاتجاه والتزمت الصمت، دعت إدارة بايدن إلى كسر حاجز
الصمت بهذا الخصوص.