هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استبعد محللون أتراك نشوب حرب بين روسيا وأكرانيا، رغم التوتر الجاري وإصرار الولايات المتحدة، مشيرين إلى الحراك الأمريكي في البحر الأسود.
وأعلنت تركيا أمس الجمعة، بأن الولايات المتحدة أبلغتها بأنها سترسل سفينتين حربيتين إلى البحر الأسود، في ظل التوتر بين روسيا وأوكرانيا.
وقالت الكاتبة التركية سيفيل إسماعيلوف، في مقال على صحيفة "ستار"، إن الولايات المتحدة ترغب باستغلال أوكرانيا لتصفية حساباتها مع روسيا.
وأشارت إلى أنه لكي يطول أمد الأزمة الأوكرانية مع روسيا، المطلوب من أوروبا أن تتوافق مع الولايات المتحدة في سعيها، لأن الأخيرة لا يمكنها القيام بأي حملات وحدها.
وتابعت، بأن الأمر مختلف بالنسبة لأوروبا، التي تجنبت منذ فترة طويلة اتخاذ موقف منحاز في سيناريو التوتر الأمريكي مع روسيا، كما أنها في أوكرانيا ينظر إليها على أنها أحد الأطراف التي لا تتبنى خطاب الحرب مع موسكو.
وأشارت إلى أنه على سبيل المثال، فإن ألمانيا لا تريد مواجهة روسيا، بسبب المصالح المشتركة، وتدرك جيدا الخسائر التي قد يجنيها الاقتصاد الألماني من السوق الروسي، وعليه تصر على عدم الانخراط في مغامرات جديدة، لأنها ستدفع ثمنا باهظا في محاربة الروس.
وأشارت إلى أنه إذا اندلعت الحرب وهو ما تخطط له واشنطن، فإن من سيدفع الثمن هي الدول الحليفة للولايات المتحدة القريبة من روسيا.
اقرأ أيضا: تحرك أمريكي نحو البحر الأسود.. ودعوة روسية لخفض التوتر
وتابعت بأن الولايات المتحدة لا ترغب بالانخراط المباشر بالحرب، ولا تسعى للدخول في حرب ساخنة، والتي قد تمتد إلى المحيط الهادئ، مما يشكل تهديدا لها.
وأضافت أن إرسال واشنطن سفنا حربية إلى البحر الأسود، يعد عملا استعراضيا، ضمن حملة أولى لها هناك، يتم فيها قياس رد فعل روسيا، وعند النظر إلى بيان الأدميرالات في تركيا، فإنه يفهم بأن الحراك الأمريكي نتيجة لتخطيط مدروس طويل المدى.
وتابعت أنه ليس من قبيل الصدفة طرح تساؤل لرئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب بشأن اتفاقية مونترو، وإثارة الجدل بعدها، وإصدار بيان من الأدميرالات المتقاعدين الأتراك.
وأشارت إلى أن تركيا ليست طرفا في الأزمة الحالية بين أوكرانيا وروسيا في الوقت الراهن، وينظر لها على أنها الطرف الوحيد الذي قد يقود حراك التهدئة إذا لزم الأمر.
وذكّرت الكاتبة التركية، بالموقف الأمريكي والغربي تجاه احتلال جورجيا، والذي لم يتجاوز سوى بيانات الإدانة، والتي تتكرر الآن مع أوكرانيا دون حصول البلدين على عضوية "الناتو".
وأشارت إلى تصريحات الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، التي أكد فيها أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ بلاده هي عضوية الناتو، وهو ما دعمه البيت الأبيض في بيان مع تحريك سفن حربية للبحر الأسود بشكل حرض روسيا على مراجعة استعداد الجيش للحرب.
وأضافت أن الولايات المتحدة راضية عن أن قضية عضوية أوكرانيا في "الناتو" دخلت حيز التنفيذ لإشراك الدول الغربية، ولكن بعد ضمان وحدة أراضيها، وهذا يعني أنها ستقاتل وحدها من أجل تحقيق ذلك، مشيرة إلى أنه لن يأتي أحد ليقاتل ضد روسيا، والأمر ذاته حدث مع جورجيا.
وأكدت أن الولايات المتحدة تصر على أن تندلع حرب بين أوكرانيا وروسيا، لأن ذلك يصب في صالحها في منطقة البحر الأسود.
اقرأ أيضا: روسيا تتوقع طريقا مسدودا مع أوكرانيا.. ورسالة أمريكية
الكاتب التركي، باريش دوستر، قال في مقال على صحيفة "جمهورييت" المعارضة، إن التوتر الجاري بين أوكرانيا وروسيا، يثير القلق بالنسبة لتركيا، لأن اتفاقية المضائق "مونترو" قد تكون في صميم المشكلة.
وأشار إلى أن الحراك الأمريكي في البحر الأسود، هو موقف يسعى لاستفزاز أوكرانيا ضد روسيا، ويصعد من التوتر، لافتا إلى أن الولايات المتحدة ما تريده هو أن يكون لها قاعدة، وتظهر علمها هناك.
وأضاف أن الحراك الأمريكي يأتي رغم وجود ثلاث دول في البحر الأسود بعضوية "الناتو" وهي تركيا ورومانيا وبلغاريا، فيما تحاول أوكرانيا وجورجيا الانضمام، مشيرا إلى أن هذه الدول تسعى لأن يكون البحر الأسود أكثر أمانا واستقرارا في العالم.
وأوضح أن الولايات المتحدة بالانتشار في البحر الأسود تسعى لمحاصرة روسيا من الجنوب، وتركيا من الشمال، وإحداث شرخ بين موسكو وأنقرة.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة بانتشارها بالبحر الأسود تسعى لوضع حد ما بين تركيا، وآسيا الوسطى ومنطقة القوقاز وأوراسيا.
وأضاف أن الرفض الأمريكي لاتفاقية "مونترو" سببه عدم تمكنها من السيطرة على منطقة البحر الأسود، بسبب الشروط المفروضة على سفنها بموجب الاتفاقية.
وأشار إلى أنه لا أحد يتوقع بأن تنشب حرب بين روسيا وأوكرانيا، والجميع يعلم بأن الولايات المتحدة تستخدم ورقة كييف في المنطقة وتحرضها ضد موسكو من أجل انتشارها في البحر الأسود.