هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا عن توسع تنظيم الدولة، في ما أسمتها "الدول المسيحية بأفريقيا".
وقالت في التقرير الذي ترجمته "عربي21"؛ إن التنظيم في وسط أفريقيا قام بهجوم قاتل على الكونغو وموزامبيق متعاونا مع حركات التمرد المحلية.
وأضافت أن تنظيم الدولة انهار في العراق وسوريا، لكن عناصره ظهروا من أدغال الكونغو على "يوتيوب"، يعلنون "عودة الخلافة" في وسط أفريقيا.
وقال رجل قدم نفسه على أنه عربي يحمل رشاشا كبيرا محاطا بمجموعة من المقاتلين: "أدعو كل المسلمين في العالم الانضمام إلينا في الكونغو"، و "أقسم بالله أن هذه هي أرض الدولة الإسلامية".
ورفض المحللون شريط الفيديو، واعتبروه محاولة دعائية من التنظيم الذي فقد سيطرته لكي يعود إلى عناوين الأخبار.
اقرأ أيضا: تنظيم الدولة يسيطر على مدينة كاملة بموزمبيق غنية بالغاز
ولكن ولاية تنظيم الدولة في وسط أفريقيا، توسعت بعد ثلاثة أعوام من خسارة التنظيم مناطقه في العراق وسوريا، لدرجة فرض الخارجية الأمريكية عقوبات على الجماعة وقيادتها لأول مرة.
وفي نهاية شهر آذار/ مارس سيطر مقاتلو التنظيم على بلدة مهمة في موزامبيق، بعد فرض حصار عليها وقتل العديد من السكان، وفرار آخرين إلى الغابات والمستنقعات القريبة.
وأجبر الهجوم شركة "توتال" الفرنسية على سحب كل موظفيها من مشروع الغاز، وكلفته 16 مليار دولار إلى جانب ألفي لاجئ.
وتوسعت "ولاية الدولة الإسلامية في وسط أفريقيا" بشكل كبير، وتحالفت مع جماعات مسلحة في الكونغو وموزمبيق بشكل جعلها، بحسب موقع "سايت" الأمني أخطر الفروع التابعة لتنظيم الدولة.
ويقود الفرع التابع للتنظيم، اليوغندي موسى بالوكا، حيث كانت الحركة الكونغولية سابقا تحالف القوى الديمقراطية. وقتل 849 مدنيا في عام 2020، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية. ويكشف صعود ولاية تنظيم الدولة في وسط أفريقيا عن الطريقة التي تشكل فيها التنظيم إلى عدو جديد، وتعاون مع عدد مختلف من الحركات المحلية التي تبنت رؤيته.
وبعد فشله بسوريا والعراق، بدأ بالتوسع في أفريقيا، ليبيا وشمال نيجيريا ومنطقة الصحراء. وكما هو الحال في تجاربه السابقة، فقد كانت أولى هجماته ضد المجتمعات المسلمة.
وبدأ الآن بالتوسع في الدول المسيحية ويتعاون مع الحركات المتشددة التي ظهرت داخل الأقليات المسلمة المحرومة فيها. ولم يعد يركز للسيطرة وبناء وجود على الأرض، بل ويقوم بالتعاون مع الحركات المحلية وخوض حرب عصابات وتحسين مستويات التدريب والدعاية، ما يعطي انطباعا أنه لا يزال قادرا على ضرب المصالح الغربية في مناطق غير متوقعة.
وأصبحت الحركات المحلية متحالفة مع التنظيم الذي يستخدمها لأغراض الدعاية ويوفر لها الدعم والتدريب، ولكنه لا يشرف على العمليات اليومية كما فعل في العراق وسوريا.
وتعد الكونغو التي تبلغ فيها نسبة المسيحيين 95% وبدون تاريخ مع الحركات الجهادية، مثالا متطرفا. فحركة تحالف القوى الديمقراطية نشأت في التسعينيات، عندما قاوم مسلمون في يوغندا معاملتهم من نظام يوري موسيفيني. واضطرت الحركة للانتقال إلى شرق الكونغو بعد الضغوط التي تعرضت لها في يوغندا.
ويعتبر شرق الكونغو منطقة تنتشر فيها الجماعات المسلحة التي تبحث عن المعادن وبدون سيطرة كبيرة من الحكومة المركزية.
اقرأ أيضا: تنظيم "الدولة" في موزمبيق اعتمد على جذور نزاع محلية
ويقول منشقون عن ولاية تنظيم الدولة في وسط أفريقيا؛ إن هناك عددا قليلا من المقاتلين العرب، وإن الشخص الذي أعلن قيام تنظيم الدولة في الكونغو هو تنزاني. وقاد التنظيم سلسلة من العمليات الجريئة منها عملية تحرير زملاء لهم في سجون شرق الكونغو وتجنيد آخرين.
واستطاعوا في عملية تحرير 1.300 سجين.
وقال الجيش الكونغولي؛ إنه استطاع العثور على جثتي مقاتلين عربيين في كانون الأول/ ديسمبر، اللذين كانا يعملان كمدربين.
وزاد عدد الجماعة من حوالي 200 إلى 1.500 مقاتل بحسب المخابرات اليوغندية، ولديها روابط بالتمرد في موزمبيق والهجوم على ميناء بالما الشهر الماضي.
ومن بين القتلى في هجوم الشهر الماضي على البلدة، بريطاني وجنوب أفريقي، قتلا عندما حاولا الفرار من فندق كان يقيم فيه العمال الأجانب.
وأثار الهجوم الذي حدث في أثناء عمليات تدريب تشرف عليها قوات العمليات الخاصة الأمريكية القلق داخل إدارة جوزيف بايدن، التي تعيد النظر في سياستها تجاه تنظيم الدولة في أفريقيا.
وبموجب العقوبات، يجب تجميد حسابات التنظيم في الكونغو وموزمبيق، وكذا حسابات بالوكا ومسؤول التنظيم في موزمبيق أبو ياسر حسن.
ولم يكن تحالف القوى الديمقراطية هدفا سهلا لتنظيم الدولة، فقد قاتل التنظيم مرة إلى جانب حركات وثنية مسلحة ومسيحية، بحسب أحد المنشقين عنه.
وانضمت النساء والأطفال للقتال، كما فعل "أشبال" التنظيم في سوريا والعراق. وفي عام 2017 وبعد فترة قصيرة من شريط فيديو لولاية تنظيم الدولة في وسط أفريقيا، سافر عبد الرحمن سالي، 25 عاما من يوغندا إلى شرق الكونغو بناء على دعوة من والده عبد الرحمن وساوا، عالم الدين الذي زعم أن المسلمين اضطهدوا في يوغندا بعد سقوط عيدي أمين عام 1979. وهو مختف الآن في يوغندا، ويقول ابنه؛ إنه اعتقد أن الزيارة من أجل الانضمام لوالده، لكن تم جره نحو تنظيم الدولة، وتلقى تدريبا على يد سوري طلب منه العمل على توسيع التنظيم في وسط أفريقيا.
وحصل على التدريب العسكري والأيديولوجي وقاتل معهم لعدة شهور، وداهم مزارع موز للطعام.
وعندما لاحظ واساوا ابنه يتدرج في سلم القيادة طلب منه قتل مقاتلة عمرها 14 عاما، وحذر من أنه سيواجه المصير نفسه لو حاول الفرار. وهو واحد من المنشقين تحت حماية الحكومة في كامبالا.
ويقول خبراء الأمن الغربيين؛ إن "الجهاديين لم ينفقوا سوى مليون دولار على الحركات الجديدة أي نسبة 1% من خزينة الحرب التي تقدرها الأمم المتحدة بـ 100 مليون دولار".
وأنفق التنظيم أكثر على دول لها تاريخ في التمرد مثل ليبيا وأفغانستان وليبيا. وفي عام 2015 كانت حركة تحالف القوى الديمقراطية في حالة من الضعف بعد مقتل زعيمها جميل موكولو. ولم يتم الاتفاق على تعيين بالوكو، ولكنه فكر بطريقة لتقوية موقعه من خلال التحالف مع تنظيم الدولة.
وفي مراسلة حصلت عليها المنظمة غير الربحية "بريدجوي"، قال لأحد رجاله: "كنا نحن من جلس وقرر الانضمام لتنظيم الدولة؛ لأنه يدعو لإقامة الدولة الإسلامية في العالم". وتباهى بأن حركته تحظى بدعم "بيض" أي من الشرق الأوسط.
وقال المنشقون؛ إن وضع الحركة بدأ بالتحسن عندما قام وليد أحمد زين، من كينيا بإرسال التبرعات إلى بالوكو. وكان زين يحصل على المال من والده الذي سافر إلى سوريا، وأصبح مسؤولا في تنظيم الدولة.
وفي 2018 و2019، قال سالي؛ إنه شاهد في أثناء وجوده في المعسكر بشرق الكونغو كيسا من المال في بيت طيني يعود إلى بالوكو. وحصل المقاتلون على إمدادات جديدة على ألواح للطاقة الشمسية لشحن البطاريات والمناظير الليلية، وكلها تحمل عبارات عربية.
ومع الأسلحة الجديدة، كان باستطاعة التنظيم شن هجمات جريئة. وزعم أنه 118 هجوما حتى تشرين الأول/ أكتوبر 2020، بحسب مجلة التنظيم "النبأ"، وحرر أكثر من 900 من السجناء.
وقال منشقون؛ إن الأموال التي وصلت من الكيني استخدمت لشراء نترات الأمونيوم وأجهزة التوقيت التي تستخدم بصناعة القنابل البدائية.
وأصبح التنظيمان متكاملين، حيث بات التنظيم الكونغولي يشن هجمات نيابة عن التنظيم في موزمبيق، بحسب تقرير لمشروع التطرف في جامعة جورج واشنطن عن فروع التنظيم.