هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت نقابة الصحفيين اليمنيين، الاثنين، عن اقتحام مسلحي جماعة الحوثي، مقر مؤسسة إعلامية محلية في صنعاء، والاستيلاء عليها.
وقالت النقابة في بيان اطلعت "عربي21" على نسخة منه، إنها تلقت بلاغا من المدير التنفيذي لشركة "يمن ديجيتال"، طه المعمري، يفيد فيه بقيام سلطات الحوثيين بصنعاء يوم الأحد، بحجز شركته التي تقدم خدمات إعلامية للقنوات التلفزيونية وتلفيق تهم ضده بهدف الاستيلاء على الشركة التي تعمل في مجال الخدمات الإعلامية منذ العام 2004م.
وأضافت أن جنودا قاموا بإغلاق الشركة وتحريزها ومنع الموظفين من دخولها، كما أنهم قاموا بمصادرة سيارة الشركة وتعيين مدير خاص للشركة يتولى مهمة التنسيق مع عملاء الشركة، وقاموا بتعيين حراس آخرين، بحسب بلاغ المعمري.
وعبرت نقابة الصحفيين، عن إدانتها لهذه الواقعة الخطيرة، مطالبة ما سمتها "سلطة الأمر الواقع"، أي الحوثيين، بإنهاء هذه الإجراءات التعسفية المقيدة لحرية الإعلام والتضييق على الاستثمار الإعلامي.
واستنكر البيان الزج بالمؤسسات الإعلامية في الصراع، والإصرار على القضاء على كل مؤسسة غير تابعة لها، وتلفيق التهم جزافا مع كل شيء لا يتطابق وهوى سلطات الأمر الواقع بصنعاء.
وحملت النقابة اليمنية الحوثيين مسؤولية هذه الممارسات، مؤكدة أن الاتهامات التي تم توجيهها للشركة ومديرها غير صحيحة حيث إن أمر الحجز جاء دون أن يتم إشعار الشركة بأي تهمة أو استدعاء أو حكم صادر ضد مديرها وهي تعمل بشكل متواصل.
اقرأ أيضا: "الحوثي" تعلن قصف "هدف حساس" بقاعدة الملك خالد بالسعودية
ودعت النقابة المنظمات المعنية بحرية التعبير وفي مقدمتها اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين التضامن مع شركة يمن ديجتال والضغط لإنهاء هذه الإجراءات القمعية.
من جهة أخرى، أفاد بيان صادر عن مرصد الحريات الإعلامية التابع لمركز الدراسات والإعلام الاقتصادي (مستقل) بأن الحوثيين وجهوا تهما عدة منها "التخابر مع دول أجنبية"، لمدير شركة "يمن ديجتال"، التي تم اقتحامها ومصادرتها في صنعاء.
وقال البيان الذي اطلعت "عربي21" على نسخة منه، مساء الاثنين، إن أفراد أمن ومندوبين من المحكمة الجزائية المتخصصة (محكمة أمن الدولة) وصلوا إلى مبنى الشركة لإشعارهم بالحجز القضائي واتهام مديرها المعمري بـ"اقتراف جرائم ماسة بأمن الدولة وإعانة العدوان والتخابر مع دولة أجنبية".
وبحسب مرصد الحريات الإعلامية فإن هذه التهمة، عادة ما وجهت للعديد من الصحفيين في وقت سابق، فيما نفى المعمري تلك التهم.
وتأسست "يمن ديجتال" في العام 2004، كمؤسسة تقدم خدمات إعلامية للقنوات التلفزيونية المحلية والعربية والدولية، حسبما ما نقل المرصد عن مديرها، ولم يسبق أن تلقت إشعارا بمخالفات، والذي اعتبر أن توجيه مثل هذه التهم هو مبرر لمصادرة معدات الشركة وإيقاف عملها.
وأدان مرصد الحريات الإعلامية ما وصفه بـ"الانتهاك الصارخ لحرية الرأي والتعبير الذي كفله الدستور والقوانين والمواثيق الدولية"، مؤكدا أن هذا التصرف سلوك يفتقر لأية مسوغات قانونية.
ودعا المرصد اليمني إلى سرعة التوقف عن هذه الانتهاكات، محملا جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عنها، ومطالبا في الوقت ذاته، بوقف الممارسات العدائية ضد الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام.
ويعيش الصحفيون اليمنيون، وضعا شديد الخطورة، حيث القتل والسجون، فخلال الربع الأول من العام الجاري، تم توثيق 24 حالة انتهاك تعرض لها الصحفيون؛ منها 7 حالات اعتقال واحتجاز حرية وملاحقة، و7 حالات محاكمات واستدعاء، وحالتا مصادرة مقتنيات وممتلكات الصحفي، إضافة إلى حالتي اعتداء وتهديد، وفق تقرير صادر عن نقابة الصحفيين مطلع الشهر الجاري.