هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يقوم رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبدالحميد الدبيبة، غدا، بزيارة إلى مدينة بنغازي، لأول مرة منذ منح حكومته الثقة، مصطحبا جميع وزراء الحكومة، وسط تساؤلات عن أهداف ورسائل وأسباب هذه الخطوة، وما إذا كان الدبيبة سيلتقي اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
ووجه "الدبيبة" خطابا رسميا لكل وزراء حكومته لحضور الاجتماع الوزاري العادي الثالث، في مقر ديوان مجلس الوزراء ببنغازي، دون مزيد من التفاصيل حول اللقاءات أو الشخصيات التي سيلتقي بها الدبيبة خلال زيارته لشرق البلاد.
"تهديد"
وبعد الإعلان رسميا عن الزيارة، شنت مجموعة كبيرة من ناشطين وبعض المحسوبين على تيار المداخلة والموالين لحفتر حملة تحريضية ضد "الدبيبة"، رافضين زيارته إلى مدينتهم، واتهامه بمعاداة "الجيش"، وأنه غير مرحب به.
وتناقلت وسائل إعلام محلية، أن بعض الموالين لحفتر هددوا بإمكانية استهداف الدبيبة خلال الزيارة.
اقرأ أيضا: منظمة ليبية تدعو الحكومة لإنهاء انتهاكات حفتر ببنغازي
"ميزانية الجيش"
من جهته، أكد وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي، أن "لقاء رئيس الحكومة بحفتر سيكون مقتصرا على كيفية توحيد الجيش، حتى تتمكن الحكومة من تخصيص ميزانية وزارة الدفاع، أما بخصوص الزيارة وعقد اجتماع وزاري في بنغازي، فربما سيطرح فيه طلبات المواطنين بالمدينة التي لم تتحقق في عهد الحكومات السابقة"، وفق معلوماته.
وأشار في تصريحات لـ"عربي21"، إلى أن "حملة الرفض والتحريض ضد الزيارة مستغربة، خاصة أن هذه الحكومة هي حكومة وحدة وطنية ناشئة، وتصريحاتها مقبولة لدى المواطن، فلم تشن عليها حملة رافضة لزيارة بنغازي، وهي المدينة التي لم تر اهتماما سابقا"، وفق قوله.
"فك العزلة"
في حين أوضح الضابط من الشرق الليبي، العقيد سعيد الفارسي، أن "الدبيبة يريد بهذه الزيارة فك العزلة التي فرضها حفتر على الشرق الليبي، لكن ربما يحاول الأخير منع الحكومة من دخول بنغازي أصلا بحشد البلطجية، وما يسمون أولياء الدم؛ لإحداث فوضى، وربما إفساد الزيارة برمتها".
لكنه استدرك قائلا لـ"عربي21": "إلا إذا كانت الزيارة والتحركات جاءت تحت حماية وضغط دولي، خاصة من قبل الإدارة الأمريكية، فلن يستطيع حفتر إفساد الخطوة، لكن في العموم لن يحدث استقرار، ولن تتحرك الحكومة بأريحية في ظل وجود حفتر الذي يجهز لحرب قادمة لدخول العاصمة"، وفق تصوره.
"هجوم لرفض التوافق"
الصحفي من بنغازي، محمد الصريط، وصف الزيارة بأنها "نقلة إيجابية في مشوار التوافق الليبي، وهي تعكس دلالات كثيرة، منها التأكيد على شرعية الحكومة، وأنها تمثل كافة الليبيين بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم السياسية، من خلال وحدة مؤسسات الدولة التي عانت من انقسام استمر أكثر من 6 سنوات".
اقرأ أيضا: "المنقوش" تثير جدلا حول قوات تركيا في ليبيا.. والخارجية توضح
وأضاف أن "الدبيبة ليس معنيّا بلقاء قيادات عسكرية بعينها، فمشروعه مؤقت، وهو إصلاح ما نتج من انقسام، وغالبا مجهوداته ستكون تنموية، لكن مع الجدل الذي حدث مؤخرا يمكن أن نتوقع لقاءه بعض القيادات العسكرية في الشرق، كنوع من التأكيد أنه يمثل الكل".
وتابع خلال تصريحه لـ"عربي21": "أما مسألة التحريض والهجوم على الزيارة، فيقف وراءها رافضو التوافق من البداية، بالتالي هي نتيجة طبيعة لترجمة وتفسير بعض التصريحات التي قد تفهم وتؤول بشيء من السلبية".