هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
صعدت أسعار الذهب، الخميس، بعد أول خطاب للرئيس الأمريكي جو بايدن أمام الكونغرس، وبيان مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي) الذي تسبب في انخفاض الدولار، فيما واصلت أسعار النفط ارتفاعها بدعم من تفاؤل بشأن تعاف قوي للطلب العالمي على الوقود.
كان الاتحادي قال أمس الأربعاء إنه من السابق لأوانه التفكير في التراجع عن دعمه الطارئ في وقت لا يزال فيه الكثير من العاملين فاقدين لوظائفهم بسبب الجائحة.
وارتفع الذهب في التعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 1784.26 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0538 بتوقيت غرينتش. وارتفعت عقود الذهب الأمريكية الآجلة 0.6 بالمئة إلى 1784.40 دولار للأوقية.
وهبط مؤشر الدولار 0.1 بالمئة مقابل عملات رئيسية أخرى، ما يعزز الإقبال على الذهب بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
وقال جيفري هالي المحلل لدى أواندا: "ظل مجلس الاحتياطي الاتحادي قريبا من نبرته المائلة للتيسير الليلة الماضية في آخر اجتماع للجنة الاتحادية للسوق المفتوحة. ومع إزالة نقطة المخاطرة هذه، هرع المستثمرون مرة أخرى إلى تعاملات مدفوعة بالتعافي العالمي، ما حدا بالدولار إلى الانخفاض، مع بقاء عائدات السندات الأمريكية دون تغيير".
ومما زاد من جاذبية الذهب، خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن لحزمة شاملة بقيمة 1.8 تريليون دولار للأسر والتعليم، والتي كشف عنها في أول خطاباته بالكونغرس.
ويميل الذهب للاستفادة من إجراءات التحفيز واسعة النطاق لأنه يعتبر تحوطا في مواجهة التضخم.
بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفع البلاديوم 0.7 بالمئة إلى 2947.96 دولار للأوقية، وذلك بعد أن بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق عند 1962.50 دولار يوم الثلاثاء.
وصعد البلاتين 0.2 بالمئة إلى 1221.76 دولار، وربحت الفضة 0.8 بالمئة لتسجل 26.38 دولار للأوقية.
الدولار بمستوى متدن
وقبع الدولار قرب أدنى مستوياته في تسعة أسابيع، الخميس، إذ أعطى إصرار رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي على توقعات تميل للتيسير وخطط إنفاق جريئة من البيت الأبيض الضوء الأخضر لانكماش في التعاملات العالمية.
يتسبب أيضا دفع الرئيس جو بايدن في اتجاه حزمة إنفاق أخرى بقيمة 1.8 تريليون دولار في إثارة احتمالات ارتفاع عجز الميزانية وعجز التجارة بالولايات المتحدة، وهي نقطة حساسة على طول الخط بالنسبة للدولار.
وكان اليورو أكبر مستغلي الفرصة ببلوغه أعلى مستوياته منذ أواخر شباط/ فبراير عند 1.2149 دولار قبل أن يستقر عند 1.2134. ويفتح كسر مستوى المقاومة عند 1.2114 الطريق أمام استهداف مستويات تتراوح بين 1.2196 و1.2242 دولار.
يتناقض ميل الاتحادي للتيسير بشكل واضح مع بنك كندا المركزي الذي بدأ بالفعل تخفيف شرائه للأصول، ما دفع الدولار للهبوط إلى قاع ثلاث سنوات أمام الدولار الكندي عند 1.2287 دولار كندي.
وجاء هبوط ملحوظ آخر مقابل الكرونة النرويجية، إذ سجل الدولار أدنى مستوياته منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2018 عند 8.1460 كرونة.
وحققت الكرونة زيادة بفعل ارتفاع أسعار النفط، إذ دعم التعافي الاقتصادي العالمي الطلب على السلع الأساسية، وهو اتجاه يفيد أيضا الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي.
وفقد الدولار كثيرا من مكاسب الأسبوع أمام الين، ليعاود النزول إلى 108.55 من أعلى مستويات أمس الأربعاء عند 109.07. وتتسبب عطلة باليابان في جعله داخل نطاق محدود في التعاملات الآسيوية.
ومقابل سلة من العملات، كان الدولار قرب قاع تسعة أسابيع عند 90.543، ليكون على مسافة طويلة من ذروة ارتفاعاته عند 93.439 التي بلغها في نهاية آذار/ مارس.
صعود النفط
وفي أسواق الطاقة، واصلت أسعار النفط المكاسب، الخميس، بعد ارتفاع واحد بالمئة في الجلسة السابقة، إذ طغت توقعات إيجابية بشأن تعافي الطلب هذا الصيف على مخاوف بشأن تأثير زيادة وتيرة الإصابات بكوفيد-19 في الهند واليابان والبرازيل.
وصعد خام برنت تسليم حزيران/ يونيو 22 سنتا بما يعادل 0.3 بالمئة إلى 67.49 دولار للبرميل بحلول الساعة 0405 بتوقيت غرينتش، في حين بلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم حزيران/ يونيو 64.04 دولار للبرميل، بزيادة 18 سنتا أو 0.3 بالمئة.
وتمسكت مجموعة أوبك+ التي تضم منظمة أوبك وروسيا وحلفاءهما بخططها للتخفيف التدريجي للقيود على إنتاج النفط من مايو أيار إلى يوليو تموز، وذلك بعد أن رفعت أوبك قليلا توقعاتها لنمو الطلب في 2021 إلى ستة ملايين برميل يوميا. وتتوقع المجموعة أيضا بلوغ المخزونات العالمية 2.95 مليار برميل في يوليو تموز، وهو ما يقل عن متوسط 2015- 2019.
وقال محللون لدى سيتي: "تشير نظرة أكثر قربا إلى وضع مخزونات النفط العالمية إلى أن السوق قد تكون أقرب إلى نقطة التوازن مما ربما تعتقد أوبك+"، مضيفين أن السوق استوعبت معظم مخزونات الخام المتراكمة، غير أنه لا يزال يتيعن العمل على صعيد مخزونات المنتجات المكررة.
ويتوقع البنك أن ترفع حملات التطعيم في أمريكا الشمالية وأوروبا الطلب على النفط إلى قمة غير مسبوقة عند 101.5 مليون برميل يوميا هذا الصيف، لكنه حذر من أن تصاعد وتيرة الإصابات بكوفيد-19 في الهند والبرازيل ربما يؤثر على الطلب المحلي في حال فرضت من جديد إجراءات إغلاق أوسع نطاقا.
واتجهت أنظار المستثمرين إلى ارتفاع في معدلات تشغيل المصافي في الولايات المتحدة وتراجع مخزونات نواتج التقطير الأسبوع الماضي، وهو ما أفادت به بيانات أصدرتها إدارة معلومات الطاقة أمس الأربعاء.
وزادت مخزونات الخام الأمريكية 90 ألف برميل الأسبوع الماضي، وهو أقل بكثير من توقعات المحللين التي كانت لزيادة 659 ألف برميل.