هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "تقرير المنظمة الدولية الأخير الذي اتهم إسرائيل بتنفيذ سياسة الفصل العنصري تجاه الفلسطينيين، يعطينا انطباعا بأن العالم كله ضدنا".
وأضاف جاكي خوجي محرر الشؤون الغربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، في مقال بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أن "تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش، وهي إحدى أكبر منظمات حقوق الإنسان في العالم، شكل إلقاء قنبلة على أبوابنا، عقب نشرها تقريراً شاملاً يفحص طبيعة السيطرة الإسرائيلية على الفلسطينيين".
وأشار إلى أن "التقرير الحقوقي الدولي جاء في مائتي صفحة، ورغم أن واضعيه تجنبوا مقارنة وضع إسرائيل مع جنوب أفريقيا، لكن الواضح أن الاتجاه السائد في إسرائيل يذهب نحو تقوية الأغلبية اليهودية في شرق القدس على العرب، وفرض سيطرة عسكرية على المناطق الفلسطينية، ووثقت المنظمة تصريحات رئيس الوزراء بخصوص تطبيق خطة الضم في الضفة الغربية، ووجدوا أن النية ظهرت في اتفاق الائتلاف الحكومي".
وأوضح أن "وزارة الخارجية الإسرائيلية رفضت النتائج التي توصلت إليها، مدعية أن المنظمة تتخذ موقفا واضحا مناهضا لإسرائيل، وعملت لسنوات على الترويج لمقاطعتها، وزعمت أنه لا علاقة بين التقرير والواقع وبين الحقائق على الأرض، لكن من المشكوك فيه أن تتجاهل إسرائيل هذه المبادرات الحقوقية الدولية، أو وضعها تحت البساط، لأن طبيعتها تزداد حدة".
اقرأ أيضا: "هيومن رايتس" تتهم الاحتلال بارتكاب جرائم ضد الإنسانية
وأكد أن "الساسة الإسرائيليين يواجهون معركة من نوع جديد تتمثل في الادعاءات المتزايدة بأنهم ينفذون سياسة فصل عنصري ضد الفلسطينيين، ما يعني أن إسرائيل تخوض صراعاً مع الصورة التي تروجها مثل هذه المنظمات الحقوقية الدولية، وقد ولت الأيام التي سيطرت فيها إسرائيل على شعب آخر، وكان العالم ينظر إليها على أنها ضحية، وتخلى عن الأسئلة الصعبة، وتعاملت وسائل الإعلام الرائدة في الغرب مع التقرير بجدية".
وأضاف أنه "مع مرور السنين، أصبحت رسائل هذه المنظمات أكثر رسوخًا بين الجماهير الغربية، لذلك يجب أن يُنظر إلى هذه التقارير على أنها تحذير حقيقي، وفي عالم يتسم بالتغيير، فلن يكون الاتحاد الأوروبي دائمًا إلى جانب إسرائيل، وليس هناك ما يضمن أن البيت الأبيض سوف يستخدم دائمًا حق النقض ضد القرارات التي تضر بإسرائيل".
وأشار إلى أنه "في مجموعة من الظروف السياسية، قد تجد مزاعم الفصل العنصري الإسرائيلي طريقها إلى طاولات الحكومات الغربية، وقد تجد إسرائيل نفسها في قلب المقاطعة قبل وقت طويل من اعتقادها بحدوثها، فقد صدر التقرير في وقت كانت فيه قنبلة تأخير ثانية تنتظر مشغليها، حيث سمحت محكمة الجنايات في لاهاي للنيابة بفتح تحقيق ضد إسرائيل، وقد يتم فتح هذا التحقيق لأول مرة قريبًا".
وأكد أن "ذلك سيكون تتويجا للعمل الدبلوماسي الذي بدأه الفلسطينيون، الذين قدموا ملفات أدلة كثيفة بشأن ثلاثة اتهامات مختلفة، وستمر بضع سنوات أخرى حتى تبدأ محكمة لاهاي التحقيقات الفعلية ضد الإسرائيليين، لأن القطار غادر المحطة فعلياً، ولذلك فلا حاجة لانتظار إدانة إسرائيل بالضرورة".
وختم بالقول إنه "فقط يكفي إحضار الإسرائيليين إلى قفص الاتهام، حتى في حالة غيابهم، وفي هذه الحالة سيفضل الوزراء والجنرالات الإسرائيليون الابتعاد عن الأضواء خوفًا من أوامر توقيف تنتظرهم في الخارج من المحكمة الدولية".