انتقدت الوزيرة البريطانية السابقة من أصول إسلامية سعيدة وارسي موقف المملكة المتحدة من التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ووصفتها بأنها "سياسة تصل إلى حد إنكار حق فلسطين في الوجود" وانحراف يعكس تخلص بريطانيا من مبدأ حل الدولتين.
وقالت وارسي في تدوينة نشرتها في صفحتها الرسمية على "تويتر": "تجاهل ورفض وانحراف.. موقف سياسات حكومات المملكة المتحدة المفلسة أخلاقياً بشأن قضية إسرائيل/فلسطين قد تخلص من شعار حل الدولتين، وفي الوقت نفسه لم نفعل شيئًا، ولا شيء على الإطلاق لوقف المستوطنات والعنف ضد الفلسطينيين".
Disregard, dismiss and deflect - the UK governments morally bankrupt policy position on the Israel / Palestine issue has trotted out the mantra of a two state solution and all the while we have done nothing, absolutely nothing to stop settlements and violence against Palestinians https://t.co/AhDHyBTCaG
وكشفت وارسي النقاب عن تعرضها لمضايقات بسبب موقفها من القضية الفلسطينية، وتعهدت بأنها لن تستسلم لها وأنها ستلجأ للقضاء في حال لم يتوقف أصحابها.
وقالت: "الكومة العدوانية والتصريحات التشهيرية والأكاذيب الصريحة الموجهة إلي في غضون دقائق من إثارة المخاوف بشأن محنة الفلسطينيين أمر مزعج للغاية. إذا لم يتم سحب البيانات التشهيرية سأقاضي. لن أتعرض للمضايقة في الصمت".
The aggressive pile on, defamatory statements & outright lies directed at me within minutes of me raising concerns about the plight of the Palestinians is deeply disturbing.
If the defamatory statements are not withdrawn I will sue.
I will not be bullied into silence.#Jerusalem
وأعادت وارسي التذكير بموقفها من القضية الفلسطينية الذي دعاها إلى الاستقالة من منصبها الوزاري عام 2014، وقالت: "عندما استقلت من مجلس الوزراء بشأن هذه القضية في عام 2014، فعلت ذلك لأنني رأيت تعفنًا في قلب الحكومة التي رفضت ببساطة انتقاد العدوان الحكومي الإسرائيلي والعنصرية وانتهاكات حقوق الإنسان".
وأضافت: "لن يحكم علينا التاريخ بشكل جيد لأننا لا نلتزم بمعايير الموارد البشرية الخاصة بنا".
When I resigned from Cabinet over this issue in 2014 I did so because I saw a rot at the heart of govt that simply refused to call out Israeli govt aggression, racism & violations of human rights
History will not judge us well for not living up to our own stated HRs standards https://t.co/gFloj6W2Vn
وأدانت وارسي بشدة سياسات الاستيطان الإسرائيلية في حي الشيخ جراح، واعتبرتها الترجمة الواقعية لنسف حل الدولتين، وقالت: "الضم غير القانوني للأراضي الفلسطينية، والإخلاء القسري، والتهجير ونزع الملكية للفلسطينيين.. الموت البطيء لحل الدولتين هو أمر واضح للعيان.. تقاعس حكومات المملكة المتحدة هو سياسة تصل إلى حد إنكار حق فلسطين في الوجود"، على حد تعبيرها.
Illegal annexation of Palestinian lands , forced evictions, displacement & dispossession of Palestinians - the slow death of a two State solution is in plain sight -the UK governments inaction is a policy that amounts to a denial of the right of Palestine to exist.#SheikhJarrah https://t.co/JvObHAS8s1
ويعرف عن وارسي الحاصلة علي لقب "البارونة" أنها ليست راضية عن موقف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وفشله، ويظهر موقفها من الوضع في غزة، خلال تدويناتها في حسابها علي تويتر، حيث كتبت في السابق "يجب وقف قتل المدنيين" .. "يجب وقف إطلاق النار في غزة" .. "يتوجب على القادة من الطرفين وقف هذه المعاناة".
يذكر أن سعيدة وارسي (من مواليد 1971 في مدينة ديوسبري في شمال إنجلترا، لوالدين مهاجرين من باكستان). هي أول مسلمة من أصل باكستاني تعين في مجلس الوزراء البريطاني في فترة رئاسة ديفيد كاميرون للحكومة، وكانت تشغل منصب نائب رئيس حزب المحافطين بعد انتخابات عام 2010.
وانتقلت بعد ذلك إلى منصب وزيرة الدولة في وزارة الخارجية، ثم وزيرة الإيمان والمجتمعات المحلية، وهو قسم لتعزيز الإيمان والتسامح الديني داخل المملكة المتحدة، انبثق عن التعديل الوزاري الذي أجري في عام 2012.
وكانت وارسي قد شغلت منصب وزيرة ترابط المجتمع والعمل الاجتماعي في حكومة الظل لدى المحافظين، إبان كونهم في المعارضة، ثم عملت مستشارة خاصة للزعيم السابق لحزب المحافظين مايكل هوارد، للعلاقات بين الجاليات قبل أن تصبح نائبة لرئيس الحزب خلفاً لإريك بيكلز.
وموقف وارسي من القضية الفلسطينية ليس حديثا فهي ترى أن على بريطانيا أن تعالج القضية الفلسطينية بعدالة لأنها هي الدولة المسؤولة عن حدوثها، وذلك لتتجنب بريطانيا حالات الاحتقان وإحساس المسلمين بالضيم في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وموقف بريطانيا منها.
وتجدر الإشارة أيضا إلى أن وارسي تؤمن بأن على أبناء الجالية العربية والمسلمة في بريطانيا "الانخراط في العمل السياسي البرلماني البريطاني والترشح في الانتخابات النيابية والبلدية من أجل القيام بدور أكبر في البلد الذي يعيشون فيه وكي لا يشعروا بالتهميش".