أكدت قيادات سورية معارضة أن "شباب
فلسطين سطّروا في هذه الانتفاضة فصلا جديدا في ملحمة مقاومتهم البطولية للاحتلال وسعيهم لانتزاع حقوقهم العادلة وفي مقدمتها الحق في تقرير المصير على أرضهم".
جاء ذلك في بيان تضامني وقعه كل من رياض حجاب، أحمد معاذ الخطيب، أيمن أصفري، ناصر سابا، مروان قبلان، أحمد رحال، رياض نعسان آغا، محمد صبرا، برهان غليون.
وقال البيان الذي أرسلت نسخة منه لـ
"عربي21": "بمقدار ما أظهر الفلسطينيون استعدادهم للتضحيات الكبرى؛ كسرت انتفاضتهم الجديدة شوكة
الاحتلال ووجهت ضربة لغطرسته ووضعت حدا لإمكانية الهرب من العقاب".
واعتبر الموقعون على البيان أن "المقاومة الشعبية الفلسطينية ربحت في هذه المواجهة الرهان الاستراتيجي وأثبتت وجودها كقوة يحسب حسابها بعدما تمادت تل أبيب في أعمال التدمير الانتقامية التي تستهدف المدنيين من دون تمييز، والمباني العامة والبنى التحتية في قطاع
غزة المحاصر؛ وكشفت في هذه المواجهة غير المتكافئة حقيقة الجوهر العنصري للنظام الإسرائيلي القائم، وأسقطت صفقة القرن المشؤومة".
وأضاف: "أبرزت الانتفاضة عبثية الرهان على الدبلوماسية الدولية وعلى التعاون مع سلطة الاحتلال في التوصل إلى حل يحقق الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية".
ورأى الموقعون على البيان أن الانتفاضة الفلسطينية الحالية "فضحت بالمناسبة ذاتها أدعياء المقاومة وميليشياتهم الطائفية التي استخدمت شعار تحرير فلسطين لتبرير التآمر على ثورة الشعب السوري والمشاركة في
حرب الإبادة الجماعية وإزهاق أرواح مئات آلاف الأبرياء وتهجير الملايين منهم، دفاعا عن عرش ديكتاتور صغير وخدمة لمصالح طهران التوسعية".
وأكد البيان أن "هذه الانتفاضة الوطنية لتؤكد لجميع المناضلين من أجل الحرية مجموعة من الحقائق يجدر بكل الحركات التحررية وفي مقدمتهم السوريون الذين يخوضون غمار حرب شرسة ودموية ضد تحالف عدواني وعنصري غاشم، أن لا يستهينوا بها".
أول هذه الدروس، برأي البيان، أن "وحدة القوى الوطنية هي شرط التقدم في معركة الحرية في كل زمان ومكان؛ وأن عدم التوازن في القوى العسكرية لا يعني عدم القدرة على المقاومة وتحقيق المكاسب السياسية والاستراتيجية على طريق الانتصار؛ وأن تفوق الحركات الثورية لا يكمن في قوة سلاحها وإنما في قوة إرادة مناضليها وإيمانهم الذي لا يتزعزع بعدالة قضيتهم وقدرتهم على المبادرة والتنظيم والتمسك بالأمل مهما كانت الظروف والتحديات؛ وأنه لا توجد قوة يمكن أن تقهر إلى الأبد إرادة شعب تمسك بأرضه وآمن بحقه في الحرية والبقاء".
وأعرب الموقعون عن أسفهم لأن الانتفاضة الفلسطينية الحالية، أكدت وللمرة الألف، "خطأ الرهان على منظمات الأمم المتحدة لوقف نزيف الدم والحد من تغول قوى السيطرة والاحتلال، وأظهرت حالة الشلل التي يعيشها المجتمع الدولي بسبب تعطيل العمل بالمواثيق الدولية من قبل دول مركزية جعلت من أولوياتها دعم التطهير الإثني في فلسطين وغض النظر عن تطبيق سياسة الانتقام الجماعي، وتوفير الحماية الدائمة في مجلس الأمن للعدوان الإسرائيلي".
واعتبر الموقعون على البيان، أن "السوريين والفلسطينيين يخوضون معركة واحدة، بالرغم من اختلاف الأسماء والمواقع، وضد عدو واحد، عدو السلام والحق والحرية والعدالة والكرامة الإنسانية".
وقال البيان: "لا يماثل القصف الوحشي لأكبر مخيم لاجئين في العالم اسمه غزة سوى التدمير الجنوني المستمر للمدن السورية على يدي طاغيتها منذ سنوات".
وكانت إسرائيل أطلقت عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة منذ 10 أيار (مايو) الجاري، استهدفت خلالها المقاتلات الحربية منازل مدنيين وأبراجا سكنية ومؤسسات إعلامية، إضافة إلى الشوارع والبنى التحتية في القطاع.
وحتى مساء أمس الإثنين، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة إلى 212 شهيدا، بينهم 61 طفلا، و36 سيّدة، بجانب 1400 جريح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.