حقوق وحريات

هكذا يتفاعل فلسطينيو الأردن مع أخبار العدوان على غزة

يتابع الفلسطينيون في الأردن أخبار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسط مشاعر من الحزن والغضب وأمل العودة- عربي21/أرشيفية
يتابع الفلسطينيون في الأردن أخبار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسط مشاعر من الحزن والغضب وأمل العودة- عربي21/أرشيفية

في مخيم البقعة الفلسطيني بالأردن (20 كيلومترا شمال مدينة عمان) يتسمر لاجئون فلسطينيون أمام شاشة الفضائيات، يتابعون أخبار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وسط مشاعر من الحزن والغضب.


بعض هؤلاء اللاجئين ودع شهداء من أقارب لهم في غزة ومدينة اللد المحتلة، بينما ترصد الغالبية الكبرى منهم العدوان وسط استعداد للمشاركة في المقاومة بشتى الوسائل إذ ذهب شباب من المخيم إلى مسيرات الحدود في أمل الوصول إلى منازلهم التي هجر منها وأجدادهم عام 1948، وشاركت محلات المخيم في الإضراب الذي عم الضفة وفلسطين التاريخية.

الشيخ نعيم دويدار (66) عاما تعود أصوله إلى مدينة يافا ومرت عائلته برحلة طويلة من اللجوء حتى وصلت إلى الأردن عام 1968 لتقطن في مخيم البقعة الذي يسكنه ما يقارب 200 ألف نسمة.

لا يمل الشيخ نعيم من متابعة كافة وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، لرصد ما يجري في فلسطين من عدوان إسرائيلي، ولا يكتفي بذلك إذ يهاتف أقارب له في قطاع غزة للاطمئنان عليهم.

يقول لـ"عربي21"، "القضية واحدة والشعب كتلة واحدة، الناس هنا في لحمة حقيقية وشعورية تجاه فلسطين بانتظار الفرج، يوميا نتواصل مع أهلنا في غزة ويعطوننا صورة حقيقية حول ما يجري من تدمير ممنهج يقوم به الاحتلال".

ولا يفقد دويدار الأمل في العودة إلى بيته الذي هجر منه رغم مرور سنوات طويلة، يقول: "الأمل القائم نحن شعب مؤمن بأن هذا الشعب قادر على الثبات والصمود وما يحدث في فلسطين التاريخية أن هذا الشعب قادر على الصمود".


وانخرط المخيم إلى جانب المدن والقرى الأردنية في حراك شعبي مستمر مندد بالعدوان على قطاع غزة، وشهد وقفات احتجاجية يومية، أما جيل الشباب في المخيم فيدعو إلى فتح الحدود لمساندة أهل فلسطين على الأرض، إسماعيل شاب عشريني من المخيم يؤكد لـ"عربي21" أنه "ذهب مرارا إلى المنطقة الحدودية مع فلسطين المحتلة في محاولة للدخول إلا أن الجيش وقوات الأمن الأردنية منعته".

يشدد الشاب على أن "جيل الشباب في المخيم لم ينس في يوم من الأيام القضية الفلسطينية وحقه في العودة رغم كل المحاولات من تغيير في المناهج أو فرض أولويات أخرى من بينها الهم الاقتصادي، إلا أن الأحداث الأخيرة بينت أن جيل الشباب ما زال متمسكا بالقضية".

وتزينت جدران المخيم بعبارات لدعم المقاومة والتذكير بحق العودة، بينما توسط المخيم مجسم لمفتاح عملاق في إشارة إلى مفاتيح المنازل التي يحملها اللاجئون بعد أن هجروا منها عامي 1948 و1967، وأخذت أسماء المدن الفلسطينية نصيبا واسعا من أسماء المحلات التجارية في المخيم.

عبد القادر حسونة صاحب محل تجاري في المخيم، تلقى خبر استشهاد أحد أقاربه بمدينة اللد في الأحداث الأخيرة، وهو يتابع أخبار فلسطين من خلال هاتفه النقال يقول: "أنا صاحب قضية وأتأثر بما يحدث كأي فلسطيني بالداخل، مواقف المقاومة مشرفة نأمل أن نكون في مراكز الدفاع معهم، نحن نؤمن اليوم وغدا وحتى آخر يوم في حياتنا أننا سنعود إلى بلادنا".

وفي إحدى زوايا المخيم يجلس عبد الله المصري، إلى جانب ابنه الصغير طارق، ويتابعان عبر القنوات الفلسطينية الجرائم التي ترتكب في القطاع، منتقدا الصمت العربي والعالمي إزاء هذه الاعتداءات، يقول "ابني طارق هو من يزودني بالأخبار عندما أكون في الشارع، هو يعي أن له حقا في فلسطين ويجب استعادته".

ويعيش في الأردن أكثر من 2,1 مليون لاجئ مسجل ويتمتع كافة اللاجئين الفلسطينيين في الأردن بالمواطنة الأردنية الكاملة باستثناء نحو 140,000 لاجئ يطلق عليهم "أبناء غزة".

التعليقات (0)