هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مسؤول أمني إسرائيلي بارز إن "الكراهية السائدة بين العرب واليهود داخل إسرائيل، رغم أنهم جيران، تغذيها حرائق قومية من شأنها أن تزيد من اندلاع حرب أهلية، ويبقى أحد الحلول، صعبة التنفيذ، لكن ربما لا مفر منه، هو دولتان قوميتان مع قيود أمنية، إحداهما للعرب الفلسطينيين، والثانية لليهود".
وأضاف ميشكا بن دافيد أحد قادة جهاز الموساد، بمقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أنه "على خلفية الاشتباكات في القدس، والقتال ضد حماس في غزة، ظهرت الأزمة العربية اليهودية في إسرائيل، وتجلت كراهيتهما لبعضهما، لأن العرب يرون أنفسهم شعبًا محتلًا ومحرومًا، بل يطلب منهم قبول إسرائيل كدولة يهودية، ولذلك ما زال إحساسهم بالغربة شعورا وطنيا، بجانب مشاعر التمييز المدني أو الاقتصادي".
وأوضح أن "مظاهر الكراهية بين الجيران العرب واليهود تغذيها دوافع وطنية ودينية، فيما يريد اليمين اليهودي الديني رؤية عرب إسرائيل وأراضيهم ليس فقط تحت الحكم اليهودي، ولكن أيضًا بدون حقوق مدنية متساوية، وهو حل لا يقبله أي كيان ديمقراطي، مما يتطلب أن يكون الحل الممكن، وإن كان صعبًا، هو الفصل الوطني والمدني للفلسطينيين".
وأشار إلى أنه "أمام الموقف الديني اليهودي يظهر اليسار الإسرائيلي المتطرف الذي يسعى لتفكيك إسرائيل من طابعها القومي اليهودي، وتفكيك المؤسسات الصهيونية، وتحويلها إلى دولة لجميع مواطنيها؛ وهو حل لن يقبله أي حزب صهيوني، وسيفهم منه نهاية الوجود اليهودي في إسرائيل، لكن الخلاصة أن الوجود بسلام بين اليهود والعرب في إسرائيل وهم سوف ينفجر بداخلنا".
وسرد الكاتب "أسبابا لاندلاع العديد من الاشتباكات بين العرب واليهود في إسرائيل، سواء بسبب أحداث خارجية في الأراضي الفلسطينية، أو مواجهة مع حماس، أو أحداث دينية مثل الأقصى والقدس، أو عوامل داخلية مثل يوم الأرض أو ذكرى النكبة، والحل في مثل هذه الحالة إقامة دولتين لكلا الشعبين، بحيث تسيطر الدولة الفلسطينية على معظم السكان العرب في الضفة الغربية، ونقل الأحياء العربية في القدس إليها".
وأوضح أن "الدولة اليهودية ستضم المستوطنين في الضفة الغربية والأحياء اليهودية في القدس، وفي حال رفض الفلسطينيون مثل هذا الحل، سيتعين على إسرائيل في هذه الحالة الانفصال والانسحاب أحادي الجانب بترتيبات أمنية، وهو حل يوقفنا عن السيطرة على شعب أجنبي، مما يضر بنا، رغم أن آلاف البنادق بحوزة قوات الأمن الفلسطينية ستوجه ضدنا في نهاية المطاف".
اقرأ أيضا : خبير إسرائيلي: حماس معنية بإشراك فلسطينيي48 بالمواجهة الدائرة
وأكد أنه "من الصواب تنظيم الحدود بين الدولتين، بحيث تكون التجمعات اليهودية القريبة من الخط الأخضر من الشرق، من غوش عتصيون إلى ألفي منشيه وشمالاً، والمدن ذات الصلة الجغرافية بإسرائيل مثل معاليه أدوميم ستشكل جزءًا منها، أما الجنوب من قلنسوة والطيرة والطيبة إلى كفر قاسم، المتاخمة للخط الأخضر إلى الغرب، فسيتم تضمينها في الأراضي الفلسطينية، وفي كلتا الحالتين هناك عدة مئات الآلاف من السكان".
ورأى أن "هذا الحل يعني توطين الأراضي التي حُسمت منها في فلسطين، وسيزداد التجانس الديموغرافي بينهما، على أن يتم إعادة تعريف الخط الحدودي، رغم أن هذه الخطوة ستواجه رفضًا فلسطينيًا، وفي هذه الحالة، سيكون سكان المثلث أحد الكانتونات العربية في إسرائيل، رغم أن التخطيط الجغرافي الديموغرافي القائم يسمح بإنشاء العديد من المناطق العربية في إسرائيل، ويمنحها مكانة كانتون مستقل ثقافيًا وإداريًا".
وأضاف أنه يمكن لسكان كل كانتون أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون الجنسية الفلسطينية، أو الإقامة الدائمة في إسرائيل، والحصول على جنسيتها، شرط أن يعلنوا التزامهم بإسرائيل كدولة للأمة اليهودية، وبهذه الطريقة سيتم ضمان الأغلبية اليهودية، لأن عدد مناطقهم سيكون 4-5 أضعاف عدد المناطق العربية، فيما ستحصل التجمعات اليهودية المعزولة مثل بيت إيل أو كريات أربع على وضع "الجيب الإسرائيلي".