هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد الرئيس التونسي الأسبق الدكتور منصف المرزوق، أن الأهم في المواجهة الأخيرة بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين، هو أن الجيل الذي انتفض للقدس نسخة مطابقة للأصل من جيل الانتفاضة الأولى والثانية، معتبرا أن ذلك رسالة لمن يعول على على انطفاء جذوة الصراع بتغير الأجيال وهو مطالب بإعادة حساباته.
وقال المرزوقي في حوار نشرته صحيفة الأيام المغربية أمس الأحد: "الشعب الفلسطيني منخرط في الزمن الطويل وسيرمي الجيل وراء الجيل إلى أن يعترف بكل حقوقه، فلا تراهنوا على وهن هذا الشعب العنيد الذي لا تكسر له شوكة مهما كانت القوى المتضافرة ضده".
واعتبر المرزوقي، أن الحدث الأهم الذي عرفته الأراضي المحتلة لا علاقة له بالمواجهة العسكرية مع "حماس"، بل هو الانتفاضة الشعبية الرابعة في أقل من عقدين ما سيشكل كابوسا لإسرائيل، هو هبة شباب الداخل الفلسطيني وعودة اللحمة لشعب موزع بين الخط الأخضر والضفة والقطاع والشتات، والعامل الموحد لهم جميعا هو القدس والأقصى".
وأضاف: "إن إسرائيل تلعب بالنار عندما تمس القدس والأقصى لأنها تعيد بذلك توحيد الشعب الفلسطيني لتنتهي في مواجهة معه على جبهتين داخلية وخارجية".
ورأى المرزوقي أن المواجهة الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين أعادت صناعة الوضع العام في الشرق الأوسط، وقال: "في اللحظة التي كان فيها اليأس العربي عاما ويتفاقم مأزق الحركات الإسلامية التي لم تقدم شحنة إضافية للصراع العربي-الإسرائيلي، وفي اللحظة التي جرت فيها هرولة الأنظمة العربية نحو التطبيع، جاءت أحداث المسجد الأقصى كي تعيد صناعة الوضع العام في الشرق الأوسط".
وأشار المرزوق إلى أن أمريكا وإسرائيل والغرب عموما تلقوا رسالة الربيع العربي بالخطأ، وقال: "يعيش صناع القرار في واشنطن وفي إسرائيل وفي دول الإقليم على أوهام انطفاء القضية الفلسطينية وتراجع الثورات العربية وإمكانية دخول المنطقة سنوات وعقود من الرضوخ العربي-الفلسطيني".
وأضاف: "لقد تلقوا رسالة الربيع العربي خطأ، حين اعتقدوا أنه حادث عابر وانتهى.. والحال أنه بداية لسلسلة من الهزات ستتواصل عقودا ولا أحد يعرف كيف ستنتهي.. لكن المؤكد أنها ليست في صالح الاستبداد ولا في صالح إسرائيل"، على حد تعبيره.
وتفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية منتصف نيسان (أبريل) الماضي جراء اعتداءات "وحشية" ارتكبتها شرطة إسرائيل ومستوطنوها في المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح" بالقدس في محاولة لإخلاء 12 منزلا فلسطينيًا وتسليمها لمستوطنين.
وامتد العدوان الإسرائيلي إلى كافة الأراضي الفلسطينية والبلدات العربية بأراضي 48، شمل قصفا جويا وبريا وبحريا على قطاع غزة، وأسفر عن 279 شهيدا، بينهم 69 طفلا، و40 سيدة، و17 مسنا، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة.
بينما قتل 13 إسرائيليا وأصيب مئات؛ خلال رد الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة على العدوان بإطلاق صواريخ على إسرائيل، قبل أن يبدأ فجر الجمعة، وقف لإطلاق النار بين الجانبين بعد 11 يوما من العدوان على غزة.