سياسة دولية

عقبات ثلاث تحول دون الاتفاق بين واشنطن وطهران.. وتفاؤل

إيران طلبت ضمانات بأن الولايات المتحدة لن تنسحب من الصفقة كما فعل الرئيس ترامب في 2018- أرشيفية/ جيتي
إيران طلبت ضمانات بأن الولايات المتحدة لن تنسحب من الصفقة كما فعل الرئيس ترامب في 2018- أرشيفية/ جيتي

يترقب الجميع باهتمام بالغ، ما ستسفر عنه الجولة السادسة المقبلة من مباحثات الملف النووي غير المباشرة بين واشنطن وطهران، المقررة الخميس المقبل، وسط حديث عن عقبات بعينها تشكل عقدة الخلاف، وتسجيل "تفاؤل" إيراني بالسياق العام.


وكانت الوفود المشاركة في المباحثات قد عادت نهاية الأسبوع الماضي، إلى بلادهم للتشاور، بعد الاستماع لمحددات جديدة من طرفي المعادلة، قبل العودة إلى فيينا مجددا، الخميس المقبل، لبدء جولة جديدة.

 

ومن أبرز نقاط الخلاف الرئيسية: كيفية التعامل مع أجهزة الطرد المركزي المتقدمة الإيرانية، والآلات المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، حيث تفضل إيران عدم تدميرها، لكن القوى الأوروبية والولايات المتحدة تؤكد أن مجرد إيقافها لن يكون كافيًا، بحسب مجلة بوليتيكو. 

أما نقطة الخلاف الثانية فهي العقوبات الأمريكية على إيران، فعلى مدار 9 أسابيع، ناقشت القوى الأوروبية إلى جانب الصين وروسيا، عودة الولايات المتحدة وإيران للاتفاق النووي، وتطلبت العملية من المفاوضين صياغة خطة "خطوة بخطوة" توضح بالتفصيل الإجراءات المتبادلة التي تتخذها كل من طهران وواشنطن. 

وفي الأساس، سيتعين على إيران التراجع عن التطورات الأخيرة في البرنامج النووي، التي اتخذتها بعد انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة، مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية على نطاق واسع.

بينما لا تزال إيران تطالب الولايات المتحدة بإلغاء جميع عقوباتها على إيران، ليس فقط تلك العقوبات التي أعاد ترامب فرضها فورًا بعد الانسحاب من الصفقة، ولكن أيضًا العقوبات الإضافية التي نفّذها لاحقًا.

 

لكن واشنطن رفضت هذا المقترح، وتريد الإبقاء على بعض العقوبات التي لا تتعلق مباشرة بخطة العمل الشاملة المشتركة، مثل تلك المرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان والإرهاب.


أما الخلاف الثالث فيتمحور حول ما إذا كان المفتشون يتمتعون بوصول كافٍ إلى المواقع النووية الإيرانية. فمنذ شباط، فبراير، كانت إيران تحد من قدرة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراجعة منشآتها النووية.

وفي تقرير سري، اطلعت عليه صحيفة بوليتيكو، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، للدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية: "تأثرت أنشطة التحقق والمراقبة التي تقوم بها الوكالة نتيجة لقرار إيران بوقف تنفيذ التزاماتها المتعلقة بالمجال النووي".

وذكر التقرير أن المفتشين أتيحت لهم إمكانية الوصول اليومي إلى المحطات النووية الرئيسية في إيران في نطنز وفوردو، ولم يتمكنوا من الوصول إلى البيانات والتسجيلات التي جمعتها بعض معداتهم. 

كما أن برنامج إيران الصاروخي ودعمها للمليشيات وتهديدها للاستقرار في المنطقة، تعد عقبة منفصلة، حيث تصر الولايات المتحدة والدول الأوروبية على ضرورة الإشارة في الاتفاق إلى محادثات ثانية أخرى تتناول هذه القضايا. لكن من غير الواضح ما إذا كانت إيران ستقبل.


اقرأ أيضا: بينيت يهدد بمهاجمة غزة ولبنان "إذا لزم الأمر"


وتطلب إيران ضمانات بأن الولايات المتحدة لن تنسحب من الصفقة، كما فعل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018.

وأكدت المجلة الأمريكية أن مقدار العائق الذي تشكله هذه الخلافات أمام الاتفاق النهائي يعتمد على من يتحدث.

تفاؤل

 

قال مبعوث الاتحاد الأوروبي الذي ينسق محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، إنريكي مورا، يوم الأربعاء، إنه يتوقع التوصل إلى اتفاق مع إيران خلال الجولة المقبلة من المحادثات التي ستبدأ في فيينا الأسبوع القادم، لكن دبلوماسيين كبارا قالوا إن "القرارات الأصعب لم تتخذ بعد". وأضاف: "آمل ألا يستغرق الأمر الكثير من الوقت للتوصل إلى اتفاق".

وشارك نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في هذا التفاؤل، وقال للإذاعة الإيرانية "IRIB" إن "الجولة المقبلة من المحادثات في فيينا يمكن، ويجب أن تكون الجولة النهائية".

لكن دبلوماسيين كبارا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهي من بين القوى الكبرى الموقعة على الاتفاق النووي المبرم في 2015، أبدوا المزيد من الحذر.

 

في السياق، قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إنه سيختار "الاحتكاك" مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إذا اضطر إلى ذلك، بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف الثلاثاء: "إذا اضطررنا إلى الاختيار، بين الاحتكاك مع صديقتنا الكبيرة، الولايات المتحدة، وبين إزالة التهديد الوجودي من إيران، فإن إزالة التهديد الوجودي تتغلب".

ورفض بيني غانتس، وزير الحرب الإسرائيلي، تصريحات نتنياهو، وقال إن الخلافات مع واشنطن، تحل عبر الحوار وليس عبر الإعلام.

وجاءت أقوال نتنياهو خلال مراسم تبديل رئيس جهاز المخابرات "الموساد" التي أقيمت صباح اليوم، بحسب بيان لمكتبه.

وتابع نتنياهو: "إن أكبر تهديد علينا هو التهديد الوجودي المتمثل بالمحاولات الإيرانية للتزود بأسلحة نووية، سواء كان الأمر يدور حول تهديدنا مباشرة، بصفتنا دولة صغيرة، بالتدمير من خلال استخدام الأسلحة النووية أم تهديدنا بعشرات آلاف الصواريخ التي تدعم بغلاف نووي".

وأضاف: "هذا التهديد يجازف باستمرار المشروع الصهيوني، ويجب علينا أن نحاربه بلا نهاية".

التعليقات (0)