ملفات وتقارير

توافق تركي- فرنسي لأول مرة بخصوص ليبيا.. ما تداعياته؟

لطالما اختلفت تركيا وفرنسا سابقا في الملف الليبي- جيتي
لطالما اختلفت تركيا وفرنسا سابقا في الملف الليبي- جيتي

يعد الموقف الموحد والتوافق بين تركيا وفرنسا بخصوص ليبيا، لأول مرة، لافتا، بالنسبة لبلدين لطالما اختلفا في كثير من الملفات الخارجية. 

وأكد وزيرا خارجية فرنسا وتركيا، خلال لقاء مشترك دعم بلادهما لخارطة الطريق في ليبيا، وحث الأطراف المعنية على ضمان احترام الانتقال السياسي والأمني والانتخابي في ليبيا، وتثبت وقف إطلاق النار على الأرض"، وفق بيان للخارجية الفرنسية. 

في حين أكد وزير خارجية تركيا، تشاووش أوغلو، أن "فرنسا تشارك بلاده في أولوية ضمان الاستقرار والوحدة السياسية في ليبيا، ودعم حكومة الوحدة الوطنية، وإعادة توحيد المؤسسات، وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وكذلك مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، بحسب مقال رأي له بجريدة "لوبينيون" الفرنسية. 

"احتقان أم تنسيق؟ 

وشهدت العلاقات بين أنقرة وباريس احتقانا وتلاسنا بين الطرفين بخصوص ليبيا، ووسط اتهامات من الرئيس التركي لنظيره الفرنسي بممارسة الأخطاء في ليبيا، في حين اتهم إيمانويل ماكرون تركيا بأنها "تتصرف بمفردها في ليبيا بما يضر بمصالح الآخرين". 

من جهته، رأى وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر، أنه "منذ تولي بايدن السلطة في الولايات المتحدة، ركزت استراتيجيته على إيقاف الحرب، والوصول إلى توافق سياسي، وإجراء انتخابات، وإخراج المرتزقة من ليبيا، وأوروبا وفرنسا عادة ما تخضع للسياسات الأمريكية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتدخل الروسي". 

 

اقرأ أيضا: صحيفة إسبانية: هذه أبرز معوقات إعادة الإعمار في ليبيا

وأشار خلال تصريحات لـ"عربي21"، إلى أن "فرنسا لم تفعل ما فعلته في ليبيا من دعم لحفتر دون ضوء أخضر من الولايات المتحدة، التي اختلفت سياستها الآن عن فترة ترامب، لذلك فإن الاتفاق التركي الفرنسي الجديد يأتي في إطار تنسيق قوى حلف "الناتو" في مواجهة التغلغل الروسي الذي بات يقترب من قواعده"، بحسب تقديره. 

"انفراجة" 

وأكد عضو مجلس الدولة الليبي، عادل كرموس، أن "الدولتين طرفا نقيض في المسألة الليبية، ففرنسا داعمة وبقوة مشروع عسكرة الدولة من خلال الدعم اللامحدود سياسيا وعسكريا لحفتر، وتركيا داعمة للتوجه نحو بناء دولة مدنية، والدعم اللامحدود لأي سلطة مدنية"، وفق قوله.  

وأضاف لـ"عربي21": "أي تقارب بين الدولتين سيكون له الأثر الكبير في حدوث انفراجة سياسية في ليبيا، وما يتبع ذلك من استقرار أمني واقتصادي". 

"منع الصدام العسكري" 

في حين رأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صقريا التركية، خيري عمر، أن "هذا التقارب أو الموقف المتشابه بين تركيا وفرنسا سيضعف البدائل الأخرى التي تعزز الصراع العسكري والاقتتال مرة أخرى، كما سيؤثر الأمر على حلحلة ملف المرتزقة في ليبيا، خاصة "الفاغنر" الروس، كما أن التنسيق أو لين الخطاب بين الطرفين سيساعد في حلحلة الأزمة الأمنية وجمع السلاح هناك". 

 

اقرأ أيضا: ألمانيا تستضيف جولة جديدة من محادثات السلام الليبية

وأوضح في تصريحه لـ"عربي21"، أن "أغلب القوى جربت حلولا عدة، والآن الجميع اقتنع بأن سياق الحل السلمي والانتخابات هو الأوفر حظا والمستساغ، وهناك إشارات من قبل الولايات المتحدة بأن هناك تحالفا أوربيا أمريكيا بخصوص ليبيا، لكن هذا التكتل ستقابله عدة عراقيل، أهمها أن الموقف الأوروبي غير موحد، وكذلك وجود قوى إقليمية تريد التواجد في الملف"، كما رأى. 

 
التعليقات (0)