هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدثت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله، عن الزيارة غير الرسمية التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قبل أيام، إلى شرم الشيخ، والتقى على هامشها بعبد الفتاح السيسي.
وقالت الصحيفة إنه "كان لافتا حرص السيسي وابن سلمان على إظهار الودّ والحميمية بينهما، بعد أشهر من الجفاء، خصوصا في ظلّ الطابع غير الرسمي للزيارة، التي احتفى بها الإعلام بصورة مبالغ فيها في البلدَين، وذلك بناء على توجيهات أمنية، علما أنه حتّى مغادرة ابن سلمان شرم الشيخ، لم يكن يُعرف شيئا عن الزيارة".
وفضّل الرئيس المصري بعد الانقلاب قضاء عطلة قصيرة في المدينة المطلّة على البحر الأحمر، حيث ناقش مع ولي العهد السعودي العديد من الملفّات والقضايا، سواء في ما يتعلّق بالقضية الفلسطينية أو بالوضع العربي كلّه، والموقف من أزمة سد النهضة، وغيرها من القضايا التي لا تزال موضع خلاف في الرؤى بين الجانبَين.
وأضافت الصحيفة: "حتى قبل أشهر قليلة، لم تكن علاقة السيسي وابن سلمان الشخصية جيّدة، خصوصا بعدما قاد الأمير السعودي الشاب التوجّه نحو التصالح مع قطر في قمّة العلا، وتحرّك في ملفّات عديدة بمعزل عن المصريين، ولا سيّما تلك المتعلّقة بتنسيق المواقف العربية في جامعة الدول العربية، فضلا عن تصريحات كانت مستفزّة للجانب المصري صدرت عن بعض المسؤولين السعوديين، السابقين والحاليين، وهي أمور جرى احتواؤها، على مدار الأسابيع الماضية، بما مهّد لزيارة الجمعة الماضي".
وأضافت: "ربّما كان ذلك سببا وراء نشر صورة بملابس غير رسمية للّقاء في شرم الشيخ، والتعليق عليها بإيجابية شديدة، أي بهدف إظهار أنّ توافق الرؤى بين الجنرال المصري والحاكم الفعلي للسعودية سيؤدّي إلى استقرار المنطقة العربية".
وربطت الصحيفة بين هذه التطورات التي كشفت عنها، واهتمام مصر للعلاقات الخليجية - الأمريكية، على وجه التحديد، خلال الفترة المقبلة، مع الإشارة إلى زيارة يجري الترتيب لها لبايدن إلى المنطقة، في نهاية العام الحالي، ستتضمّن السعودية.
وأضافت "الأخبار": "ترحيب القاهرة بإنهاء الخلافات مع ابن سلمان لم يكن مجانيا، إذ سبقه العديد من الترتيبات التي تضمّنت بعض الإجراءات الاقتصادية، التي اتُخذت من الجانب السعودي لزيادة الاستثمارات في مصر، واستقبال السيسي لعدد من الشخصيات المقرّبة من ولي العهد السعودي، وغيرها من الإجراءات التي جرت على مدار أكثر من شهر".
وتابعت بأنه "يجري في هذه الأثناء الترتيب لجولة خليجية للرئيس المصري، قد تشمل قطر التي تستضيف اجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن سدّ النهضة. وفي هذا الإطار، فإنّ ما تطلبه مصر من السعودية، في الوقت الراهن، هو لعب دور أكبر في ملف سدّ النهضة، وبعض التسهيلات في أمور اقتصادية"، في وقت جرى فيه الحديث، بشكل مباشر، عن رغبة مصرية في وساطة سعودية لإنهاء الخلافات مع الجزائر، في ظلّ تمسك الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، بمواقف تراها مصر "عدائية".
وعلى رغم من أن السيسي تحدّث بإيجابية عن الدوحة وأبو ظبي، إلا أن هناك حالة من التشكّك المشترك بين الجنرال المصري وولي العهد السعودي، في بعض التصرّفات الإماراتية في الأسابيع الأخيرة، سواء على مستوى العوائق في التواصل، أو حتّى بالمواقف التي تبدو غير متّسقة مع الرغبة المصرية والسعودية في تخفيف التوتّرات، وهو ما جعل السيسي وابن سلمان يتّفقان على ضرورة إنهاء هذه "الشوائب" قريبا، بحسب ما تحدّث به مصدر مصري لـ"الأخبار".
اقرأ أيضا: الإمارات والبحرين تهنئان الاحتلال بالحكومة الجديدة