هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن "الهجوم الغامض" الذي وقع في طهران الأربعاء الماضي، لن يوقف البرنامج النووي الإيراني، ولا المساعي من أجل التوصل إلى عودة لاتفاق عام 2015.
وكانت وسائل إعلام إيرانية شبه رسمية قد كشفت عن إحباط السلطات "محاولة تخريبية" استهدفت مبنى تابعا لمنظمة الطاقة الذرية.
اقرأ المزيد: إيران: أحبطنا محاولة تخريبية استهدفت مبنى لـ"الطاقة الذرية"
هجمات ضد أهداف إيرانية
وأوضحت "هآرتس" في تقرير للخبير العسكري، عاموس هرئيل، أن "الطبيعة الدقيقة للحادث الأخير لا تزال غامضة؛ وصباح أول أمس تمت مهاجمة منشأة - بواسطة طائرة مسيرة - لها علاقة بالبرنامج النووي الإيراني غرب طهران، ونجحت السلطات هناك بإحباط الهجوم".
كما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن "المكان المستهدف، هو مصنع لإنتاج أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في مدينة كارج، وهو أحد المواقع الرئيسية للبرنامج النووي، وهو ضمن قائمة الأهداف للهجوم الذي عرضته إسرائيل على الإدارة السابقة برئاسة دونالد ترامب قبل سنة ونصف".
وذكرت "هآرتس"، أن "الغموض حول الهجوم يزداد بعد خطوة اتخذتها أمريكا هذا الأسبوع؛ حيث حظرت إدارة بايدن الوصول لـ 33 موقعا للإنترنت للأخبار الرسمية في إيران بذريعة أن النظام نشر عبرها معلومات كاذبة".
ولفتت إلى أن "المعلومات التي نشرت عن الهجوم بواسطة طائرة مسيرة تذكر بالهجوم الذي نسب لإسرائيل في آب/أغسطس 2019، وفي هذا القصف في حي الضاحية الشيعي في جنوب بيروت، تم تدمير عنصر حاسم في مشروع الدقة لحزب الله، الذي هدفه تطوير نظام الصواريخ الإيرانية".
وأشارت إلى أنه "في السنة الماضية تعرض البرنامج النووي الإيراني لثلاث ضربات أخرى نسبت لإسرائيل، حيث وقعت انفجارات غامضة في منشأة نطنز النووية، التي يتم فيها تشغيل مفاعلات نووية متطورة"، معتبرة أن "القاسم المشترك مع هجوم الأربعاء، هو إبطاء نظام التخصيب الإيراني الذي عاد للعمل قبل نحو سنتين، ردا على انسحاب أمريكا من الاتفاق".
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2020، قام "مجهولون باغتيال العالم محسن فخري زادة، رئيس البرنامج النووي العسكري الإيراني، وفي كانون الثاني/يناير 2020، تم اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، وتحملت أمريكا المسؤولية عن ذلك، في حين نسب لتل أبيب تقديم مساعدة استخبارية في العملية التي تعتبر الضربة الأكثر إيلاما للنظام في إيران".
اقرأ أيضا: انتقاد قاسي لكوهين بسبب كشفه عن عمليات الموساد السرية
ورأت الصحيفة أنه "بالمقارنة مع سلسلة العمليات السابقة، هجوم الطائرة المسيرة جاء في ظروف تغيرت بصورة أساسية، فالأشخاص الذين يعملون في واشنطن وتل أبيب وطهران تم استبدال معظمهم"، معتبرة أن "التغيرات الأكثر أهمية، كانت في توجهات الأمريكيين التي تغيرت كليا".
وأضافت: "الإدارة الجديدة مصممة على النجاح في المحادثات النووية والعودة قريبا إلى الاتفاق مع الإيرانيين، وواشنطن تسعى إلى فعل ذلك حتى قبل أداء الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي لليمين".
التأثير على الاتفاق
وأشارت "هآرتس" إلى توجه واشنطن لرفع جميع العقوبات التي فرضت على إنتاج النفط واستعداد طهران للتصدير، منوهة إلى أن "الوكالات الاستخبارية في إسرائيل مترددة حول مسألة؛ هل الطلبات التي طرحتها إيران في المفاوضات هي فقط جزء من مقاربة +البازار+ المعروفة، أو أنه حتى الآن ما زالت هناك احتمالية بأن يندم خامنئي في اللحظة الأخيرة؟ والميل والتقدير، أنه سيتم التوقيع في نهاية المطاف على الاتفاق، وأمريكا ترغب في ذلك رغم التحفظات الإسرائيلية".
ونبهت الصحيفة إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الجديد نفتالي بينيت، "ما زال يريد التأثير على الاتفاق، فقد تبنى بشكل كبير التوصية التي تلقاها من الشخصيات الثلاث الرفيعة السابقة في جهاز الأمن (أهارون زئيف فركش، جدعون فرانك وايلي لفيتا)، حيث بقيت أمام إسرائيل فرصة ضيقة للتأثير، يفضل محاولة استغلالها".
وأفادت "هآرتس" بأنه "لا توجد لهذه الشخصيات الرفيعة أي أوهام، فالضرر الذي وقع منذ انسحاب ترامب من الاتفاق السابق هو ضرر دراماتيكي، واليورانيوم المخصب الذي راكمته طهران في السنوات الأخيرة يضعها - إذا أرادت - على بعد بضعة أشهر فقط من مراكمة كمية كافية لإنتاج القنبلة النووية، رغم أنها ستحتاج لفترة زمنية من أجل تركيبها كرأس متفجر على صاروخ".
ولفتت إلى أن توجهات الإدارة الأمريكية هي إلى "الاتفاق في أسرع وقت"، موضحة أن إدارة بايدن "وعدت إسرائيل بأن الاتفاق النهائي سيكون أطول مدى وأقوى، ولكن هذا يرتبط بالتفاهمات التي سيتم التوصل إليها في المستقبل مع إيران بعد العودة إلى الاتفاق النووي، وفي هذه الأثناء هذا يبدو تعهدا فارغا".
وتابعت: "إذا افترضنا أن إسرائيل هي التي تقف خلف الهجوم الأخير، سيثور سؤال مهم آخر: هل هجوم الطائرة المسيرة أول أمس في زمن زيارة رئيس الأركان أفيف كوخافي لواشنطن فاجأ الأمريكيين أم أن كل شيء تم تنسيقه مسبقا للضغط على الإيرانيين".
وذكرت الصحيفة بأنه "في شهر نيسان/أبريل الماضي، عندما جاء وزير الدفاع لويد أوستن لزيارة إسرائيل، وكان ذلك بعد بضع ساعات على الانفجار الثاني في "نتناز"، ظهر عدم الرضى الأمريكي طوال هذه الزيارة".