هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لم يفلح الاعتذار الذي قدمه وزير الصحة البريطاني مات هانكوك إلى رئيس الوزراء بوريس جونسون بسبب خرقه لقواعد التباعد الاجتماعي التي أقرتها وزارته في مواجهة وباء كورونا الذي ما زال يفتك بالبريطانيين، في وقف الضغط السياسي والشعبي على الحكومة البريطانية من أجل إقالة هانكوك.
القصة فجرتها صحيفة "ذا صن" البريطانية بنشرها لصور يبدو فيها وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، وهو يقبل مساعدة بارزة تم تعيينها أثناء الجائحة، ويعانقها بحميمية.
وذكرت الصحيفة أن الصور التي يظهر فيها هانكوك، البالغ من العمر 42 عاما، وهو متزوج وأب لثلاثة، التقطت داخل مقر وزارة الصحة في أيار (مايو) الماضي. والمرأة التي تظهر في الصور هي جينا كولادنغلو، التي عيّنها هانكوك.
لم يعاند الزير هانكوك الصور ولم ينفها، وأقر بأنه فعلا انتهك قواعد التباعد الاجتماعي، وقال إنه "آسف جدا" وأنه "خذل الناس"، لكنه رفض الاستقالة وأكد تمسكه بالمنصب، مشددا على أنه سيظل منصبا على جهود مكافحة انتشار الفيروس.
ولم يتأخر رد رئيس الوزراء، بوريس جونسون، الذي قبل اعتذار الوزير وقال بأنه "يعتبر الأمر منتهيا".
ووفقا لتقارير إعلامية بريطانية فإن كولادنغلو سبق لها أن عملت مع هانكوك في إذاعة للطلاب بجامعة أكسفورد، وأنه في أيلول (سبتمبر) الماضي، عيّنها هانكوك مديرة غير تنفيذية بوزارة الصحة. وبموجب منصبها، الذي تعمل فيه لما يتراوح بين 15 و20 يوما في السنة، تتقاضى كولادنغلو راتبا شهريا مقداره 15 ألف جنيه إسترليني.
وكولادنغلو متزوجة من أوليفر بوناس مؤسس شركة أوليفر تريس. أما زوجة هانكوك مارتا، التي تزوجها قبل 15 عاما، فهي أخصائية في تقويم العظام.
لكن اعتذار هانكوك وإعلان جونسون قبوله بذلك لم يغلق الملف، فقد قال حزب العمال المعارض إنه في حال وجود علاقة بين الوزير وكولادنغلو، فإن في هذا سوء استخدام صارخ للسلطة.
وقال متحدث باسم الحزب: "من حق الوزراء أن يكون لهم حياة خاصة، كأي شخص عادي. لكن إذا كان الموضوع يمس أموال دافعي الضرائب أو في حال تعيين أصدقاء مقربين للوزير في وظائف حكومية فيجب التحقيق في الأمر".
وأضاف المتحدث: "يجب أن تكون الحكومة صريحة في مسائل تعارض المصالح أو مخالفة القوانين".
بدورها، قالت زعيمة الحزب أناليز جودس: "إذا كان مات هانكوك يقيم علاقة سرية مع إحدى مستشاريه التي عينها في المنصب بنفسه، فإن في هذا استغلالا صارخا للمنصب وفي هذا تضارب مصالح واضح، ويجب على بوريس جونسون أن يقيله".
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن التعيين حدث بالطريقة المعتادة ودون أي مخالفة قانونية.
ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية في عددها اليوم تقريرا عن الموضوع، قالت فيه بأن عائلات ضحايا كورونا يتساءلون عما إذا كان مات هانكوك لا يزال يتمتع بالسلطة الأخلاقية للإعلان عن أي قيود مستقبلية للوباء بعد مخالفته للقواعد مع زميلته.
ودعا النائب المحافظ عن شمال نورفولك، دنكان بيكر، مات هانكوك إلى الاستقالة، وقال لصحيفة إيسترن ديلي برس إن السياسيين في المناصب العامة العليا يجب أن يتصرفوا بـ"الأخلاق والأخلاق المناسبة".
وأضاف: "بصفتي نائبًا برلمانيًا مخلصًا للعائلة، متزوجا لمدة 12 عامًا مع زوجة وأطفال رائعين، فإن المعايير والنزاهة تهمني (..) لن أتغاضى بأي شكل من الأشكال عن هذا السلوك وقد أبلغت الحكومة بأقوى العبارات الممكنة بما أعتقده".
ووفق تقرير "الغارديان" فقد كتبت مجموعة Covid-19 للعائلات الثكلى من أجل العدالة إلى رئيس الوزراء تحثه على إقالة هانكوك إذا لم يستقل، وتساءلت عما إذا كان بإمكان وزير الصحة الآن امتلاك أي سلطة أخلاقية في ما يتعلق بالوباء.
وقالت المجموعة: "في جميع أنحاء البلاد، تبذل العائلات الثكلى كل ما في وسعها لاتباع القواعد ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.. لكن من الواضح أن مات هانكوك يعتقد أن اليدين، والوجه، والفضاء ’كانت قاعدة لأي شخص آخر‘".
وقالت مجموعة الحملة إن دعم رئيس الوزراء لهانكوك كان "صفعة على الوجه" للعائلات التي فقدت أحباءها بسبب الفيروس.
وحول الضغط المتزايد على هانكوك للاستقالة، قال رئيس حزب العمل، أنيليس دودز: "لقد وضع القواعد. يعترف أنه كسرهم. عليه أن يذهب. إذا لم يستقل ، يجب على رئيس الوزراء إقالته".
واتهمت النائبة الديمقراطية الليبرالية ليلى موران، التي ترأس المجموعة البرلمانية لجميع الأحزاب بشأن فيروس كورونا، وزير الصحة بـ "النفاق المطلق".
وتتصدر صور وزير الصحة البريطاني مات هانكوك غالبية وسائل الإعلام البريطانية، لليوم الثاني على التوالي، بالنظر إلى فداحة الثمن الذي دفعه البريطانيون في مواجهة جائحة كورونا.
يذكر أن عدد وفيات كورونا في بريطانيا فاق 128 ألف ضحية، وقد عادت أرقام الإصابات لترتفع من جديد في الأسابيع القليلة الأخيرة، جراء انتشار المتحور الهندي دلتا بلاس.