سياسة دولية

انتصار صادم لقوات تيغراي.. و"مشية عار" لآلاف الأسرى (شاهد)

"القوات الإثيوبية اضطرت للانسحاب لحفظ ماء الوجه إذ كان من الممكن أن تتعرض لهزيمة أكبر"- جيتي
"القوات الإثيوبية اضطرت للانسحاب لحفظ ماء الوجه إذ كان من الممكن أن تتعرض لهزيمة أكبر"- جيتي

استعرضت قوات إقليم "تيغراي" الإثيوبي آلافا من عناصر الجيش الفيدرالي، تم أسرهم خلال معارك انقلبت فيها معادلة الصراع بين الجانبين بشكل صادم.

 

واحتفل مواطنو عاصمة تيغراي، ميكيلي، أثناء احتشادهم على جوانب طرق تم تسيير آلاف الأسرى من الجيش الإثيوبي والقوات الموالية له على طولها، محاطين بعدد من عناصر قوات إقليم تيغراي؛ وصولا إلى معتقل مركزي، في استعراض للقوة والانتصار.

 

 

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن بعض الجنود الأسرى كانوا على نقالات، والبعض الآخر يضع ضمادات ملطخة بالدماء، بينما تم اقتيادهم إلى سجن كبير على الحافة الشمالية للمدينة.

 

وأوضحت الصحيفة أن أكثر من سبعة آلاف جندي إثيوبي أسير، ساروا لنحو 75 كيلومترا جنوب غربي مكيلي، على مدار أربعة أيام، وصولا إلى المعتقل.

 

 

 




وفي حديث لـ"عربي21" قال الكاتب والناشط الإثيوبي، مصطفى حبشي، إن "هذا النصر ليس وليد اللحظة إذ لم تتوقف قوات تيغراي عن شن الهجمات القوية منذ بدء الحرب"، العام الماضي.

وتابع حبشي بالقول: "القوات الإثيوبية اضطرت للانسحاب لحفظ ماء الوجه إذ كان من الممكن أن تتعرض لهزيمة أكبر".

وأرجع حبشي المشهد الصادم إلى أن الجيش الإثيوبي "ليس متجانسا وتنتمي بعض مكوناته لأقليات تشعر بالمظلومية وليست موالية للحكومة في أديس أبابا ومتخوفة من سياسات آبي أحمد المركزية".

ولفت إلى أن "العديد من عناصر الجيش باعوا أسلحتهم لمواطني الإقليم وفروا".

 

 

وأوضح أن قوات الجيش الفيدرالي "موجودة حاليا في بعض المدن بإقليم تيغراي، وتحاول الانسحاب".

وبشأن القوات الإريترية، أوضح حبشي أنها انسحبت بشكل عام، ومعظمها تمركزت على الحدود بين البلدين؛ "وهي في موقع الدفاع لا الهجوم".

وأعرب حبشي عن توقعه بأن تستمر المعارك وخاصة على الحدود مع إريتريا، وسط تهديدات من التيغراي بضرب العمق الإريتري.

وحول تأثيرات الأحداث على حظوظ آبي أحمد برئاسة الحكومة، في ظل تواصل العملية الانتخابية، قال حبشي: "فوزه رغم كل ذلك حتمي، وذلك لغياب أي منافس، حيث أزاح العديد منهم خلال الأشهر الماضية، فضلا عن كون جبهة التيغراي خارج المعادلة أصلا".

 

اقرأ أيضا: أي مكاسب يتوقع آبي أحمد تحقيقها من الانتخابات الإثيوبية؟

 

"رد على آبي أحمد.. بطريقة خاصة"

 

ولفتت "نيويورك تايمز" في تقريرها إلى أن موكب الأسرى كان توبيخا واضحا لرئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، الذي اعتبر في وقت سابق أن التقارير عن هزيمة قواته كانت "كذبة".

 

 

 

وبدورها قالت صحيفة "الغارديان" النيجيرية، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن مقاتلي إقليم تيغراي، التي دمرتها الحرب في إثيوبيا، فاجؤوا العالم هذا الأسبوع باستعادة العاصمة ميكيلي، وسط احتفالات صاخبة في الشوارع من قبل أنصارهم.


وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك حدث بعد سبعة أشهر بالضبط من طرد هؤلاء المقاتلين من قبل جيش رئيس الوزراء آبي أحمد وحلفائه.

 

 

وأعلنت حكومة أبي منذ ذلك الحين وقف إطلاق النار من جانب واحد، في حين واصل "المتمردون" السيطرة على معظم مناطق تيغراي، خارج المدن الرئيسية.

وتمكنت جبهة تحرير تيغراي من إعادة تجميع صفوفها، وإفشال خطة إلقاء القبض على قادتها، ونزع السلاح، مستفيدة من الدعم الشعبي العميق الذي تتمتع به في الإقليم، وهو ما أقر به آبي أحمد نفسه في خطاب ألقاه الثلاثاء.

وقال أحمد: "عندما مر الجيش بقرية دون أن يشهد أي تحرك للعدو، جاء الكثير من الناس فجأة من الخلف وهاجموا الجيش وقتلوا الجنود ببنادق الكلاشينكوف أو حتى المناجل".

وشن "المتمردون"، كما وصفتهم الصحيفة، هجوما مضادا كبيرا الشهر الماضي، بعد أن أعادوا تسمية أنفسهم بـ"قوات دفاع تيغراي" (TDF).

 

وتزامن ذلك مع إجراء انتخابات تشريعية يتوقع أن تمنح أحمد ولاية جديدة، وشملت سبعة أقاليم، 21 حزيران/ يونيو الماضي، على أن تجرى في إقليمين آخرين خلال أيلول/ سبتمبر المقبل، دون أن يتضح مصير إجرائها في إقليم التيغراي.

وأسفرت الحرب الخاطفة - التي سميت باسم عملية Alula على اسم جنرال تيغري من القرن التاسع عشر - عن مكاسب هائلة في غضون أيام.

وكان آبي أحمد قد حاول التقليل من شأن الخسارة الأكيدة لميكيلي، قائلا في وقت سابق إن المدينة "فقدت جاذبيتها"، ولم تعد تستحق العمل على الاحتفاظ بها.

 

اقرأ أيضا: NYT: آبي أحمد حامل نوبل للسلام يدفع بلاده نحو الحرب


وسبق أن حذرت الأمم المتحدة والعديد من الأطراف الدولية من آثار مدمرة للصراع في إقليم تيغراي على مستقبل وحدة واستقرار عموم إثيوبيا.

 

لكن آبي أحمد كان واثقا بالنصر مع حشده الجيش الفيدرالي وقوات أقاليمية، فضلا عن الدعم العسكري الذي حظي به من إريتريا وغيرها. 

وحتى الآن لم تعلق حكومة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي على إعلان وقف إطلاق النار في إثيوبيا.

وتورط الإريتريون، بحسب "الغارديان" النيجيرية، في بعض المذابح الأكثر بشاعة خلال الصراع، وأصرّت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مرارا على ضرورة رحيلها.

ومع وقوف الإقليم على أعتاب مرحلة جديدة قد تكون أكثر سخونة، ينشغل المجتمع الدولي بشكل متزايد بالحالة الإنسانية الأليمة.


وتقدر الولايات المتحدة أن 900 ألف مدني "من المحتمل أنهم يعانون بالفعل من المجاعة"، وسط حصار شديد وأعمال تدمير للبنى التحتية الأساسية.

التعليقات (0)