ملفات وتقارير

هل تقتل أزمة الكهرباء حلم التيار الصدري برئاسة حكومة العراق؟

وزير الكهرباء استجاب للصدر واستقال من منصبه مباشرة- جيتي
وزير الكهرباء استجاب للصدر واستقال من منصبه مباشرة- جيتي

مع كل موسم صيف شديد الحرارة يمر على العراق، تظهر أزمة نقص الطاقة الكهربائية، رغم تعاقب 7 حكومات على الحكم منذ الغزو الأمريكي عام 2003، وصرف نحو 80 مليار دولار على ملف الكهرباء.

وعلى ضوء تجدد الأزمة وانهيار منظومة الطاقة وانقطاع الكهرباء ليوم كامل عن عموم العراق باستثناء إقليم كردستان، طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وزير الكهرباء ماجد حنتوش بتقديم الاستقالة فورا، الأمر الذي استجاب له الأخير سريعا.

لكن استقالة الوزير من منصبه لم تقف حائلا دون توجيه انتقادات شديدة للتيار الصدري -الطامح للحصول على رئاسة الحكومة المقبلة- واتهامه بالاستحواذ على الوزارة، والتحكم بمفاصلها المهمة، وبمسؤوليته مع غيره من القوى السياسية بأزمة الكهرباء.

"حملة تسقيط"

وتعليقا على ذلك، قال النائب علاء الربيعي عن تحالف "سائرون" التابع للتيار الصدري، إن "رئيس الوزراء الحالي، مصطفى الكاظمي، سبق أن صرح بأن وزير الكهرباء هو من خياراته، ولا علاقة للتيار الصدري باختياره".

وأضاف الربيعي في حديث لـ"عربي21"، أن "ما يوجه للتيار الصدري من اتهامات يندرج ضمن حملة التسقيط التي تقودها بعض الكتل السياسية، إضافة للمتضررين مما يقوم به التيار من إصلاح في البلد، والتفاف الجمهور حوله".

وأوضح النائب الصدري أن "وزراء الكهرباء لم يكونوا تابعين للتيار الصدري، ومن لديه إنصاف يفترض ألّا يقيس الأمور عن طريق التسقيط".

 

اقرأ أيضا: الجيش العراقي يتولى حماية أبراج نقل الكهرباء لمنع تفجيرها

ولفت إلى أن "من يقف أمام الإصلاح الذي يقوده التيار الصدري هم الفاسدون، فنحن من طرح على رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، فكرة إجراء عقد سيادي مع شركة سيمنز الألمانية لإنهاء أزمة الكهرباء، وتجنب أي عملية فساد في هذا الملف".

وتابع: "اقترحنا بعد ذلك أن تتكفل كل محافظة بحل أزمة الكهرباء بتخصيصات مالية، لكن أغلب الأموال التي صرفت على ملف الكهرباء ذهبت إلى شركة جنرال إلكتريك الأمريكية، فأين وصلت إنجازاتهم؟".

"المجرب لا يجرب"

وبخصوص احتمالية تسبب أزمة الكهرباء في قتل حلم تيار الصدر برئاسة الوزراء، قال المحلل السياسي كاظم ياور إن "منصب رئاسة الحكومة يمنح وفق عرف سياسي طائفي غير دستوري بإسناد المنصب إلى شخصية شيعية حصرا، وهو أمر رفضته احتجاجات تشرين الأول/ أكتوبر 2019".

وأضاف ياور، في حديث لـ"عربي21"، أن "التيار الصدري حصل في انتخابات 2018 على 54 مقعدا من مجموع 329، ولا أعتقد أنه قادر على تحقيق أغلبية في المرحلة المقبلة، التي تصل إلى 167 مقعدا، حتى يحصل على منصب رئاسة الوزراء، وذلك لم يتحقق لأي حزب منذ 2003".

وأشار إلى أن "الكتل السياسي الحاكمة والقابضة على السلطة هي السبب الرئيسي في جعل العراق يعاني من أزمات اقتصادية، وأخرى تتعلق بالطاقة الكهربائية من أجل أن يصل المواطن إلى مرحلة اليأس والإحباط، ولا يشارك في الانتخابات، وتبقى هي في السلطة".

ورأى ياور أن "الكتل السياسية تحاول من خلال تبرئها من إدارة وزارة الكهرباء، في كل مشكلة كبيرة تظهر إلى العلن، إقناع الشارع العراقي بأنهم لا يملكون هذه المناصب، وإنما هي مسندة لأشخاص مستقلين، لكن الحقيقة غير ذلك، فمن أتى بهم ومن منحهم الثقة في البرلمان؟".

وتساءل الباحث العراقي قائلا: "من يتبرأ اليوم من إدارة وزارة الكهرباء، كيف له أن يحلم في تسلم منصب رئاسة الوزراء في المرحلة المقبلة؟"، مطالبا بضرورة "كسر العرف السياسي الخاطئ القائم على الطائفية في المناصب الرئاسية، وإسناد المناصب إلى أهل الكفاءة والخبرة".

 

اقرأ أيضا: هجمات تستهدف أبراج كهرباء بالعراق ومقتل محتج على انقطاعها

وشدد على أن "الكتل السياسية الحالية تشملهم قاعدة المرجعية الدينية في النجف، التي قالت إن المجرب لا يجرب، وهؤلاء جربهم العراقيون، ولا بد ألّا يعود هؤلاء إلى إدارة الدولة، ولا يسند إليهم أي منصب في المرحلة المقبلة، لأن النتيجة ستكون كما نعيشها اليوم، الكل يئن تحت انقطاع التيار الكهربائي".

وأشار ياور إلى أن "الفساد وغياب النزاهة وتصدر كتل فاسدة بعناوين مدنية تحاول إضفاء صبغة النزاهة عليها هي سبب أزمات البلد، لذلك لا بد أن تأتي الانتخابات المقبلة بعقول جديدة منهجها وطني يسع جميع العراقيين، بعيدا عن الطائفية التي لم يجن منها الشعب إلا الخسائر في الأرواح والممتلكات، وإحداها أزمة الطاقة الكهربائية".

رسالة مثيرة

وعقب استقالة وزير الكهرباء ماجد حنتوش، الاثنين الماضي، انتشرت رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي منسوبة إلى الوزير المستقيل، وتعاطى معها الكثير من وسائل الإعلام المحلية العراقية، قبل أن صدر الوزير نفيا لصحتها.

وجاء في مضمون الرسالة الموجهة للصدر: إن "من اختارني وزيرا هم حاشيتك والمقربون منك بعد الاتفاق مع اثنين من كبار المقاولين في وزارة الكهرباء"، مشتكيا من "تدخلات مكتب الصدر المتمثلة بشخص يدعى عباس الكوفي، وبعلم الصدر".

وأضافت الرسالة: "لم تترك لنا خيارا في إدارة الوزارة، حتى أصبح يمارس (عباس الكوفي) دور الوزير خلف الستار، وهذا ما دفعني إلى تقديم الاستقالة سابقا، ومحاولاتي للتقاعد، وترك المنصب، لكنها فشلت بسبب تياركم وحاشيتكم التي كان هدفها الأول والأخير إبرام أكبر عدد من العقود الفاسدة".

وتابعت: "هل تعلم سيدنا أننا لم نكن نملك صلاحية تحريك أي مدير شركة، ولا إبرام أي عقد فيها، وكان الوزير الفعلي هو منسوبكم عباس الكوفي، الذي جند العشرات من تياركم مثل رائد عبد الحسين وحسين عبوة، وأسماء لم ينزل الله بها من سلطان".

 

واختتمت الرسالة بالقول: "سبب الفشل الحقيقي في وزارة الكهرباء هو حاشيتكم والمقربون ونوابك في البرلمان مثل أمجد العقابي".

ورغم نفي الوزير علاقته بالرسالة، إلا أن مستشار الصدر، حسن العذاري، قال في بيان مقتضب، إن "مواقع التواصل الاجتماعي تداولت رسالة منسوبة إلى وزير الكهرباء المستقيل، وعلى ضوء مضمونها وبعيدا عن صحتها أو عدمها، أمر الصدر بتشكيل لجنة تحقيق؛ للوقوف على حقيقة الأمر".

وأعلن المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية، أحمد موسى، الأسبوع الماضي، أن الوزير ماجد حنتوش قدم استقالته لرئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، استجابة لدعوة أطلقها زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، مؤكدا أن "من يقود الوزارة ليس شخص الوزير فقط".

التعليقات (1)
الشاهد بالحق
الأحد، 11-09-2022 02:33 ص
لا وجود كهرباء في البلد ، لطالما هناك الفاسدين ما زالو بها و المناقصات التي تدمر البلد و تهدر الأموال ملاين دولارات من اتباع الوزير السابق كريم وحيد و رعد الحارس، و الوكيل حاليا ( أيسر ) رجال فاسدين سرقو الوزارة في أكملها و لديهم علاقة قوية مع رجل شركة سيمنس إلى هذة اللحظة المدعو ( مزاحم ابو زكريا ) رجل بعثي مطلوب إلى حكومة العراقية مجرم من اتباع حمزة الزبيدي، رجل يداة ملطخة بالدم، و شريكة ابن عمة ( مشعل ابو مروان ) هؤلاء من أفسد المقاولين الحرامية الذين يعلمون الناس على فساد و الرشوة و إعطاء المسؤولين 10 % أرباح من المناقصات، و لديهم علاقة مع المسؤولين المذكورين اعلاة فساد كبير جدا و يعملون لهم سفرات و حجوزات في فنادق الدرجة الاولى في فندق الرويال الملكي عمان، و فندق ريجنسي فنادق 5 نجوم، و سفرات سياحة و عزائم في مطاعم الدرجة الأولى عمان و سفرات الى تركيا هناك في تركيا مندوبهم المدعو ( تيمو )، يقوم في استقبال المسؤلين و عوائلهم و سفرات داخل تركيا و إعطاء أموال و عشاء في مطاعم تركيا ذو درجة أولى وسهرات ليلية أيضا. و من أفسد المدراء العامين حاليا هم ( فلاح سعيد جرمط ) مدير عام الدائرة الإدارية، هذا كان يعمل رزام في زمن سحبان فيصل محجوب و جايجي لدكتور جعفر مدير مكتب سحبان، و أتى إلى وزارة عن طريق كريم عفتان الوزير السابق و حرامي مع اولاد الاخ الوزير السابق، و تربطهة علاقة مع النائب ( عادل خميس المحلاوي ) علاقة مناقصات كل عطلة نهاية اسبوع في فنادق الدرجة الأولى في الأردن من اجل سهرات ليلية و غيرها مع المدير العام نقل الشمال ( خالد غزاي ) رجل فاشل رجل فاسد خلقيا جدا جدا ، رجل المعقب المناقصات الخاص لكريم عفتان الجميلي، و لدية علاقةمع المذكورين اعلاة الفاسدين خلقيا و علاقة مع اولاد اخو الوزير كريم عفتان إلى حد الآن و سفرات ليلية إلى الاردن عمان و في فنادق الدرجة الأولى كل هذا على حساب الشركات و سرقات دفاتر