هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ارتفعت أسعار النفط العالمية، الاثنين، بنسبة 1 في المئة، فور إلغاء جلسة "أوبك+" وفشلها في التوصل لاتفاق، بسبب موقف الإمارات الرافض للمقترح الروسي السعودي.
وكان من المقرر انعقاد الجلسة اليوم، وذلك حسبما أفادت بيانات التداول، إلا أنه بحسب وسائل الإعلام فإن عدم التوصل لإجماع حال دون عقدها إلى أجل دون مسمى.
وبلغ سعر العقود الآجلة لشهر أيلول/ سبتمبر لبرميل النفط مزيج برنت 76.77 دولارا، بارتفاع نسبته 0.79 في المئة، بينما بلغ سعر العقود الآجلة لشهر آب/ أغسطس لبرميل النفط ماركة غرب تكساس الوسيط 75.73 دولارا، بارتفاع نسبته 0.76 في المئة، وقبل ذلك بدقائق بلغ الارتفاع 1 في المئة.
ويعد ذلك فشلا لاجتماع لجنة المراقبة الوزارية لخفض الإنتاج في تحالف "أوبك+"، في الخروج باتفاق لمستقبل ما بعد تموز/ يوليو الجاري.
اقرأ أيضا: وزير الطاقة السعودي يشن انتقادات للإمارات بشأن أوبك+
ونقلت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، عن مندوبين في المنظمة، قولهم: "عدة أيام من المحادثات المتوترة فشلت في حل نزاع مرير بين السعودية والإمارات بشأن شكل اتفاق خفض الإنتاج اعتبارا من آب/ أغسطس المقبل".
وذكر المندوبون الذين رفضوا تقديم أسمائهم للوكالة الدولية، أن التحالف "لم يتفق حتى على موعد لاجتماعه المقبل"، وهو ما أكده بيان لأمين عام أوبك محمد باركيندو، الاثنين.
"حرب أسعار"
من جهته، حذر مظهر محمد صالح، المستشار المالي لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الاثنين، من أن أي زيادة في إنتاج النفط من الدول الأعضاء في مجموعة "أوبك بلس" دون تنسيق مسبق "قد تمهد لحرب أسعار واختلالات سوقية خطيرة".
وقال صالح إن "الزيادات في الانتاج من الدول الأعضاء في أوبك يجب أن تتم بحذر وبتنسيق عالٍ بين الدول الاعضاء نفسها لنتجنب أي تخمة محتملة في سوق عرض النفط الخام قد تحدث اختلالات سعرية غير مرغوبة"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
وأضاف: "أي حالة عدم تنسيق ستوفر فرصة للمضاربين مجددا بتغيير مراكز توقعاتهم في سوق المستقبليات النفطية من مراكز طويلة مستقرة حاليا إلى مراكز قصيرة مخيفة سعرية وقلقة، لتدخل البلدان المصدرة للنفط مجددا بإخفاقات أسعار النفط والتعجيل بدورة الأصول النفطية وهبوط الأسعار جراء التسارع في زيادة الإنتاج دون دراية وتنسيق يوفر الاستقرار في الإمدادات وبأسعار مستقرة إلى مدى زمني أطول".
وتابع: "بغياب التنسيق والتفاهمات بين المنتجين في أوبك ستتشكل مجددا بدايات لحرب اسعار من أجل اقتناص الفرص على حساب العائد لتدخل البلدان المصدرة للنفط مجددا في دورة منعطفات تهدد مستقبل الماليات العامة فيها وبرامج الاستثمار النفطي بشكل يجب أن يتناسب وعودة النمو التدريجي في الاقتصاد العالمي وهي مرحلة الانفتاح الاقتصادي بين الامم لما بعد جائحة كورونا".
وبعد أن فشلت الاجتماعات التي بدأت الخميس في التوصل لاتفاق بين الأعضاء الـ 23 في التحالف، تم تمديدها حتى الجمعة، قبل الإعلان عن تأجيلها للاثنين، بغية التوصل لاتفاق، لكن اجتماع اليوم كذلك فشل في الخروج بقرارات.
وترك فشل الاجتماع، أسواق النفط الخام أمام أزمات متصاعدة، مرتبطة بضبابية الاتفاق الذي ينتهي في نيسان/ أبريل 2022، ونسب خفض الإنتاج التي سيتم تنفيذها اعتبارا من آب/ أغسطس المقبل.
وطالبت الإمارات في بيان، الأحد، بزيادة إنتاج النفط (تخفيف قيود الإنتاج الحالية)، دون ربطه بقرار لتمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى كانون الأول/ ديسمبر 2022، بدلا من نيسان/ أبريل المقبل، بينما تريد السعودية زيادة الإنتاج والتمديد معا.
اقرأ أيضا: الرياض تتحدى أبو ظبي بقواعد استيراد جديدة.. لا بضائع للاحتلال
وقال وزير الطاقة السعودي لتلفزيون "العربية"، الأحد: "بذلنا في التحالف جهدا خياليا لتحقيق استقرار السوق النفطية.. يعيب علينا ألا نحافظ عليها.. المطلوب الآن شيء من التنازل وشيء من العقلانية".
ويقضي المقترح الروسي، وفق الوكالة، "بزيادة شهرية خلال الفترة من آب/ أغسطس حتى نهاية 2021، بمعدل 400 ألف برميل يوميا كل شهر".
كما يقضي المقترح أيضا "بتمديد قيود على الإنتاج معمول بها منذ نيسان/ أبريل 2020 حتى نهاية 2022، بدلا منها نهاية نيسان/ أبريل المقبل، كما ينص الاتفاق الأصلي".
ووفقا لوكالة "بلومبيرغ"، فإن الإمارات "تطالب برفع الخط الأساسي للإنتاج الذي يستند إليه التحالف في احتساب حصتها من التخفيضات إلى 3.8 ملايين برميل يوميا بدلا من 3 ملايين و150 ألف برميل خط الأساس الحالي".
ويعني رفع خط الأساس السماح للإمارات بضخ المزيد من النفط الخام بالأسواق العالمية.
وبدأت دول "أوبك+" في أيار/ مايو 2020 تخفيضات غير مسبوقة في الإنتاج بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا تشكل 10 بالمئة من الاستهلاك العالمي من الخام.
ومنذ ذلك الحين، جرى تقليص هذه التخفيضات وصولا إلى خفض حالي بمقدار 5.8 ملايين برميل يوميا.
ويقضي المقترح الروسي، وفق الوكالة، "بزيادة شهرية خلال الفترة من آب/ أغسطس حتى نهاية 2021، بمعدل 400 ألف برميل يوميا كل شهر".