لا لا أنا هيك مبسوط ومرتاح، لا يا عم سيبني بحالي، يصير اللي يصير وأنا شو دخلني، ما ليش دعوة شوف غيري..
باختصار خليني جنب الحيط.
كل العبارات السابقة وغيرها نحدث بها أنفسنا عندما تأتي لنا
فرصة قد تغير مجرى حياتنا، وتجعلنا نتقدم للأفضل ولكننا لا نحب أن نخوض في أشياء نعتقد أنها ستقلل من شأننا.
فالإنسان بطبيعته يحب الراحة، ويحب أن يعمل أي شيء بأقل جهد بوجود عائد مادي محترم طبعا، ويخاف من أن يجدد في عمله أو يستقل بعملٍ ما من الممكن أن يفتح له باب رزق واسع يسعده ويسعد غيره، مبرراً خوفه بأنه راضٍ ومرتاح بما قسم الله له ولا يريد استثمار الفرص والمغامرة، جاهلاً بأن الرضا بالأساس لا يعني الاستسلام.
الحياة عبارة عن صدف، صدف من الممكن أن تنير طريقنا للأفضل، صدف من الممكن أن تعود بنا لنقطة الصفر، وهذا يعود على حسب حيويتنا وخبراتنا واستثمارنا الأمثل للمنح.
الصدفة تأتي دون انتظارٍ ودون تخطيطٍ مسبق، وهذا أجمل ما فيها، مثل صدفة عمل، صدفة صداقة..
هل حصل وأن جاءتك فرصة عمل بالصدفة في مكان ما لمدة معينة وكنت تتمنى أن تعمل، وحدثت نفسك بقول: خليني جنب الحيط ومش عايز أخوض التجربة، مع إني حاسس هبدع فيها، وترفض العمل؟
بل كان يجب عليك أن تثبت ذاتك وتستخدم أفضل جودة وجهد تملكه لتنجح، فقد تكون تلك الصدفة طريقك للتميز والنجاح واكتساب الخبرات، أيضا قد تظل قائماً على عملك.
قل لي: هل قابلت شخصا صدفةً وشعرتَ أنه أخذ حيزا في قلبك للوهلة الأولى، وتمنيت أن تأخذ رقم هاتفه وتلقاه مجدداً، ولكن ظننت أنه لا يبادلك نفس الشعور؟ وهذا ظن خاطئ لأنه حتما يبادلك نفس الشعور، ولكن يغلب عليك طابع "خليني جنب الحيط ومش عايز أكوّن صداقات".
فهنا قد أضعت رفيقاً لدربكِ قد تجد فيه ما لم تجده في أصدقائك، وأنا متأكدة بأنك لن تنساه أبدا.
هل حدث وأن اجتمعت مع أصحابك وقال أحدهم: ما رأيكم أن نقوم بعمل مشروع في مكان حيوي ندير به أموالنا بطريقةٍ أفضل؟ بالطبع ستقول لنفسك: "خليني جنب الحيط ومش عايز أضيع فلوسي بالهوا".
لن تخسر شيئاً إذا سمعت رأي أصحابك ووضعتم مبادئ وأساسيات تلائم متطلبات المجتمع لنجاح المشروع، وشجع أصحابك على الاستمرارية والمرونة لتنفيذ المشروع بأبهى صورة. فلتكن هناك إرادة وإصرار على التقدم، فمن المؤكد نجاحكم وأنكم ستواجهون العقبات بحكمة.
يقول ويليام فوستر: "جودة العمل لا تأتي صدفة أبدا، إنها نتاج نوايا حسنة، وجهد صادق، وتوجيه ذكي، وإخراج متمرس.. فهي تمثل الاختيار الحكيم لبدائل متعددة".
ختاما: في حياتنا نقابل العديد والعديد من الصدف والفرص الذهبية التي نتغافل عنها، فتصبح لمن يستخدمها بحكمة مجوهرات ثمينة يزداد سعرها بين الحين والآخر، فابتعد عن الحيط ولا تضيع الفرصة بسبب الخوف والتردد، بل تمسك بها وطور منها لتجد نفسك ناجحاً، متميزاً، مبدعاً.
* كاتبة من فلسطين